في كل تحول مفصلي ينقسم الناس الى فسطاطين، فساط الواحد والاثنين وهو فسطاط الحق ،وفسطاط الكثرة وهو فسطاط الباطل.
فجأة انفتحت على الناس انهار اللبن والعسل في دعوة جارفة لالغاء تخصيصات مالية ضخمة وغير مستحقة ومحرمة للبرلمانيين والرئاسات الثلاث وذوي الدرجات الخاصة…الخ، دعوة جميلة معسولة مغرية تطرب لها الاسماع وتاخذبالالباب وتخطف القلوب لايقدر احد على الوقوف بوجهها او معارضتها والا عد من اعداء الشعب وسقط من نظر الناسلانها دعوة حق.
لكن يراد بها غير ماهي موجهة له علنا.
هل لنا كلمة هنا؟
نعم لان هذه الحملة هي بمثابة الانقلاب الثاني على الديموقراطية.
كيف؟
كانت تلك التخصيصات اساسا سهم المؤلفة قلوبهم.
تاسيس النظام السياسي الجديد في العراق اقتضى شراء البعض بالمال، شراء بمعنى بيع الموقف وايضا نوع من توفير مستلزمات العمل السياسي للذين كانوا ضد العملية السياسية لتمكينهم اولا من الوصول الى البرلمان وتمويل احزابهم وحماية انفسهم وادامة وجودهم.
في بلد خطير جدا يحتاج البرلماني الى امكانيات دولة لحماية نفسه هذا اولا اما ثانيا فان عدم وجود غطاء مالي ضخم سيجعل الاحزاب الكبيرة وحدها القادرة على تقديم مرشحين لان حياتهم مضمونة انفا ولاحقا اما المستقل الذي يعرف انه سيقبض راتبا ياخذه ب تاكسي ويرجعه ب كيا فلن يجرؤ على ترشيح نفسه ثم من اين له المال اللازم لتغطية حملته الانتخابية؟
الذين شنوا هذه الحملة هم الكبار ليتفردوا وليتخلصوا من مضايقة الصغار كما ان هناك فئات عراقية تحصل على اموال بطرق مختلفة ومضمونة فيما لايحصل البعض الا على سهم المؤلفة قلوبهم.
حتى تكون كلمة حق يراد بها حق يجب ان يتم استعادة املاك الدولة من الاحزاب وجرد ملكيتها ومعرفة مصادر تمويلها ومن ثم المساواة بينها في العطاء وبعدها تحق المطالبة بهذه الدعوة.
انه انقلاب على الديموقراطية في العراق لتجريد قوى سياسية بعينها من اي مصادر تمويل، بما معناه تجفيف المنابع.
هذه كلمة حق لايقولها الا من عشق علي بن ابي طالب الذي قال يوم المصاحف انها كلمة حق يراد بها باطل.