عملية الامريكان الاخيرة في الحويجة، لم تكن بريئة، أي أنها لم تأتي صدفة، سواءً وقع عليها اوباما أم لم يوقع، فأن العملية كانت ردة فعل نوعية، في طياتها رسالة قوية، لروسيا اولاً وللعبادي ثانياً، ولكل من يحاول تقويض الجهد الامريكي في المنطقة ثالثاً ورابعاً…الخ.
الزيارة المفاجئة للحويجة، مع أنها عسكرية بأمتياز، ألا انها بالدرجة الأولى دبلوماسية، فالتحالف الرباعي (روسيا، ايران، العراق، سوريا)، اقلق الولايات المتحدة، لما قد يتيحه مثل هذا التحالف، من دور للعدو روسيا.
في السياسة؛ لا يوجد صديق دائم، هذه الجملة بالذات، يعرفها عامة الجمهور، ويجهلها العبادي وسلفه، قطعاً نقول أن صداقة العراق وامريكا، صداقة من طرف ثالث! وإلا متى يمكن أن تخدم امريكا العراق على حساب السعودية مثلاً؟! أو بناء قاعدة امريكية في ديالى القريبة من ايران!
اذاً، كلام زعيم المقاومة الاسلامية في لبنان، حول طبيعة التحالفات العراقية الغربية، كان مدروساً، فالولايات المتحدة التي تحارب الجنوب اللبناني، بحجة أنه خارج عن سيطرة الدولة، تقوي الشمال العراقي الداخل بصلب الدولة، تقوي هنا وتضعف هناك والسياسة واحدة.
عملية الحويجة غير مفاجئة بالمرة، هي واحدة من سلسلة عمليات، تثبت بأن الحكومة العراقية الأضعف دبلوماسياً بين الدول، وإلا.. ما الذي يجعل امريكا تغامر بعدم أخبار الحكومة بالعملية، إلا لأنها مدركة تماماً لمدى الضعف التي هي فيه!
على مايبدو أننا نحن الذي نعيش في هذا الزمن، سوف لن نرى عراقاً عريقاً، فتافيت الدول ستبقى لها هيبة أكبر، جيبوتي لو شاءت.. ستدمر العراق، وحتى النيبال ومكاو، ليس لعظمة ماذكرت، بل لضعف العراق، لا يمكن لشاة مريضة قيادة قطيع من الأسود، لا نتوقع من فريقٍ من الاذكياء أن يشطر الذرة، إن كان قائدهم غبي.
الغباء والمرض والكرسي، يمكن تعريفها بمتلازمة “حكام الصدفة”، الصدفة التي لم يؤمن بها الامريكان يوماً.. ولا حتى اقليم كردستان!
مابعد هذه الحكومة، او التي تليها، بالضبط بعد أن تكون روسيا جارتنا، سننتهي من المغفلين، أيضاً من الأستغفال، بئر النفط العراقي سيكون روسياً، حوارية القرار والمال القديمة ستعود، بالسوخوي الروسي، هذه المرة ليست بالصدفة، بل بثقتنا بالدبلوماسية الروسية!