17 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

الحواس تستعيد طبيعتها

الحواس تستعيد طبيعتها

عندما نهضت في تمام الساعة العاشرة وخمس دقائق صباح اليوم شعرت بوخز في راسي ينبع من داخل الجمجمة وفي ظرف ثوان قليلة تغير كل شيء فقد بدا لي انه الجنون بعينه فقد اصبحت اسمع بعيني وارى باذني واتذوق بانفي واشعر من خلال قدمي وانتابتني مشاعر الضيق والعبث، انه جنون ولكن ماذا عساي ان افعل؟

عرض الرئيس الفرنسي اصطحابي الى فرنسا لغرض عرضي على مجموعة من الاطباء والعلاج في المشافي الفرنسية لكن قدمي رفضت بشدة وقالت :

لاتذهب لانهم يريدون الاستيلاء على راسك وذكرتني بفوكو

لست مستعدا للتخلي عن راسي الذي اصبح لايلاؤمني لان حجمه تضاءل ، من الجحود ان اتخلى عنه، لذا سابقى اقول :

انه يلاؤمني وهذا كل شيء

الشيء الذي اقدره الان ان المقربين لي شعروا بندم كبير واسى بالغ الا زوجتي التي جلبت فريقا من الشرطة لكي تنعم بالراحة فكلما كان الرجل مثل جذع الشجرة التي تنبت قبالة الدار كان افضل،عندئذ اهتممت بالامر فالمرء يبدا حياة جديدة دائما

اضطر احد الاطباء ان يعالجني بامراة صفعتها في جلسة العلاج الاولى واكتشفت انها تعاني من سلس البول فاسبدلها بامراة تعاني من عوز جنسي مؤلم بالاضافة الى اضطراب في وظائف جسدها الفسيولوجية يجعلها لاتعرف ان كانت انثى ام ذكر، الا ان الشيء الذي تعترف به هو شذوذها، كانت تقول :

لامثيل لهذه المتعة .انها تجعلني اتنفس،وتستدرك..لكني ابحث عن رجال يحطمون ابوابي لكي استطيع الخروج

علاجي لم يكن ناجحا فالطبيب مستعد لان يبدو في ذروة غضبه لحظة يراني وكان قوة ما ارغمته على رؤيتي فشكله يتغير بسرعة كبيرة واصابع يده تصبح طويله وعيونه تجحظ وعموده الفقري يلتوي ويبدا بنشر المخاوف مع احداث الضجيج، ضجيج قوي وكثيف ولكني لاابالي بصراخه الذي يشتت انتباه قدمي حينما يصرخ بشدة :

النجدة ….النجدة

وبتعجل تمت احالتي الى مستشفى الامراض النفسية والعصبية الكائن في اطراف المدينة والذي يشبه الثكنة العسكرية لان الجرذان تتكاثر فيه، واصبحت حركتي بطيئة بعد ان اصابني احدهم بحجر على جمجمتي فتركها مفتوحة ويظهر منها للعيان دماغي الابيض الهلامي ،وبتّ

اخشى من العصافير ان تلتهمه وفسرت قدمي الامر بانه عنف مبالغ فيه ضد الانسانية ،وتسمرت الى الفراش وانا ارتقب اللحظة التي يمكن فيها ان اثبت فيها ان حواسي قد استعادت طبيعتها وليس كما يظن الاخرون

[email protected]

أحدث المقالات