18 ديسمبر، 2024 11:25 م

الحوار الآستراتيجي العراقي الآمريكي

الحوار الآستراتيجي العراقي الآمريكي

في يوم الإثنين المصادف السادس والعشرين من تموز ٢٠٢١ ستحط طائرة رئيس وزراء العراق السيد الكاظمي القادمة من بغداد الى واشنطن العاصمة لبحث العلاقات العراقية الأمريكية تحت عنوان الحوار الأستراتيجي.
وهذه الزيارة الثانية للكاظمي للعاصمة الأمريكية وتحت نفس العنوان أعلاه.

هذه الزيارة ستكون لرئيس ديمقراطي , فقد كان اللقاء الأول مع الرئيس ترامب الذي أستخدم العنف مع الفصائل العراقية المسلحة والمنظمة تحت راية الحشد الشعبي ا لعراقي , والتي تعتبر من الناحية القانونية أحد أذرع القوات المسلحة العراقية المؤتمرة بأوامر رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وفق الدستور العراقي.

الرئيس ترامب الجمهوري الانتماء هو الذي أمر باغتيال قائد الحشد الشهيد أبو مهدي المهندس وقائد الحرس الثوري الإيراني في مطار بغداد أثناء زيارته للعراق غير معلنة رسميا, وكانت حجة ترامب أن هذه الفصائل تأتمر بأوامر إيرانية وتعتدي على القوات الأمريكية المتواجدة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية , وتقصف من حين لأخر, السفارة الأمريكية في بغداد.

أن زيارة الكاظمي اليوم تختلف تماما عن زيارته السابقة وأن كانت تحت نفس العنوان, فقد تسيد البيت الأبيض رئيسا ديمقراطيا له تأريخ في الشؤون العراقية , فقد صوت الرئيس بايدن حين كان نائبا ديمقراطيا بكلمة نعم لغزو العراق وإقصاء النظام الدكتاتوري لصدام حسين من الحكم, إضافة لذلك , كان نائبا للرئيس الأمريكي السابق أوباما لمدة ثمان سنوات, وفي عهده تم إرجاع ا لقوات الأمريكية من العراق الى قواعدها في أمريكا, وقد زار بايدن العراق عدة مرات مما يعني أنه عارفا بالشؤون العراقية أكثر من سابقه ترامب الذي لا يعرف العراق الا من خلال التلفاز !!.

أن أهم محطات زيارة الكاظمي لواشنطن هي :
ـ بقاء أو رحيل القوات الأمريكية في العراق
-الملف الأمني , وخصوصا الجزء المتعلق بداعش
-تدريب القوات النظامية العراقية
-ملف الطاقة الكهربائية
-الأنتخابات العراقية
-ملفات أخرى تتعلق بالتعاون الصحي والتعليم والزراعه والتبادل الثقافي …الخ
والجديد في هذه الزيارة أيضا هو وصول ر ئيس إيراني جديد الى سدة الحكم في إيران وهو السيد أبراهيم رئيسي المحسوب على الخط المتشدد.

فما هي حظوظ الكاظمي في هذه المباحثات؟
أهم كردت يتمنى الكاظمي الحصول عليه من خلال هذه الزيارة هو خروج القوات الأمريكية من العراق كي يسمح له بالتفاوض مع الحشد والجمهورية الإسلامية في إيران وأن يضع قوانين جديدة للبندقية في الساحة العراقية المقبلة على أنتخابات مصيرية تحدد مستقبل العراق والعراقيين.
أن الجمهورية الإسلامية في إيران ترى في تواجد القوات الأمريكية على حدودها في العراق هو خط أحمر ومساس بأمنها القومي وكذلك قيادات الحشد الشعبي التي ترى فيها مساس بسيادة العراق.
أن الملف النووي الإيراني الذي تناقشه الولايات المتحده له علاقة مباشره بأوراق الكاظمي .
فهل سيحصل الكاظمي على هذا الكردت ؟
أشك في ذلك
فالحزب الجمهوري الأمريكي يعتبر خروج القوات الأمريكية من العراق تحت ضغط الفصائل المسلحة هو هروب أمريكي مذل من المنطقة بأكملها, مع أن الرئيس الأمريكي يضمن موافقة الكونغرس لكل قراراته
وكذلك بعض الفصائل السياسية العراقية الشيعية ترى أن وجود القوات الأمريكية في العراق هو ضمان لعدم سيادة الفصائل المسلحة على الساحة العراقية , ويوافقها الرأي الأغلبية السياسية السنية وكذلك الأكراد.
مجلس النواب العراقي صوت بالأغلبية على إخراج القوات الأمريكية من العراق

أمام هذه المعادلات أنفة الذكر نرى :
أن المصالح الأمريكية في المنطقة تقتضي أعادة تموضع القوات الأمريكية !! حفاظا على ماء الوجه وحفاظا على المصالح الأمريكية في المنطقة والتي تندرج أسرائيل من أولوياتها.
قد يكون هذا حلا وسطا لجميع الأطراف !!!
أما ملف الطاقة الكهربائية , فقد رفض الرئيس الأمريكي السابق ترامب التعاقد الذي حدث مع سلف الكاظمي مع شركة سيمنز الألمانية والبالغ ١٤مليار من الدولارات , وأعطاه لشركة جنرال اليكترك الأمريكية التي وعدت باستثمار الغاز العراقي المهدور واستخدامه في المحطات الغازية العراقية وتحديث المنظومة الكهربائية وهذا يستغرق زمنا وأموالا طائلة في حين درجة الحرارة في بعض مناطق العراق وصلت لحدود نصف درجة الغليان أو تزيد !! وإعتماد العراق حاليا على الغاز الإيراني الذي يقع ضمن المحرمات الأمريكية من خلال الحصار الاقتصادي الأمريكي على إيران , ألا من بعض الأستثناأت الأمريكية المؤقته وهذا ما دفع الجماهير العراقية الى التظاهر وصل الى محاولة إسقاط الحكومة.

العراق على أبواب الانتخابات التي يقف أغلب العراقيين حائرا أمام صناديقها !!!
فالبندقية المنفلته والغلاء الفاحش والبطالة التي تجاوزت الخطوط الحمراء تضع المواطن في شك من نزاهة وجدوى العملية الانتخابية برمتها !!!
والعراق بدون حكومة تصنعها صناديق الاقتراع النزيهة …ذاهب الى المجهول
بل لعلها الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر لا سمح الله….وسنرى طوابير العراقيين على ابواب السفارات طلبا للجوء
وستكون الساحة العراقية الملتهبه مرتعا خصبا للارهاب وسيادة البندقية المنفلته !!
أم ستغلب حكمة الحكماء , وانطلاقة جديده لهذا العراق الذي يمتلك كل مؤهلات الدولة الغنية التي تجعل منه يابان الشرق الجديد…لننتظر…أن مع العسر يسرا…الا أن مع العسر يسرى.