23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

يؤدي الكلام دور أساسي في الحياة.. فالحياة بدون كلام ليس لها معنى وتصبح عقيمة في كافة المجالات. منذ أن يشرع الطفل في الحركة تحاول الأسرة أن تدربه على الكلام بطريقة تتناسب وطبيعة الحياة التي يعيش فيها ذلك الطفل.

الجميع يحاول أن يبذل جهداً معيناً في تدريب الطفل على النطق بصورة سليمة كي يتحول في المستقبل الى عنصر مفيد في المجتمع والحياة بصورة عامة.

الكلام سلاح خطير جدا في الحياة فقد يكون الكلام عنصراً من عناصر مواصلة الحياة وقد يكون سبباً في هلاك الأنسان وتعرضهُ الى قصاص الموت بلا منازع.

من خلال الكلام يستطيع الفرد أن يأسر المحيطين به من خلال الثقافة العالية التي يمتلكها والمعلومات الغزيرة التي يغدقها على الجالسين قربه. الكلام قد يكون سبباً رئيساً في شن الحرب على جهة معينة ومن خلال تلك الحرب تلفظ الاف الفئات البشرية أرواحها بسبب كلام معين تلفظ به مسؤول ما في مواجهة جهة معينة .

إذن, هو كلام قبل أن تقع الحرب. الكلام قد يكون سبباً مهماً في سعادة إنسان واحد أو مجموعة كثيرة أو صغيرة من فئات البشر.

حينما يقول شخص ما الى فتاة بأنه يعشقها ويعدها بحياة حرة كريمة هو كلام وحينما يصف شخصا ما شخصاً آخر بأبشع الكلمات يسبب له تعاسة مؤلمة هو كلام أيضا. بين فترة وأخرى نسمع أو نقرأ كلاماً عن البرلمان أو جهة معينة لها دور مدمر للروح المعنوية هو كلام أيضا .

من هنا عرفنا أن – الكلمة الطيبة صدقة – لأن الكلمة الطيبة لها تأثير رائع على النفس البشرية . يستطيع الأنسان أن يسبب تعاسة مؤلمة لشخص آخر من خلال كلام بذيء ويستطيع نفس الشخص أن يسبب سعادة لاتوصف لشخص آخر من خلال كلام معين. من هنا ننطلق بفضاء واسع عن الكلام وندعو الى التأني في إختيار الكلام قبل التفوه به كي لايكون وبالاً على الشخص المتلقي.

تستطيع أن تجعل شخصا ما يخرج من مجلسك دون أن يشعر بغضب على الرغم من أنك رفضت ما أرادهُ منك وهذا يقودنا الى كلام يمكن أن نطلق عليه – تعلم كيف تقول لا – دون أن تسبب أي ضرر لشخصٍ ما. من خلال كلامك يستطيع السامع أن يحكم عليك فيما إذا كنت مثقفاً أو مؤدباً أو صاحب عقل راجح.

الحديث عن هذا الموضوع يتطلب كلاما طويلا جدا ولكننا نريد أن نبعث رسالة الى كل أصناف البشر وهو تعلم كيف تتبع الخطوات الصحيحة في طريقة الكلام الى أي فئة بشرية تكون أنت فيها .

حينما كنتُ في صحراء الكويت أيام الحرب اللعينة تم إعدام جندي شاب من قـــــبل ضابط الأستخبارات العراقية حينما قال الضابط لبعض الجنود المـــــتأخرين عن الألتحاق الى الوحدة العسكرية التي كنتُ من ضمن جنــــــــودها إذا تأخرتم مرة أخرى أعدمكم ” صرخ أحد الجنود الشباب ” إعدمــــني وخلصني من هذه الحياة .

غضب ضابط الأستخبارات وصاح ” حسنا قف هناك وأطلق عليه الرصاص أمام الجميع. كلام الجندي الشاب كان السبب في موته.