منذ نيسان 2003 ومراكز البحوث الامريكية تطرح تساؤلا مكررا عن الحلول العراقية ما بعد أسقاط صنم صدام حسين في ساحة الفردوس ؟؟ مرة تحت عنوان “بقعة الزيت “الواجب اتساعها من المنطقة الخضراء لتشمل كل العراق وأخرى تحت عنوان ديمقراطية النظام الإسلامي الليبرالي، وثالثة تحت عنوان المد المعتدل لموازنة المنطقة، وفي كل واحدة من هذه السيناريوهات التي رسمت أمريكيا يقفز سيناريو بايدن، لتقسيم العراق الى 3 ويلات شيعية وسنية وكردية، الى واجهة كل حدث يجري في المنطقة وهو ما طرح أخيرا على طاولة اجتماعات القمة الخليجية الامريكية، كما طرح في قمة إيرانية تركية.
وإذا كانت الضغوطات الدولية والإقليمية تجري بتضادات متعارضة لان الأوضاع الدولية لم تصل حتى اليوم الى تلك الحافات النهائية للتسوية الكبرى كما حصل بعد انهيار جدار برلين، او الى الحدث الأكبر في الحادي عشر من ايلول، فالقتال ما زال على الأرض العراقية والسورية وداخل حدود الشرق الأوسط حصرا منه ما يحصل في اليمن وبعض الشيء في لبنان ، والتبارز الإيراني السعودي العقائدي ما زال هو السائد والأكثر نفعا لأمن إسرائيل ، فليس في الامر من بد ان يبقى الوضع على ما هو عليه بانتظار مستجدات متجددة تجبر الحكم الأكبرعلى اشهار البطاقة الحمراء في وجه احد اللاعبين وهي مرحلة لم تظهر معالمها بعد .
والانكى من ذلك ان اهل الحل والعقد في عراق اليوم ، يمنحون((الاغيار )) الحق بوضع وطنهم على طاولة التشريح وهو حي ينبض بتظاهراته الشعبية المنادية بالوحدة الوطنية من خلال رفع علم العراق الواحد ، ولا أقول للحفاظ على مصالحهم وأجنداتهم الحزبية فحسب ، بل اذلالا وتعبيرا على عمالتهم لآلئك (( الاغيار)) بشتى صنوف صراعتهم التي حولت ارض العراق الى خراب داعش الإرهابي ولم تلملم جراح الامس من خلال مصالحة مجتمعية طال انتظارها، بل نكأت تلك الجراح يوما بعد اخر حتى حولت المجتمع العراقي الى مصاب بالطائفية المقيتة، فيما التظاهرات ترفع شعارها الأول ( باسم الدين باكونا الحرامية ) .
مشكلة اليوم: ان من يضع الحل العراقي على مائدة اللئام لن يستفيد الا من فتات الموائد ويستمرئ ذلك كثير من قيادات الطيف السياسي وتصريحاتهم عن نبذ المحاصصة والدعوة للإصلاح لا تطابق القول بان براقش قد جنت على نفسها، لان الجهل والتجهيل في الثقافة السياسية ومحدودية خيارات الناخبين مع أحزاب سوقت نفسها في دستور وقانون احزاب ومفوضية انتخابات وزع كل منها على مقاساتهم، لن تظهر الانتخابات المقبلة الا مجلس نواب جديد على ذات المقاسات للمحاصصة ، ومن دون ان يلملم العراق جراحه وينتصر على داعش بقوة الحشد الشعبي، عندها سيكون من الصح القول” وعلى نفسها جنت براقش” !!