يقتل القتيل و يمشي في جنازته، هذا الوصف الذي يمکن إطلاقه على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلك إنه وبعد أن يتدخل في دول المنطقة و يعبث بالاوضاع و الظروف فيها و يتسبب في خلق أزمات ومشاکل فيها، يعود ليطرح نفسه کوسيط و عامل خير من أجل حل تلك الازمات و معالجتها.
وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، صرح في لوکسمبورغ عشية وصوله هناك من أجل التفاوض مع الدول الکبرى بشأن البرنامج النووي الايراني، بأنه سيبحث الأزمتين الیمنیة والسوریة مع نظرائه الأوروبيين، وهو بذلك يوحي بأن طهران ستسعى لتکون طرفا في حل الازمتين آنفتي الذکر، في الوقت الذي يبدو فيه واضحا للجميع بأنها”أي طهران”العامل الاساسي في إستمرار تلك الازمتين و تفاقمهما.
طهران التي دأبت على التأکيد بأنها حريصة على الامن و الاستقرار في المنطقة وانها تبذل کافة مساعيها من أجل إستتبابهما و تشدد على رفض التدخلات الخارجية في المنطقة، هناك إجماع عربي ـ إسلامي ـ دولي على إنها تمثل التهديد الاکبر للأمن و الاستقرار في المنطقة وانها الطرف الاکثر تدخلا و عبثا و تلاعبا بالاوضاع الداخلية لدول المنطقة من أجل تحقيق أهداف و غايات خاصة، خصوصا وانها تقوم بتوظيف الازمات التي تختلقها في هذه الدول لصالح قضايا أخرى کما هو الحال في المفاوضات النووية التي تجري مع الدول الکبرى حيث يتم طرح أزمتي سوريا و اليمن على طاولة المفاوضات.
المفاوضات النووية التي تجمع الاطراف جميعها بأنها تواجه صعوبات، لکن من الواضح جدا أن هذه الصعوبات متعلقة بموقف طهران حيث ترفض بإصرار تفتيش الموااقع المختلفة المشکوك فيها وخصوصا العسکرية منها، وهي من خلال هذا الموقف و مواقف أخرى مشابهة، تصر وبمنتهى الوضوع على التمسك بالبرنامج النووي و عدم التخلي عنه ولهذا فإن الذي يمکن إستشفافه من ذلك أن على المنطقة أن تنتظر المزيد من التصعيد بشأن التدخلات الايرانية في المنطقة.
الاوضاع في العراق تعاني هي الاخرى کثيرا من جراء التدخلات الايرانية واسعة النطاق سواءا من النواحي العسکرية أم الامنية أو الاقتصادية و الاجتماعية، ذلك أن آثار و تداعيات هذه التدخلات قد تجاوزت کل الحدود المألوفة، ويجب إنتظار المزيد و المزيد من الصعوبات و العقد في العراق و الدول الاخرى التي تتدخل فيها طهران، لکن وفي نفس الوقت يجب أن يکون معلوما و واضحا أيضا للجميع بأنه لايمکن أبدا أن تکون طهران طرفا في حل هذه الازمات و إيجاد معالجات مفيدة لها، لأن الرهان هو على تدهور الاوضاع و وخامتها و ليس حلها، بمعنى آخر، أن طهران تعرف أن تخرب و ليس أن تبني وان هذه العقلية و هذا النهج يرتبط
بإستراتيجية نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه التي تعتمد على التوسع و التمدد من أجل تطبيقها.
منذ أعوام طويلة، تصر المعارضة الايرانية الممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية على أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو مصدر و بٶرة التطرف الديني و الارهاب وانه ينفذ مخططات مشبوهة تستهدف أمن و استقرار المنطقة، وأکدت بإستمرار من أن هذا النظام يعتاش على خلق الازمات و الفتن و المشاکل الداخلية في بلدان المنطقة وان السبيل الوحيد المتاح لحل و معالجة الازمات و المشاکل التي إختلقها هذا النظام تعتمد على نقطتين أساسيتين هما:
ـ قطع أذرع هذا النظام في داخل بلدان المنطقة و التي تمثل وسيلتها و أداتها لتنفيذ مآربها المشبوهة.
ـ دعم الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل العمل على التغيير في إيران بإسقاط هذا النظام و تأسيس نظام سياسي جديد يٶمن بالتعايش السلمي مع شعوب و دول المنطقة.
بإختصار، الحل لايأتي من إيران حاليا، وانما هو يکمن في إيران نفسها من خلال تغيير نظامها.
[email protected]