الحياة رحلة كأي رحلة , نواجه فيها ما نواجه , ونتواصل رغما عنها وعنا , وكذلك هي أمنا الأرض في رحلة , تحدت نوازلها بدوران أصابها بالغثيان , وأفقدها الشعور بالخوف من الأهوال.
فايام الأرض لا تتشابه , وكل يوم له شأن ويتحرك وفقا لحسبان وإتقان , وبموجب قوانين وموازين متناهية في الدقة لا يدركها عقل الإنسان.
وما يجري في الكون معادلات متفاعلة نتائجها تتأثر بالعوامل المساعدة والمعطلة , وتمضي كما تملي عليها بيئة الوعاء الذي تتفاعل فيه.
فلكل نتيجة معطياتها , ولكل مركب عناصره المتآزرة فيه , والكينونات القائمة ليست دائمة , والرحلة بين الولادة والموت جوهر الحياة وكنهها , وللأرض حصتها وما تشتهيه مما تحمله على ظهرها.
والخلق عليها يتحرك متوثبا وحالما بما يعينه على البقاء الأسلم والنماء الأصلح , وبرغم العاديات وأهوال التداعيات , فالخلق يتواصل متحديا ومؤمنا بوجوده المتواكب مع إرادة الدوران.
أعاصير , زلازل , فيضانات , وغيرها من الكوارث والصولات البيئية بأنواعها , وهذا ديدن الأرض منذ الأزل , والفرق أن وسائل التواصل والرصد تطورت وبلغت درجات غير مسبوقة من الدقة والتوقع.
فلماذا يقرنون ما يحصل في الأرض كعادتها على مر العصور , بما هو ديني وعقائدي , ويمعنون بإستثماره لإستعباد الناس وتخنيعهم بالخوف والرعب المبرمج للقبض على مصيرهم؟
الأعاصير والزلازل تحصل في كل مكان وزمان , ولا توجد بقعة أرضية لم يصبها منهما ضرر , فهذه أرضنا وإرادتها وقدرتها على إنجابنا وأكلنا , ولا مفر لنا من الذوبان في ترابها عاجلا أم آجلا.
فالمطلوب الإيمان بالحياة الحرة الكريمة , والعمل الجاد المجتهد على إدامتها وتطويرها , وتوفير مستلزمات تواصلها بقدرات الأجيال الوافدة إليها.
فالأرض تريدنا فوقها وفيها , ولا تستغني عن خلقها , فبدونهم تصاب بالإنكماش والضعف , وتتحول إلى فريسة سهلة للوحوش الكونية الشرسة.
فالمخلوقات تدافع عن وعائها الدوار , وتضحي من أجل قوته وتنامي إقتداره للتحدي والبقاء , وما يحصل مما نسميه بالكوارث الطبيعية , نشاط لإدامة التوازن والحفاظ على دريئة الأرض ضد الأخطار الكونية الهائلة.
فهل سنعرف سلوك الأرض لنتوقى من غضبها؟!