18 ديسمبر، 2024 5:15 م

قال لي ذات مرة لكي تقتل بشرا عليك أن تجرده من آدميته وتصفه بأبشع الأوصاف اللازمة لمحق وجوده.
فلا يمكنك أن تقتل بشرا , إن لم تحوّله إلى حالة لا تستحق الحياة.
البشر المستهدف يصبح بعوضة أو شيطانا وشرا مستطيرا , ولا بد من تحرير الأرض من وجوده , وهكذا يتم إنجاز القتل بأبشع صورة.
ومن الواضح أن إضفاء الصبغة الدينية أو العقائدية على الفعل , تساهم بالتمادي بالوحشية وبإرتكاب أفظع الجرائم , لأن الفاعل سيكون مجردا من المسؤولية , فهو ينفذ إرادة قوة عليا يؤمن بها أيا كان نوعها.
ولهذا فالجرائم المؤدينة ذات تداعيات كبيرة , فالبعض يرى أن البشر المُستهدف حيوانا , وهذا ربما وصف رحيم لأن الرأفة بالحيوان موجودة.
لكن إخراج البشر المُستهدف من قيمته وضرورته للحياة , وجعله حشرة ضارة تهدد الآخرين , يدفع إلى محقه لأنه بدى عدوا في عيون الفاعلين .
وبموجب ذلك أبيد الملايين خصوصا عندما يتحقق تكفيرهم وزندقتهم , وإعتبارهم أعداء الدين ورب الدين , وبموجب ذلك فالأديان سفكت دماء العالمين وما سلم دين من سلوك الإبادة.
وحالما يتأدين الكرسي , يدخل المجتمع دوامة النكبات الفتاكة.
فمَن يقتل مَن؟ً!!
د-صادق السامرائي