23 ديسمبر، 2024 4:38 ص

الحمدُ للهِ الَّذي أبدلنا الأحزاب بالشباب

الحمدُ للهِ الَّذي أبدلنا الأحزاب بالشباب

شيبة هيبة دميم ذميم وحسناء غير رعناء: جلّاد العراق الأسبق «الحجّاج بن يُوسُف الثقفي» أكره امرأةً حسناء اسمها «هند» بالزَّواج بها ورغماً عن أبيها وكلاهُما كاره لزواجٍ غير جائز شرعاً عقده لانتفاء قبول الزَّوجة كعقد الحاكم في قَرن خلى ومضى مابينَ عامي ثورة العشرين وشبيبة ثورة تشرين الرّافدين 1920- 2020م.
عام 1917م بَدء تداول العراق العُملة الهنديّة “ الرّوبيّة ” المعدنيّة والورقيّة واجزائها الآنة إلى جانب العُملة العُثمانيّة حتى ماقبل قَرن مُنتصَف أيار 1920م حين أمر الحاكم العسكريّ البريطانيّ عدم تداول العُملة العُثمانية وابقى على الهنديّة. صدر قانون رقم 44 لسنة 1931م لتشكيل لجنة العُملة العراقيّة اُنيطَ بموجبها اصدار عُملة عراقية وطنيّة. الحمدُ لله الَّذي أبدلنا الفلسَ بالدّينار: في 16 آذار 1932م صدر “ الدّينار ” العراقي الورقيّ مِن ألف فلس= اليوم ألف دينار، حملَ عنوان الحكومة العراقيّة أعلاه وصورة الملك «فيصل الاوَّل» إلى اليمين وقيمة العُملة في الوسط. وجه العُملة باللُّغة العربيّة وظهرها باللُّغة الإنگليزيّة. تحمل وجهها صورة وجه الملك فيصل الاوَّل نحو الجّهة اليمنى على كلمتي فيصل الاوَّل في الجّهة اليمنى وملك العراق في اليُسرى. ظهر المسكوكات فيه دائرة صغيرة في وسطها فئة العُملة وتحتها كلمة “ فِلس ” وحول الدّائرة كلمتي “ المملكة العراقيّة ” تكون كلمة “ المملكة ” الاعلى و“ العراقيّة ” في الاسفل يفصل بينهما التاريخ الهجري على اليمين والتاريخ الميلادي إلى اليسار. حافة المسكوكة مُسننة للفئات الفضيّة ومُقوَّسة للفئات النيكليّة ومُسطحة للبرونزيّة. طبع الاوراق النقديّة وضرب المسكوكات النقديّة المعدنيّة في لندن في بريطانيا. في 1 تشرين الأوَّل 1932م صدر امر ايقاف تداول الرّوبيّة والآنة الهنديّة. في 29 تشرين الثاني 1934م صدرت عُملة ورقيّة تحمل صورة الملك «غازي» ثمّ نجله «فيصل الثاني» حتى مولد “ جُمهوريّة العراق ” وعُملتها معروفة لأجيالها المُعاصرين.
طرف ثالث، صاحب الخبر؛ خادم الحسناء، أبلغ الحجّاج أنها تمضي أغلب وقتها تبكي وتلعن اليوم الذي تزوَّجت فيه، وتسأل نفسها كيف الخلاص مِنه وتقول: “ ﻭﻣﺎﻫِﻨﺪ إلّا ﻣَﻬﺮﺓ ﻋﺮﺑﻴّﺔ حسناء ﺳليلة أﻓﺮﺍﺱ ﺗﺤﻠﻠﻬﺎ ﺑَﻐﻞ جَبل مُعاند، صبرت عليه على مدار حول؛ صبر الجِّمال الجَّميل، ﻓإﻥ وضعت ﻣَﻬﺮﺍً ﻓِﻤﻦ ﻃﻴﺐ فرسان ﺍﺻﻠﻬﺎ ﻭﺍﻥ وضعت جحشاً ﻓﻤﻦ ﺫﺍﻚَ ﺍﻟﺒﻐﻞ كثير الفساء !”. سَمِع الحجّاج بذلكَ فغضب فأوكلَ إلى خادمه قائِلاً له: “ إذهب إليها وأبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط لو زدتَ بثالثةٍ قطعتُ لسانك، واعطِها مُؤخرها عشرون ألف دينار !” (زواجٌ وفراقّ في العراق عن بُعدٍ بالمُراسلَة، إمعاناً بإذلالها؛ وحذار مِن المرأة، إذا أنتصرتَ عليها كادت لك، وإذا أنتصرت عليكَ احتقرتك، وخير الاُمور التجاهل). ذهب إليها الخادم فقال: “ كُنتي فبنتي !”. أيْ زوجة طلاقُها بائِن. أجابت بما أبلغ: “ كُنا فما فرِحنا … فبنا فما حزنّا، خذ هذة العشرين ألف دينار لك بُشرى بخبر طلاقي !”. لم يجرؤ أحد على خطبتها ولم تقبل بمن أقلّ مِن مكانة الحجّاج. وأغوت بعض الشُّعراء السُّفهاء بالمال فامتدحوها وامتدحوا رجاحة عقلها الفاضل بحضرَةِ «عبدالملك بن مروان» على المفضول المرجوح الحجّاج مجروح الشَّهادة لأنه بالأصل مُعلِّم صبيان، فأعجب ابن مروان بها وطلب الزَّواج مِنها. فاشترطَت: “ أقبل بأن يسوق راحلتي وغد بغداد الحجّاج، إلى دِمَشق قاعدة مُلك عبدالملك !”. وافق السُّلطان الاُمويُّ وأمر الحجاج بالصّدوع وحمل هند إلى قصره. فبينما الحجّاج يسوق الراحلة إذا بهند تُسقط من يدها مُتعمدة ديناراً، فقالت للحجاج “ يا هذا وقع مني دِرهَماً أعطنيه !”. فقال: “ إنه ديناراً وليس دِرهَماً !”. ردّت: “ الحمدُ للهِ الَّذي أبدلني الدِرهَم بدينار!”.