الحياة عبارة عن لعبة حظ هناك من يتربع على القمة وهناك من يبحث عن اللقمة …..
انا من الباحثين عن اللقمة كوني شاعرا وكاتبا وموظفا حكوميا مفلسا فلا الشعر والنصوص الفكرية والمقالات اعطتني خبزا ولا الوظيفة وفرت لي الدخل المثالي الذي من خلاله استطيع اعالة اسرتي ضمن نطاق معيشي مرفه في نهاية المطاف وصلت الى نتيجة الا وهي ان العمل والنشاط والكفاءة والابداع لا قيمة لهم في هذه الحياة هذا ما توصلت اليه نظريا بعد تجربة دامت لأعوام في عالم القراءة والمطالعة والكتابة والغوص في عوالم الفكر والفلسفة وعمليا في فوضى يومياتي .
2
حصيلة مشواري مع الابداع انني تحولت الى آلة تقرأ وتكتب الحروف والكلمات …..
فمنذ اعوام وانا اقرأ واكتب الشعر والقصص القصيرة والنصوص الفكرية والمقالات واراسل الصحف الورقية والمواقع الالكترونية لكن لحد هذه اللحظة لم احصل على قرش نظير خدماتي الابداعية لذا دخلت الى اعماق هذه الأحجية بحجة التحليل والتفسير فوجدت ان هنالك سببان لا ثالث لهما فأما هذه الصحف الورقية والمواقع الالكترونية التي اراسلها تعتمد سياسة البخل أو انها لا تعطي كتاباتي قيمة واهمية فما ارسله من حروف وكلمات بالنسبة لها لا يتعدى ملء فراغ في صفحاتها .
3
اقضي جل وقتي في القراءة والكتابة والتفكير اغوص في دهاليز الاشياء كي ابحث عن الاجوبة وما ان اجد خيطا رفيعا اقرع الطبل واصرخ وجدت الجواب لكن سرعان ما تلف علامات الاستفهام هذا الخيط اراه يتحول الى قطع صغيرة مليئة بالالغاز والتعقيدات …..
فليس هنالك اقسى من الشك انها المعاناة التي ترجم العقل بالمعقول واللامعقول بالمنطق وباللامنطق لذا وقفت عاجزا امام الاشياء فما دام الشك يحاصرها فلا سبيل للخلاص من الفوضى التي تحتل كل بوصة في اعماقي فكلما قرأت زاد الألم والوجع وكلما كتبت بكيت وكلما فكرت يشتد الصداع هكذا كانت البدايات التعيسة والبائسة لرحلتي مع الابداع وهكذا ستكون النهايات ففي لحظات السكون والهدوء اقف امام مكتبتي المكتظة بالكتب واصرخ اين الحقيقة اخرجي من بين آلاف الحروف والكلمات ثمة بائس تعيس ضائع تائه يبحث عنك …..
4
حياة الملوك والامراء ….. سعادة ورقي
عندما اشاهد تقريرا او اقرأ خبرا عن رحلات الوليد بن طلال وطريقة تعاطيه مفردات الحياة بتفاصيلها الصغيرة الى الكبيرة اتحرر من كل شيء وانسى هموم هذا الواقع المتعفن الذي تعيشه البشرية واطلق العنان لنفسي كي اعيش لحظات حالمة مليئة بالسعادة والرقي واطرح على نفسي جملة من الاسئلة هل ثمة يوم قادم اتحول فيه الى ملك او امير وهل سأعيش ذات المرحلة الأميرية والملكية هذا من جانب من جانب اخر لما لا انزل بسقف تطلعاتي وطموحاتي واحلم ان اكون ( جايجي ) او ( فراش مثقف ) للوليد بن طلال حيث سأحظى بالكثير من الامتيازات اولها الاحترام واخرها العيش الرغيد لأنني طوال فترة نضالي وكفاحي في عالم الابداع والوظيفة لم احظى لا بالأحترام ولا بالعيش الرغيد …..
5
في نهاية هذا النفق الحالم اللامثمر الذي يسمونه الابداع وجدت ان عملية اندماجي مع القلم في كتلة واحدة ضمن رقعته لم تقدم لي شيئا سوى البؤس والتعاسة على اعتبار انني اكتب وانشر كتاباتي دون مرود مالي وهذا بحد ذاته مشكلة تهدد القيمة الاقتصادية للابداع لكنه يرفع القيمة الفكرية له …..
السؤال هو …..
من الذي يدير العالم الابداع ام المال
6
العالم مليء بالطاقات الابداعية هنالك شعراء مجهولون هنالك كتاب محرومون هنالك مبدعون يطرقون الابواب لكن لا احد يفتحها لهم ……
انا احد هؤلاء رغم كفاحي ونضالي في عالم الابداع منذ سنين لكنني ما زلت من المهمشين والمنبوذين حيث اعاني التهميش والاقصاء من العالم بأسره فمحاولاتي لطبع ديوان شعري من خلال دور نشر مختلفة فشلت والرسائل التي كتبتها للمحطات الفضائية ووسائل الاعلام حملت ردود قاسية ومؤلمة تبدأ برفض الطلب المقدم مني وتنتهي بعبارة نتمنى لك التوفيق في عملك ونشاطك الدوؤب اي بأختصار لم اترك بابا الا وطرقته لكن لا احد يفتحه لي بأعتبارالطارق هو انا والباب هو وسائل الاعلام المتلفزة والمقروءة والمسموعة …..
اذن اين المشكلة …..
هل انا قبيح الشكل ام مدعي فاشل يكتب الخزعبلات او نرجسي مغرور مجنون بالعظمة ام عالة على اللغة العربية او الحظ هو من يرصد خطواتي وتحركاتي في عالم الابداع بأعتباره اللاعب الرئيسي في هذه الفوضى التي اعيشها فيرمي اوراقه على الطاولة كي يحرق اوراقي .