23 ديسمبر، 2024 6:01 م

الحيتان الطائفية وثقافة فسادها

الحيتان الطائفية وثقافة فسادها

السؤال الأزلي المتكرر على السنة العراقيين جميعا بكل طوائفهم وقومياتهم والوانهم واطيافهم وهم يشاهدون تفاقم ظاهرة الفساد الأعظم ووصوله الى هذه الدرجة من القوة والعنف ووصول العراق الى الحضيض باعتباره من الدول الاكثر فسادا في العالم بانتشاره وتفشيه بل ولا نبالغ بوجود حيتان سياسية لا يمكن محاسبتها ولديها خطوطها الحمراء وورموز طائفية لا يمكن التقرب منها وتجاوز هيبتها وعصمتها وجبروتها لهذا ياسادتي سيبقى الفساد ويظل وسيكبر ويتناسل وينتشر ويتكاثر بسبب وجود ثقافة له وتيار طائفي قوي له سطوته في عالمنا الجديد يرفض التعرض للرؤوس الكبيرة والمتوسطة والصغيرة حتما ستكون محصنة بهذا الجدار العازل عن محاسبتهم ومع حصانة سادتهم وكبرائهم والبرلمان الذي يشكلون به حصانتهم البرلمانية ….
وهناك ايضا وهذا هوالمهم كتاب بلا مباديء وهم حتما تحت الطلب أو ربما يبرر ارتباطه بحزبه وتبعيته له وحرصه من الاساءة عليه … ولا حاجة لي للكتابة عن صفاتهم واوصافهم الانتهازية واساليبهم الوصولية في التصدي لكل كاتب يحاول فضح او تناول راس من الروؤس الكبيرة وهم كما تعلمون كثر او الكتابة عن ظاهرة سلبية او ربما بحجة الدفاع عن المذهب والطائفة او الحزب الطائفي او الكتلة فيلتجأ للتهديد والوعيد لتنتظره محاكم النشر ليرفع الراية البيضاء ويعود ادراجه الى الصمت والقناعة بالامر الواقع الفاسد
ان ثقافة الدفاع عن المفسدين تحصر المثقف في خانة صعبة بل في زاوية ضيقة تعرضه للأتهام المباشر بالخيانة بكل ابعادها واشكالها وهو يمارس ابشع دور في مسيرته الثقافية والابداعية وحتى النضالية عندما ينحدر الى درك الطائفية والعشائرية وهويمارس الدور الذي رفضه الاسلام الاول ((انصر اخالك ظالما أو مظلوما))او ((انا وابن عمي على الغريب …وانا واخي على ابن عمي )) المقولة التي ترددها العشائر العراقية وكما تعلمون مانتج للمجتمع من مآسي بسبب هذه الظاهرة ولا أصدع روؤسكم بسرد اسباب هزيمة جيشنا العراقي الباسل بكل صنوفه وتعداده في موقعة الموصل وضياع ثلث اراضينا بيد شرذمة لولا الفساد في منظومته بكل اشكالها ومايحتويها والفساد في لجان التحقيقات واصرار الكثيرين بعدم المساس بأصحاب الشان والقيادات التشكيلات والقيادة السياسية والقائد العام للقوات المسلحة لم يبقى اذن غير ابناء الخايبة الذين صدرت لهم الاوامر بالأنسحاب …وهنا تبرز صورة الفساد بشكلها البشع حينما تتحول الى لغة زئبقية لترى التفاهمات والتقاطعات ومؤمرات النواب وصفقاتهم المشبوهة من باب شيلني وأشيلك لتمييع القضية ونسيانها وموتها ليعيش الفساد
وهنا ادعو من جميع المهتمين بهذه القضية والتي صارت ظاهرة يتحدث عنها القاصي والداني وبتنا نقرا عن فساد سياسيينا في الصحافة العالمية ونتابع تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية باحصاءاتها المتكررة سنويا وهي تعلن عن فسادنا المتفشي …
فهذه تجربة جورجيا الناجحة في القضاء على الفساد بكل اشكاله وقد كانت تتنافس معنا في الدول الاكثر فسادا في العالم مع الصومال وليبيا والسودان وهاهي اليوم تحتل المركز ((11))بين الدول الاقل فسادا متقدمة على النرويج وفرنسا وهولندا وسويسرا وبريطانيا والنمسا أقول لكل الجادين في محاربة الفساد واجتثاثه من عروقه أقرأوا تجربة هذا البلد وحللواستراتيجتها واسباب نجاحها وكيف تحولت من الدول الاكثر فسادا الى دولة يشهد لها البنك الدولي ويصفها بألأسطورة …ليس لنا ايها المهتمون غير الاطلاع والقراءة والتمعن اذا كنا صادقين مثل بعض الدول التي اقامت حملة واسعة وثورة ضد الفساد فألقت بالروؤس الكبيرة في حاويات الازبال والقمامة…..
متى نتعلم من تجارب الأخرين اونتعض لنرى شعبنا يصحوا من غفلته ويلقي بسراقه في حاويات بغداد التي تحولت الى ركام يستوعب كل هذه الروؤس .