14 أبريل، 2024 8:52 م
Search
Close this search box.

الحنطة والكرامة الوطنية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قصة يوسف فيها معاني ودلالات إقتصادية أهملها المسلمون , وما تعلموا منها , فمحورها المهم الذي أخرج يوسف من غياهب السجن , كان القمح , الذي برزت أهميته وصدقت نبوءته عنه , فكانت مصر سيدة عزيزة لأنها تمتلك مخزونا كبيرا من القمح.
فالعزة والكرامة والقوة مرتبطة بالقمح , لأنه يمثل رغيف الخبز والطعام الأساسي الذي يحافظ على بقاء الإنسان والحيوان.
ومنطقتنا مشهورة بزراعة القمح والشعير والذرة والرز والحبوب الأخرى المعروفة , فمنذ الأزل والزراعة ركن مهم من عناصر القوة والإقتدار فيها , وتواصلت مكتفية بمحاصيلها الزراعية إلى العقود الأخيرة من القرن العشرين , عندما تحقق إستباحتها إقتصاديا وتدمير قدراتها الزراعية , فتحطمت البنية التحتية لإنتاج الطعام , فصارت الدول المنتجة للقمح تستورده.
والدول التي كانت مشهورة بزراعة الرز وجدت من السهل إستيراده , فقضت على زراعته في أراضيها , وبعضها صار يستورد الخضراوات من الآخرين.
وفي معظم دولنا صدرت قوانين الإصلاح الزراعي , التي أتلفت الزراعة ودفعت بالبلدان إلى أن تكون عالة على غيرها.
وتجدنا اليوم في مأزق البحث عن القمح وأخواته , لكي نصنع منه رغيف خبز , بعد أن صار عزيزا , لعجزنا عن زراعة القمح بما يكفينا في بلداننا.
فمعظم بلدان الأمة تستورد أكثر من (50%) من حاجتها من القمح , وما فكرت حكوماتها بتأمين زراعة ما يكفي منه في أراضيها.
ويبدو أن الأمر مقصود , وكأن الحكومات تريد أن تحكم المواطنين بالقبض على لقمة العيش وقهرهم بها , وإيجاد المعاذير اللازمة لتبرير شحتها , فالإستيراد ديدننا , وبما أن مصادره أصابتها المعوقات , فأن القمح غير متوفر ورغيف الخبز سيرتفع سعره , وعلى المواطن أن يكابد شظف العيش والحرمان..
إن من الوطنية والغيرة على الكرامة والسيادة , أن تهتم الحكومات في دولنا بالزراعة وتبذل جهودا كبيرا , وتقدم تسهيلات جزيلة لتأمين إنتاج ما يسد الحاجة المحلية من الطعام , فمن العار أن تعتمد دولنا على غيرها لتوفير الطعام للمواطنين.
كما أنها مسؤولية تقع على عاتق الجميع , فالناس عليها أن تفكر بإنتاج الطعام لا بإستهلاكه وحسب.
فهل من همة على تأمين القمح للجميع , وبجهود الجميع؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب