18 ديسمبر، 2024 10:47 م

الحنين الى الرضوانية

الحنين الى الرضوانية

صنف الحنين الى الماضي على أنه أحد الأمراض النفسية التي تكون على درجة من الخطورة أحيانا بأنها تذهب بلب العقل ولنا بها شواهد مريرة كما حصل لجيل (الأفندية) الذين عملوا مع العثمانيين قبيل سقوط بغداد بيد الإنكليز فهؤلاء كانو يعيشون وهما قاتلا بعودتهم الى عصر السلطة وقد أشار الى هذا المرض العلامة الراحل الدكتور علي الوردي ووصفة باسم (عائدون) وانتهى بهم المطاف أن أصبحوا أضحوكة لدى الناس في بغداد وهم يجلسون في المقاهي ويتحدثون عن قرب عودة الأتراك الى الحكم، نعم أضحوكة فالكل يعلم ظلم وحيف الدولة العثمانية وهم وحدهم يمجدونها.
الحقيقة تذكرت هذه الحادثة وأنا أطالع أحد المقالات لبعثي مشبوه من صنائع ابن الطاغية المقبور الذي أخذ يزين بالبعث ورجالاته المجرمين حد الإسراف والضحك على مثل هذه العقول الساذجة التي عجنت وتربت في أحضان الرفيقات ورعاية القتلة من أعضاء الفروع والشعب إبان حكم الطاغية الجرذ، والغريب أن يسوق له البعض أفكاره إما بالعدوى او لانتفاء وانقطاع حبل المصالح الذي يحاولون أن يسحبوه على عالم الرياضة والإنجاز بأن تكون أولمبية عدي قد أوشكت على الحصول وجني الميداليات الأولمبية، مع أن جميعنا يعلم بأن المقياس كان ليس للرياضة والرياضيين ولكن بقدر الانتماء الى الزيتوني وحب النفاق (وكسر رقاب الناس) والويل لمن يخالفهم فالرضوانية تفتح أبوابها المرعبة صباحا ومساء وسط ترحاب (أبو ذيبة وأبو البزل وحداد البيجات) وغيرهم من القتلة وسقط المتاع، ونحمد الله أن الميدالية الوحيدة للعراق في الأولمبياد للراحل عبد الواحد عزيز لم تكن في زمنهم وإلا لأصبحت ميدالية بعثية يمجدها بقايا وأيتام عدي ومنافقي طريق الرضوانية الذين تسببوا بالمآسي الى المئات من الرياضيين الذين ما زالوا يتذكرون الأقفاص الرهيبة لسجون أولمبية عدي المجرم.
الحقيقة لم أود الرد على أمثال هؤلاء ومقارنتهم الظالمة بين الأولمبية اليوم والأمس فهذه المقارنة لا تخضع للمنطق والعقل ولم تكن مقبولة اطلاقا وشتان بين الاثنين، فلا خوف اليوم لأي رياضي على حياته ومنجزه وله مطلق الحرية والدعم مع اتحاده إذا كان مؤهلا للإنجاز وأن جميع دوائر الدولة من النزاهة وديوان الرقابة تدقق وتتابع عمل الأولمبية بكل شفافية وتعاون كبير، ولم نسمع أن الأولمبية صادرت الدور والأموال وأراضي الوزارات وإلغاءها كما كان يحصل في عهد أولمبية عدي وأزلامه، ساكتفي بهذا القدر من الرد ولن أتردد في ذكر أسماء الأيتام البعثيين في مقال مقبل إن استمر مسلسل تمجيدهم ومحاولتهم النيل من قامات العراق الأبية.
همسة..
الى المتلونين ومن يحب العيش على أطلال قصص النظام البائد الخيالية عليكم أن تراجعوا المتبقي من رذاذ ضمائركم وعرق جبينكم وأن تخجلوا فالتاريخ ليس ببعيد وما زلنا نحفظ تفاصيله عن ظهر قلب.