محمد حسين فضل الله أسس فلسفيا و ثقافيا للحوار الإسلامي – الإسلامي من داخل التراث الشيعي مستخدما التأويل
و من قلب التراث السني مستخدما التأويل و التقريب و التواصلية
فترك ميراثا فرط فيه الشيعة و فرط فيه السنة و لم يشتغلوا عليه و يقوموا بتطويره عدا تلك المتون المكررة
بل حتى القائمين عليه فرطوا فيه بالغلق عليه و الخوف من تحديثه و تأويله و ترقيته..
و التوجس من كل غريب عنهم ومسلم سني من النخب حيث لم يكن هذا ليحدث زمن السيد رحمة الله عليه والذي كان متعاونا و منفتحا إسلاميا و إنسانيا
لملموا ذاتكم المتشظية المجزئة و المنقسمة و المتناثرة يا شيعة و يا سنة
و استفيدوا من خبراتكم و كفى إقصاء لمكوناتكم و استبعادا للجيد منها أو ما يمكن من الإنفتاح على الجيد
فليس هكذا تنقلون للإنسانية دينا عظيما و هو لم يتمكن من جمعكم أنتم لتتعايشوا في سلم و أمان
فكيف تصدق خطاباتكم المبطنة بالسجع و الحمد و المجد و البلاغة و التفخيم عند خصومكم و غيركم من غير الخصوم
تعرضون الفردوس على الأرض خطابا نظريا و هي في الواقع جهنم مراسا و سلوكا تنكسر على مرافئه و موانئه كل الأحلام و تتحطم و تخفق
السيد فضل الله أراده حراكا وخطابا فاستبعد و حجم من بني شيعته بالأمس و من ممثليه اليوم و لم يشغل موقعا و مركزا محوريا من الناحية العملية
و اللحظة الراهنة مناسبة لتطوير خطابه و البناء عليه من جهة إيران و لبنان و العراق و من ممثليه بلبنان و غيرهم
لملموه ليعود رؤية و فلسفة ووحدة سلوكية للأمة فاستوعبوه و أسسوا عليه ما يحقق لكم هبة ووحدة و يقظة
فضل الله كان يهمه إستبصار العقل بهذه القيم قبل إستبصار العقيدة و الطائفة
فلا تتأولوا فكره و عمله و مساره لتحرفوه أو تكتفوا به تنميقا