18 ديسمبر، 2024 7:13 م

الحوزات العلمية وطلابها الغائب الأكبر عن زيارة الأربعين

الحوزات العلمية وطلابها الغائب الأكبر عن زيارة الأربعين

يمر العراق وباقي بلدان المنطقة والعالم بأخطر انحطاط أخلاقي بالإضافة الى الابتعاد عن التوجه الديني ، وقد ضربت المجتمع العراقي الكثير من الأفكار المنحطة كالمثلية والإلحاد بالإضافة الى الفساد بكل أنواعه ، حتى أصبح المجتمع ممزقاً تنهش به الأفكار الغريبة البعيدة عن تعاليم الإسلام حيث الميوعة وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء مع انتشار العلاقات المحرمة بكل أنواعها والفساد بكل أدواته الخبيثة حتى أصبح المجتمع على حافة الانهيار والتلاشي والذوبان في هذه الأفكار المنحطة والمنحرفة التي يراد منها إبعاد المجتمع عن الإسلام وتعاليمه الحقة حتى يصبح لقمة سائغة لهم ، لهذا السبب بذلت وتبذل المؤسسات الغربية وخصوصاً أمريكا والكيان الصهيوني الملايين من الدولارات من أجل خلق أجيال تكره الإسلام وتعاليمه وترفض التقاليد والأخلاق والأعراف التي يتبناها ويحترمها المجتمع ، ونتيجة هذا الدعم الهائل لنشر هذه الأفكار الإلحادية المنحطة من المؤسسات الغربية والأمريكية والصهيونية بالإضافة الى بعض الدول الخليجية فقد أبتعد الكثير من الشباب عن مصادر الثقافة الدينية من محاضرات أو ندوات دينية أو التواجد في المراكز الدينية مما جعلهم بعيدين كل البعد عن مصادر رفد المعلومة الدينية والأخلاقية والتربوية فأصبحوا لقمة سائغة لآفات الفساد والإلحاد وباقي الأفكار المنحطة ،

ولكن الكثير من هذه المجاميع الشبابية تشترك بزيارة الأربعين المقدسة وتصبح اسيرة الطريق الحسيني الذي يجذب كل إنسان ولا يستطيع أحد أن يقاومه مهما تعددت وسائل المقاومة وأدوات الانحراف الشيطانية لهذا نلاحظ طريق الزيارة الأربعينية يغص بالشباب والشابات الذين تأثروا بأفكار الإلحاد والانحرافات الأخرى أو الذين لا يلتزمون بتعاليم الدين ، وهذه فرصة ذهبية يهيئها لنا الإمام الحسين عليه السلام عن طريق زيارته الأربعينية بجذب هذا الكم الهائل من الشباب والشابات وباقي أفراد المجتمع الذين تأثروا بالأفكار الشيطانية فما علينا إلا ان نستغلها أفضل استغلال نتيجة تواضع أدواتنا التعليمية أمام موجة الانحراف الجارفة من خلال انتشار طلاب الحوزة العلمية ما بين هذه الجموع ونشر أفكار أهل البيت عليهم السلام وفي مقدمتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأفضل طريقة للاستفادة الكاملة هو نصب منبر حسيني لكل 500 متر( نصف كيلو متر) على حافة الشارع يرتقيه طالب الحوزة ويأمر المشاية بالمعروف ونهاهم عن المنكر ويزرع هذه الفكرة في قلوبهم وعقولهم مع نشر تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل ، وهذا المنبر ينصب من أول نقطة تنطلق منه مسيرة الأربعين (الفاو – مدينة البصرة) الى كربلاء بالإضافة الى باقي المحافظات التي لا تقع على هذا الطريق أي نحتاج حوالي 2000 طالب حوزة لتوعية الناس بتعاليم الإسلام كالحجاب وإقامة الصلاة والابتعاد عن الفساد بكل أنواعه وتشبيت أخلاق أهل البيت عليهم السلام في عقولهم وحركاتهم ، فعملية بهذا الحجم لها أثار كبيرة في إعادة المجتمع الى طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين مع دفع أصحاب المواكب ومن يخدم بها الى الإستمرار بأخلاقهم الحسينية التي يمتازون بها في أيام الزيارة الأربعينية وجعلها في جميع أيام السنة ، فمن غير الحكمة أن لا تستغل الحوزات العلمية وطلابها هذه الفرصة الذهبية التي يقدمها لنا الإمام الحسين عليه السلام من أجل إصلاح المجتمع وإعادته الى طريق الإسلام المحمدي الاصيل ولا نمتلك نحن ولا جميع المؤسسات الدينية والأخلاقية في العالم طريقة لجذب الناس الى أدواتهم التعليمية والثقافية كما يهيئها لنا الإمام الحسين عليه السلام فلماذا تأتي وتذهب كل سنة زيارة الأربعين ولا نستفاد من هذه الفرصة الذهبية في نشر تعاليم أهل البيت عليهم السلام ما بين طبقات المجتمع كافة فلماذا نستمر في التقصير في هداية الناس وإبعادهم عن مكائد الشيطان ونترك المجتمع يضمحل ويتفكك ويتمزق ويبتعد عن الإسلام وتعاليمه الحقة ، فهل توجد فرصة للتبليغ والإرشاد أفضل من هذه الفرصة التي يقدمها لنا الإمام الحسين عليه السلام على طبق من محاسن الأخلاق والكرم والجود والتراحم والعطف والتواضع وجميع الصفات الحميدة والأخلاق المحمدية الأصيلة والتي يرافقها المشاعر الجياشة اتجاه مظلومية الإمام الحسين عليه السلام حيث القلوب متفتحة على الخير والصلاح والهداية ، متى تنتبه الحوزات العلمية وطلابها الكرام على هذه الفرصة التي تحيط بها جميع العوامل التي تدفع الناس الى طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ؟؟؟؟ فنرجوا ونلتمس من جميع المتصدين والحوزات العلمية وطلابها أن لا يضيّعوا الزيارة الأربعينية القادمة كما ضيّعوها من قبل .