8 أبريل، 2024 5:51 ص
Search
Close this search box.

الحَيْوَنة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال لي ذات مرة لكي تقتل بشرا عليك أن تجرده من آدميته وتصفه بأبشع الأوصاف اللازمة لمحق وجوده.
فلا يمكنك أن تقتل بشرا , إن لم تحوّله إلى حالة لا تستحق الحياة.
البشر المستهدف يصبح بعوضة أو شيطانا وشرا مستطيرا , ولا بد من تحرير الأرض من وجوده , وهكذا يتم إنجاز القتل بأبشع صورة.
ومن الواضح أن إضفاء الصبغة الدينية أو العقائدية على الفعل , تساهم بالتمادي بالوحشية وبإرتكاب أفظع الجرائم , لأن الفاعل سيكون مجردا من المسؤولية , فهو ينفذ إرادة قوة عليا يؤمن بها أيا كان نوعها.
ولهذا فالجرائم المؤدينة ذات تداعيات كبيرة , فالبعض يرى أن البشر المُستهدف حيوانا , وهذا ربما وصف رحيم لأن الرأفة بالحيوان موجودة.
لكن إخراج البشر المُستهدف من قيمته وضرورته للحياة , وجعله حشرة ضارة تهدد الآخرين , يدفع إلى محقه لأنه بدى عدوا في عيون الفاعلين .
وبموجب ذلك أبيد الملايين خصوصا عندما يتحقق تكفيرهم وزندقتهم , وإعتبارهم أعداء الدين ورب الدين , وبموجب ذلك فالأديان سفكت دماء العالمين وما سلم دين من سلوك الإبادة.
وحالما يتأدين الكرسي , يدخل المجتمع دوامة النكبات الفتاكة.
فمَن يقتل مَن؟ً!!
د-صادق السامرائي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب