هو: حمزة بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس).. وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ـ هذا هو المتفق عليه من نسبه.. وهو نسب الرسول محمدٍ نفسه تقريباً.. فكلاهما من نسل عبد المطلب بن هاشم.
ـ أما ما فوق معد بن عدنان ففيه اختلاف كثير.. غير أنه ثبت أن نسب عدنان ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم.
ـ وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام.. وهو عم الرسول محمد.. وأخوه من الرضاعة.
ـ وقيل إنَّ حمزة ارتضع أيضًا من حليمة السعديَّة.. فإذا صحَّ ذلك فحمزة أخٌ للنبيِّ مُحمدٍ من الرضاعة من جهتين، من جهة ثويبة.. ومن جهة حليمة السعدية. وقال ابن قيم الجوزية: “فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم “.
ـ ولد حمزة.. العام (568 (55 ق . هـ ).. كانت.. ولادته في مدينة مكة.. تهامة.
ـ هو نسب الرسول محمدٍ نفسه.. فكلاهما من نسل عبد المطلب بن هاشم.
ـ أما ما فوق معد بن عدنان ففيه اختلاف كثير.. غير أنه ثبت أن نسب عدنان ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم.
ـ كان حمزةُ أسنَّ من الرسولِ محمدٍ بسنتين.. وقيل: بأربع سنين.
ـ أمه: هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس).. وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة.. (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان».
ـ وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم الرسول محمد.
ـ الحمزة.. كما أنه قريبٌ له من جهة أمه.. فأمه هي هالة بنت وهب بن عبد مناف.. ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أمِّ الرسولِ محمدٍ.
ـ نشأ مع تِربه وابن أخيه عبد الله.. وأخيه من الرضاعة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
ـ عاشا ينهلان من الشمائل والقيم العربية الأصيلة.. من بطولة.. وشجاعة.. وكرم.. ونجدة.. وغيرها.. وارتبطت بينهما صداقة متينة ووثيقة العُرا.
ـ تربى حمزة بن عبد المطلب في كنف والده عبد المطلب بن هاشم.. الذي كان سيد قريش وبني هاشم.
شخصيته:
ـ فتىً شجاعاً.. كريماً.. سمحاً.
ـ أشدَّ فتى في قريش.. وأعزَّهم شكيمة
ـ شهد حرب الفجار.. التي وقعت بعد عام الفيل بعشرين سنة.. وقد دارت بين قبيلة كنانة التي منها قريش، وبين قبيلة قيس عيلان.
ـ كما كانت حربُ الفجار أولَ تدريب عملي لحمزة بن عبد المطلب.. حيث مارس التدريب على استعمال السلاح.. وتحمل أعباء القتال ومشقات الحروب.
ـ الحمزة.. صحابي من صحابة رسول الإسلام محمد.. وعمُّه وأخوه من الرضاعة.. وأحد وزرائه الأربعة عشر.. وهو خير أعمامه لقوله: “خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ.. وَخَيْرُ أَعْمَامِي حَمْزَةُ”.
إخوته:
ـ الحارث.. والزبير.. وحجل.. وضرار.. والمقوم.. وأبو لهب.. والعباس.. وأبو طالب.. وعبد الله.. وصفية.. وأم حكيم.. وعاتكة.. وأروى.. وغيرهم.
زوجاته:
زوجات الحمزة.. هنَّ:
ـ بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر بن عوف الأوسية الأنصارية.. التي أنجبت له: يعلى.. وعامر.. وبكر.. وقيل أيضًا إنها أنجبت له فاطمة.
ـ خولة بنت قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن مالك النجارية الخزرجية الأنصارية..
ـ تكنى أم محمد.. وقيل أم حبيبة.
ـ وقيل إن امرأة حمزة خولة بنت ثامر.. وقيل إن ثامراً لقبٌ لقيس بن قهد.. قال علي بن المديني: “خولة بنت قيس هي خولة بنت ثامر”.
ـ أنجبت له: عمارة.. وذكر ابن سعد في الطبقات أنها ولدت له يعلى.. وعمارة وابنتين له لم تدركا.
ـ سلمى بنت عميس الشهرانية الخثعمية.. أخت أسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب.. وهي إحدى الأخوات اللائي قال فيهن الرسولُ محمدٌ: (الأخوات مؤمنات).
ـ كانت سلمى زوجَ حمزة بن عبد المطلب.. أنجبت لحمزة: امامة.
أبناؤه:
ـ يعلى بن حمزة بن عبد المطلب.. قال الزبير: (لم يعقب أحدٌ من بني حمزة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده.. فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه.. وماتوا ولم يعقبوا.. فلم يبقَ لحمزة عقب).
ـ عامر أو عمرو بن حمزة بن عبد المطلب.. ودرج وهو صغير.. وجاء في كتاب الدرة اللطيفة في الأنساب الشريفة عند ذكر أبناء حمزة بن عبد المطلب: (عامر أو عمرو درج).
ـ بكر بن حمزة بن عبد المطلب.. درج وهو صغير.
ـ عمارة بن حمزة بن عبد المطلب.. ابنُ عم الرسولِ محمدٍ.. وبه كان حمزة يُكنَّى.. وقد توفي الرسولُ محمدٌ ولعمارة ويعلى ابني حمزة أعوام.
ـ فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب: وتُكنى أم الفضل.. جاء في بعض المصادر أن أمها بنت الملة ولها صحبة.. ولا عقب لها.
ـ روى علي بن أبي طالب قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حلة إستبرق.. فقال: “اجْعَلْهَا خُمرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ”.. فشققتها أربعة أخمرة: خمارًا لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وخمارًا لفاطمة بنت أسد،.. وخمارًا لفاطمة بنت حمزة.. ولم يذكر الرابعة.. قال ابن حجر العسقلاني: ولعلها امرأة عقيل.
ـ ألقابه:
ـ أسد الله.. وأسد رسوله.. وسيد الشهداء.
ـ ويكنى: أبا عمارة.. وقيل أبو يعلى.
اسلامه:
ـ أسلم حمزة في السنة الثانية.. أو السّنة السّادسة من بعثة النبي محمد.
ـ لمَّا أسلم حمزة علمت قريش أن الرسولَ محمداً قد عز وامتنع.. وأن حمزة سيمنعه.
ـ فكفّوا عن بعض ما كانوا ينالون من الرسول.
حصار الشعب:
ـ في السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب.. وعانوا منه المشقة والعذاب.
ـ لكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة.. وهم أشد قوة وأكثر صلابة.
هجرته:
ـ لما أمر النبي المسلمين بالهجرة إلى المدينة.. هاجر حمزة مع من هاجر إليها.. قبيل هجرة النبي بوقت قصير.. ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار.. وآخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله (ص).
ـ كان أولُ لواء عقده الرسولُ محمدٌ هو اللواءَ الذي عقده لحمزة.
ـ شهد حمزةُ غزوة بدر.. وقَتَلَ فيها شيبة بن ربيعة مبارزةً.. وقتل غيرَه كثيراً من المشركين.
إسلامه.
ـ أَسْلم حمزة بن عبد المطّلب في السّنة الثّانية من بعثة النبي محمد، وقيل: بعد دخول النبي دارَ الأرْقم في السّنة السّادسة من مَبْعَثه.
ـ كان سببُ إسلامه أن أبا جهل عَمراً بن هشام المخزومي القرشي اعترض الرسولَ محمداً عند جبل الصفا.. فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له.. فلم يكلمه الرسولُ محمدٌ.. ومولاةٌ لعبد الله بن جدعان التيمي القرشي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك.. ثم انصرف عنه.. فعمد إلى نادٍ لقريش عند الكعبة فجلس معهم.
ـ لم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحاً قوسه.. راجعاً من قنص له.. وكان إذا فعل ذلك لا يمر على نادٍ من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم.. وكان أعزَّ قريش وأشدَّها شكيمةً.
ـ كان يومئذ مشركاً على دين قومه.. فلما مر بالمولاة.. وقد قام الرسولُ محمدٌ فرجع إلى بيته.
ـ قالت له: “يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابنَ أخيك من أبي الحكم آنفاً.. وجده ههنا فآذاه وشتمه وبلغ منه ما يكره.. ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمدٌ”.
ـ فاحتمل حمزةَ الغضبُ.. فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت.. مُعداً لأبي جهل أن يقع به.. فلما دخل المسجد نظر إليه جالساً في القوم.
ـ فأقبل نحوه.. حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجَّه شجةً منكرةً.
ـ ثم قال: “أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟.. فرُدَّ ذلك علي إن استطعت”.
ـ وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه.. فقالوا: “ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت”.
ـ فقال حمزة: “وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك.. وأنا أشهد أنه رسولُ الله.. وأن الذي يقول حق.. فو الله لا أنزع.. فامنعوني إن كنتم صادقين”.
ـ فقال أبو جهل: “دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً”.
ـ وتم حمزة على إسلامه وعلى ما بايع عليه الرسولَ محمداً من قوله.. فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن الرسولَ محمداً قد عز وامتنع.. وأن حمزة سيمنعه.. فكفّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.
حمزة.. يقاوم الشيطان:
ـ رجع حمزة إلى بيته.. فأتاه الشيطان فقال: “أنت سيد قريش.. اتبعت هذا الصابئ… وتركت دين آبائك.. لَلموتُ كان خيراً لك مما صنعت”.
ـ فأقبل على حمزة بثُّه فقال: “ما صنعتُ اللهم إن كان رشداً فاجعل تصديقه في قلبي.. وإلا فاجعل لي مما وقعتُ فيه مخرجاً”.
ـ فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان وتزيينه حتى أصبح.
ـ فغدا على الرسولِ محمدٍ فقال: “يا ابن أخي، إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه.. وإقامة مثلي على ما لا أدري ما هو.. أرشد هو أم غي شديد؟.. فحدثني حديثاً فقد اشتهيت يا ابن أخي أن تحدثني”.
ـ فأقبل الرسولُ محمدٌ فذكّره ووعّظه وخوّفه وبشّره.. فألقى الله تعالى في نفسه الإيمان بما قال الرسولُ محمدٌ.. فقال: “أشهد أنك الصادقُ.. شهادة الصدق.. فأظهر يا ابن أخي دينَك، فو الله ما أُحبُّ أنَّ لي ما أظلته السماءُ وأني على ديني الأول”.
الحمزة: بعد اسلامه:
ـ بعد إسلام حمزة قويت شوكة المسلمين.. وأخذ حمزةُ يُعلن دينه في كل مكان.. ويتحدى أبطال قريش.. ومنهم عمر بن الخطاب.. حيث إن عمر بن الخطاب لما أراد أن يسلم قال لخباب بن الأرت: “دلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم”.. فقال له خباب: “هو في بيت عند الصفا.. معه فيه نفر من أصحابه”.. واسلم.
هجرته:
ـ بعد هجرة الرسولِ محمدٍ إلى المدينة المنورة.. آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار.. وقال: “تآخوا في الله أخوين.. أخوين”.. ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب.. فقال: “هذا أخي”.. فكان الرسولُ محمدٌ وعلي بن أبي طالب أخوين.
ـ كان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة الكلبي مولى الرسولِ محمدٍ أخوين.. وإليه أوصى حمزةُ يوم أحد حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت.
جهاده:
سرية حمزة.. إلى سيف البحر:
ـ كان أولُ لواء عقده الرسولُ محمدٌ لحمزة بن عبد المطلب.. إذ بعثه في سرية إلى سيف البحر من أرض جهينة.. وقيل إن أول لواء عقده لعبيدة بن الحارث بن المطلب.. قال ابن إسحاق: “فكانت رايةُ عبيدة بن الحارث -فيما بلغني- أولَ راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين”.
ـ بعث الرسولُ محمدٌ (ص) حمزةَ بنَ عبد المطلب إلى سيف البحر من ناحية العيص.. في ثلاثين راكباً من المهاجرين.. ليس فيهم من الأنصار أحد.. فلقي أبا جهل بنَ هشام بذلك الساحل في ثلاثمئة راكب من أهل مكة.. فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني.. وكان موادعاً للفريقين جميعاً.. فانصرف بعضُ القوم عن بعض.. ولم يكن بينهم قتال.. وكان الذي يحمل لواء حمزة أبا مرثد الغنوي.
ـ قال بعض الرواة: “كانت رايةُ حمزة أولَ راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين”.. وذلك أنَّ بعْثَه وبعْثَ عبيدة كانا معاً.. فشُبِّه ذلك على الناس.
حمزة.. وغزوة أحد:
ـ شهد حمزة بن عبد المطلب بدراً.. وأبلى فيها بلاءً عظيماً مشهوراً.. وكان حمزة بن عبد المطلب هو الذي ابتدأ قتال المشركين في غزوة بدر.
ـ فقد خرج رجل من جيش قريش هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي القرشي فقال: “أعاهد الله لأشربن من حوضهم.. أو لأهدمنه.. أو لأموتنً دونه”.
ـ فلما خرجً.. خرج إليه حمزة بن عبد المطلب.. فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض.. فوقع على ظهره تشخب رجله دماً نحو أصحابه.. ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه.. يريد أن يبر يمينه.. وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض.
ـ ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة.. بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة.. حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة.
ـ فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة.. هم: عوف ومعوذ ابنا الحارث – وأمهما عفراء- .. ورجل آخر يُقال هو عبد الله بن رواحة.. فقالوا: “من أنتم؟”.. قالوا: “رهط من الأنصار”.
ـ قالوا: “ما لنا بكم من حاجة”.. ثم نادى مناديهم.. “يا محمد: أخرج إلينا أكفاءَنا عن قومنا”.
فقال الرسولُ محمدٌ: “قم يا عبيدة بن الحارث.. وقم يا حمزة.. وقم يا علي”.
ـ فلما قاموا ودنوا منهم.. قالوا: “من أنتم؟”.. قال عبيدة: «عبيدة».. وقال حمزة: «حمزة»، وقال علي: «علي».. قالوا: “نعم.. أكفاء كرام”.
ـ فبارز عبيدةُ.. وكان أسن القوم.. عتبةَ بن ربيعة.. وبارز حمزة شيبة بن ربيعة.. وبارز علي الوليد بن عتبة.
ـ فأما حمزة فلم يُمهل شيبة أن قتله.. وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله.. واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين.. كلاهما أثبت صاحبه (أي جرحه جراحةً لم يقم معها).
ـ وكرَّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه (أي أسرعا قتله).. واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه.
ـ كان حمزة يُعلَّم في الحرب بريشة نعامة.
ـ وقاتل حمزة.. يوم بدر بين يدي الرسول محمد بسيفين.
ـ رُوي عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: قال لي أمية بن خلف.. وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما (أي وهما أسيران عنده): “يا عبد الله.. من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟”.
ـ قلت: “ذاك حمزة بن عبد المطلب”.. قال: “ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل”.
ـ أما الذين رُوي أن حمزة بن عبد المطلب هو من قتلهم في غزوة بدر فهم:
ـ شيبة بن ربيعة العبشمي القرشي، قتله حمزةُ مبارزةً.
ـ عتبة بن ربيعة العبشمي القرشي.. اشترك فيه عبيدة بن الحارث بن المطلب وحمزة وعلي.
ـ حنظلة بن أبي سفيان بن حرب الأموي القرشي.. قتله علي بن أبي طالب حسب مشهور الروايات.. وقيل: قتله زيد بن حارثة، ويقال: اشترك فيه حمزة وعلي وزيد., وذكر البلاذري أن حمزة وعلي قتلاه.
استشهاده:
ـ شهد حمزة غزوة أحد.. فقُتل بها يوم السبت في النصف من شوال.. وكان قَتَلَ من المشركين قبل أن يُقتل واحداً وثلاثين نفساً.
ـ وقاتل حمزةُ حتى قَتَلَ أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.. وكان أحد النفر الذين يحملون اللواء.
قصة استشهاده:
ـ قتله وحشي الحبشي.. ولقتله قصة ذكرها وحشي حيث كان غلاماً لجبير بن مطعم.. وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر كما ذكر.. تاريخ ومكان الوفاة: 625 م.
ـ فلما سارت قريش إلى أحد.. قال جبير لوحشي (إن قتلت حمزة عم محمد.. فأنت عتيق).. فخرج وحشي مع الناس.. وكان وحشي رجلاً حبشياً يقذف بالحربة قذف الحبشة.. قلما يخطئ.
ـ قال وحشي: (والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يبقي به شيئاً مثل الجمل الأورق).
ـ إذ تقدمني إليه سبّاع بن عبد العزى.. فقال له حمزة: هلمّ إليّ يا ابن مقطعة البظور.. فضربه حمزة ضربة فقتله.. وهززت حربتي.. حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في أسفل بطنه.. حتى خرجت من بين رجليه وقضت عليه.
ـ يقال ان هند بنت عتبة هي التي طلبت منه ذلك…….
ـ كان وحشي كلما مر بهند بنت عتبة أو مرت به تقول: “ويهاً أبا دسمة.. اشف واشتف”.. أي تحرضه على قتل حمزة بن عبد المطلب.
ـ كان حمزة يقاتل يومئذٍ بسيفين.. فقال قائل: “أيّ أسد هو حمزة!».. فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة وقع منها على ظهره.. فانكشف الدرعُ عن بطنه.. فزرقه وحشي الحبشي مولى جبير بن مطعم بحربة فقتله.
ـ ومثَّل به المشركون.. وبجميع قتلى المسلمين.. إلا حنظلة بن أبي عامر الراهب الأوسي.. فإن أباه كان مع المشركين فتركوه لأجله.
ـ جعلت نساء المشركين (هند بنت عتبة وصواحباتها) يجدعنً أُنُفَ المسلمين وآذانَهم ويبقرون بطونَهم.
ـ بقرت هند بطن حمزة فأخرجت كبده.. فجعلت تلوكها فلم تسغها فلفظتها.. فقال الرسولُ محمدٌ: “لو دخل بطنها لم تمسها النار”.
ـ ذكر موسى بن عقبة: “أن الذي بقر عن كبد حمزة وحشيٌّ.. فحملها إلى هند فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها.. فالله أعلم”.
ـ كان مقتل حمزة للنصف من شوال من سنة 3هـ.. وكان عمره سبعاً وخمسين سنة.. على قول من يقول إنه كان أسن من الرسول محمدٍ بسنتين.
ـ لما رأى المسلمون حزنَ الرسولِ محمد وغيظَه على من فُعل بعمه ما فُعل.. قالوا: “والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب”.
ـ وعن ابن عباس أنه قال: “أن الله عز وجل أنزل في ذلك، من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقول أصحابه.. وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ.. وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ.. فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وصبر ونهى عن المثلة”.
ـ لما وقف الرسولُ محمدٌ على حمزة قال: “لن أصاب بمثلك أبداً.. ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا”.
ـ ثم قال الرسول: “جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع: حمزة بن عبد المطلب.. أسد الله.. وأسد رسوله”.
ـ وقال جابر: “لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة قتيلاً بكى.. فلما رأى ما مُثِّل به شهق.. وقال: “لولا أن تجد صفية لتركته حتى يحشر من بطون الطير والسباع”.. وصفية هي أخت حمزة.. وهي أم الزبير بن العوام.. وروى محمد بن عقيل عن جابر أنه قال: “لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما فُعل بحمزة شهق.. فلما رأى ما فُعل به صعق”.
ـ أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه.. وكان أخاها لأبيها وأمها.. فقال الرسولُ محمدٌ لابنها الزبير بن العوام: “القها فأرجعها.. لا ترى ما بأخيها”.
ـ فقال لها: “يا أمه.. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي.
ـ قالت: “ولمً؟ .. وقد بلغني أن قد مُثل بأخي.. وذلك في الله.. فما أرضانا بما كان من ذلك! لأحتسبنً ولأصبرنً إن شاء الله”.
ـ فلما جاء الزبير إلى الرسولِ محمدٍ فأخبره بذلك.
ـ قال النبي: “خل سبيلها”.. فأتته فنظرت إليه.. فصلت عليه واسترجعت واستغفرت له.. ثم أمر به الرسولُ محمدٌ فدفن.
الصلاة على حمزة:
ـ رُوي عن ابن عباس أنه قال: “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة فسُجِّي ببردة ثم صلى عليه.. فكبر سبع تكبيرات.. ثم أتى بالقتلى يوضعون إلى حمزة.. فصلى عليهم وعليه معهم حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة”.
ـ ورُوي عن أنس بن مالك أنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبَّر على جنازة كبَّر عليها أربعاً.. وأنه كبَّر على حمزة سبعين تكبيرة.
ـ وقال أبو أحمد العسكري: “وكان حمزة أولَ شهيد صلَّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قبر حمزة:
ـ دفن حمزة وابن أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد.. مقبرة شهداء (أحد).. ويظهر قبر حمزة بن عبد المطلب.. وبجانبه قبر عبد الله بن جحش.
زيارة الحمزة واجبة:
ـ يروى أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: “من زارني ولم يزر عمي حمزة فقد جفاني”.
ـ وروى ابن شبه النميري.. وابن سعد: ” أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت تأتي وتزور قبر حمزةَ فتَرُمّه وتُصلِحُهُ وقد تعلمته بحجر.
ـ وذكر الشيخ الطبرسي أن فاطمة الزهراء كانت تستعمل تربة حمزة كمسابيح.. فاستعملها الناس.
ـ فلما قتل الحسين ..عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية.
ـ وروى البيهقي في السنن الكبرى أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده.
ـ وروى الحاكم النيسابوري أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب في الأيام فتصلى وتبكي عنده.
ـ وروى الخزاز القمي وعباس القمي عن محمود بن لبيد قال: “لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت فاطمة عليها السلام تأتي قبور الشهداء.. وتأتي قبر حمزة وتبكي هناك.
ـ فلما كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها تبكي هناك.. فأمهلتها حتى سكنت.. فأتيتها وسلمت عليها وقلت: “يا سيدة النسوان قد والله قطعت أنياط قلبي من بكائك”.
ـ فقالت: “يا أبا عمر.. ويحق لي البكاء فلقد أصبته بخير الآباء رسول الله صلى الله عليه واله واشوقاه إلى رسول الله”.
ـ كان على قبر حمزة مسجداً.
ـ سنة 1344 هـ قامت الوهابية بهدم قبر حمزة بالكامل.. ومن ثم قاموا ببناء مسجدًا بجانب القبر عرف بمسجد حمزة ومسجد سيد الشهداء.
قاتل حمزة.. يقتل مسلية الكذاب:
وحشي بن حرب.. يقتل مسيلة الكذاب:
ـ قاتل حمزة بن عبد المطلب يوم أحد..
ــ شارك في قتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة.. وكان يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام.
ـ عن ابن عباس قال: “بعث رسول الله إلى وحشي بن حرب.. قاتل عمه حمزه.. يدعوه للإسلام.
ـ فأرسل وحشي قائلاً: يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاماً.. ويضاعف الله له العذاب يوم القيامة.. ويخلد فيه مهانا وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة ؟
ـ بعد هذا أنزل الله عز وجل على نبيه قوله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا.
ـ فقال وحشي هذا شرط جديد ويقصد قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا﴾..
ـ فلعلي لا أقدر على هذا فأنزل الله قوله عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا.
ـ رد وحشي قائلاً: يا محمد لا أدري أن يغفر الله لي أم لا ؟ فهل غير ذا؟
ـ فأتاه رد المولى عز وجل: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
ـ قال وحشي : هذا نعم وأسلم وحشي بن حرب وتاب إلى الله.”
مشاركته بحرب.. المرتدين وقتله لمسيلمة:
ـ فلما خرج المسلمون في حرب المرتدين.. انطلق وحشي معهم مستغلا الفرصة وتكفيرا لقتله حمزة بن عبد المطلب.. وكان ضمن الجيش الذي اتجه إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة.
ـ فلما بدأت المعركة واشتدت ووصلت للحديقة أخذ وحشي حربته لضرب مسيلمة.. وتهيأ رجل آخر من الأنصار.. كذلك.
ـ فهز وحشي حربته ورماها على مسيلمة فوقعت في عانته.. ثم شد عليه الأنصاري فضربه بالسيف.. يقول وحشي: فربك أعلم أينا قتله.
ـ وفاته
ـ توفي وحشي في مدينة حمص ودفن فيها.. ويوجد قبر ينسب إليه هو إلى جانبه قبر ثوبان خادم النبي محمد.