23 ديسمبر، 2024 3:33 م

الحل الأمثل لأزمة الأنبار وسبل اعادة السلام والاستقرار الى هذه المحافظة

الحل الأمثل لأزمة الأنبار وسبل اعادة السلام والاستقرار الى هذه المحافظة

هناك جملة ملاحظات تشكل خارطة طريق عملية لأزمة الأنبار وكيفية حل هذه الازمة ، بعد نفاد كل الحلول الاخرى وعدم ملائمتها لارض الواقع ..وفيما يلي أبرز معالم خارطة الطريق نضعها بين أهل الحل والعقد في محافظة الانبار وكبار سياسييها ووجوهها الكريمة ، للاستفادة منها وفقا للمحاور التالية :
1.   ان يترك الحل بكامله لأهل المحافظة من شيوخها ووجهائها المشهود لهم بالكفاءة والمعرفة ومن كل العشائر ومكونات المحافظة ، وهم كثيرون بعون الله مع مشاركة رمزية  لممثلي كتلهم السياسية وممثليهم في الحكومة  والبرلمان من نفس المحافظة بحضور مجلس المحافظة ولكن بدون المحافظ ، لوضع اللمسات الاخيرة للحل يتمثل في ان يكون هناك تدخل عملي من مجلس خاص يتم انشاؤه لهذا الغرض لديه صلاحيات مؤقتة لاتزيد على شهر ، توكل اليه ادارة الازمة في المحافظة ووضع حلول عملية تكون ادواته من الشرطة المحلية وافواج خاصة تشكل من نفس عشائر المنطقة بالتساوي التمثيلي ، حتى يدرك الجميع انهم امام مسؤولية تاريخية واخلاقية لوضع خطة عملية واقعية تنهي الازمة بأسرع وقت ممكن.
2.   ان لايم اشراك الجيش او اية قوات حكومية اخرى تحت اي عنوان ، ويتم اخراج الجيش بعيدا عن المدن ، وانهاء ملف تدخل الجيش بأي شكل من الاشكال.
3.   يتم التركيز في بداية حل الازمة على احياء محددة من الرمادي والفلوجة كمدخل اولي ، ويتم اعادة العوائل النازحة لكي يسهم افرادها في الحفاظ على امن مناطقهم بأنفسهم واخراج اي مسلح لاينسجم مع توجهات اهالي المنطقة وانهاء كل المظاهر المسلحة تحت اي نوع او مسمى، لكي يكون بمقدور اهالي تلك المناطق تأمين الامن والاستقرار ضمن مناطقهم.
4.   إنهاء ازمة النائب احمد العلواني بسرعة وان تلتزم الحكومة ووزير الدفاع بالعهد الذي قطعه لاهل الانبار  وان يتم اخراجه من السجن واعفائه من اية مساءلة قانونية كون الاعتداء عليه يمثل اعتداء على كل اهل الانبار جميعا واهانة لحقت بجميع ابناء المحافظة لاينبغي السكوت عنها ، بل ومحاسبة المقصرين عن احداث جريمة الاعتداء وتعويضه وأهله عن الاضرار المادية والمعنوية التي لحقت به جراء تلك الاهانة التي واجهت اهل الانبار كمجلس محافظة وشيوخ عشائر وسلطة محلية ويعد تعديا لامبر له واستهانة بالكرامات وبدون اانهاء ازمة العلواني  بسرعة فان الحل يكاد يكون مستحيلا ولن يهدأ للانبار بال ان لم يتم تسوية قضيته قبل ان تفلت الامور من عشائر اهل الانبار وهي قد فلتت أصلا ، لكن لازال هناك متسع من الوقت لتفادي اهانة لابد وان يرد عليها اهل الانبار في سابقة خطيرة تكررت للاسف اكثر من مرة تجاه رموز اهل الانبار ولكن هذه المرة بلغت التجاوز حدا لم يعد السكوت عنه امرا ممكنا وعلى من تجرأ على ارتكاب هكذا جرم ان يعرف عواقب خطوة متهورة من هذا النوع اشعلت فتيل ازمة عصفت بالبلاد واحرقت الاخضر واليابس جراء تصرف اقل ما يقال عنه انه جنوني وغير اخلاقي بالمرة.
5.   ابعاد وزير الدفاع عن المشاركة في حل هذه الأزمة كونه من اسهم في اشعال نيرانها بل وصب الزيت عليها لتزداد اشتعالا، وكان موقفه من اهله في الانبار في كل مرة يتدخل فيها غير ودي ، إن لم يظهر تنكره لابناء هذه المحافظة وشيوخها وعلمائها ومكانة اهلها وانساه منصبه  ابسط اشكال التعامل مع مجتمع عشائري ، واتجه الى سلوك العصابات اكثر من كون تدخله ينسجم حتى مع اختصاصه العلمي الذي لم يستفد منه للأسف الشديد اهل الانبار وأغرته السلطة وراح يتعامل مع اهل الانبار بطريقة وكأنه ليس من بينهم ابدا ولم يعرفهم ولا يعرف ابسط اخلاقيات هذه المحافظة او كيفية التعامل مع رموزها، ما يتطلب الامر ابعاده عن اي مشاركة في الحل كون حضوره يزيد الازمة اشتعالا للغضب الشعبي الواسع ضده من اهل الانبار جراء ما واجهوه من اهوال وما ذاقوا من وراء قراراته من مصائب ومحن ويتحمل وزير الدفاع وكالة مسؤولية تاريخية امام الاجيال في انه عرض  امن محافظته لمخاطر لاتعد ولا تحصى ولن تسامحه محافظته على ما ارتكب ازاءهم من فضاعات لن ينسوها على مر التاريخ، وكانوا ينتظرون منه الاستقالة على أقل تقدير احتجاجا على ماتعرضت له محافظته من اهانة مريرة كان هو قد تعهد بإنهائها في غضون يومين ، واذا بالقضية تتسع لاسابيع وقد تتسع لاشهر ، كما ان عدم اية صلاحيات تتناسب وموقعه كوزير للدفاع يتطلب  منه الاستقالة حفاظا على كرامته الشخصية على الأقل ،وظهر امام ابناء محافظته وكأنه لايحل ولا يربط ، بل ليس بمقدوره ان يحل رجل دجاجة.
6.   ان يسهم عدد محدود من علماء الدين في المشاركة مع شيوخ ووجهاء الانبار ومثقفيها الكبار في حل ازمة المحافظة وان يضعوا مصلحة الامن والاستقرار فوق كل الاهداف لا ان يزيدوا على النار حطبا،ففي الفترة الاخيرة مارس بعض رجال الدين العناد والغطرسة لعدم قبولهم بالمبادرات التي كان بامكانها ان تخفف من ازمة المحافظة قبل انهاء الاعتصامات ولم ير الشعب غير صيحات لاتجدي نفعا ان لم تكن اسهمت في خراب بيوت الاف العوائل لان البعض راح يحتضن جماعات ربما اسهمت في تعقيد ازمة الانبار وان يترك للمدنيين من الشيوخ واهل الخبرة من علية القوم لحل الازمة وتخليص مئات الالاف من اسر الانبار في الرمادي والفلوجة لتعود الى بيوتها وتتخلص من معاناة التشرد وانتهاك الكرامات التي عانوا منها خلا عمليات النزوح المؤلمة.
7.   كما يتم ابعاد محافظ الانبار عن أي نشاط للمحافظة ، والعمل على اختيار محافظ جديد يتوافق عليه اهل الانبار وشيوخها ، اذ ان سمعة المحافظ الحالي وصلت مديات غير مقبولة  ان لم تكن قد وصلت للاسف الشديد الى الحضيض جراء تصريحات غير مسؤولة وكان يتحمل جزءا كبيرا من تبعات اشعال فتيل هذه الازمة، وتصريحاته قبيل الازمة وفي بداياتها كانت السبب الاساس في كل ماحصل من تدهور اصاب اهل الانبار بغضب واستياء شديدين، اصابهم بإنتكاسة مريرة لم يتوقعها منه اهل الانبار، ولهذا فأن ابعاده عن قيادة المحافظة يعد واحدا من الحلول التي ينبغي أخذها في الحسبان.
8.   اذا ما قبل اهالي الانبار بتدخل عسكري محمود فأنه ينبغي أن يقتصر فقط على تشكيلات عسكرية من اهل الانبار انفسهم من امراء وقادة عسكريين مشهود لهم بالكفاءة والمقدرة ، لبسط الامن والاستقرار بالتعاون مع شيوخ العشائر.
9.   ان يتم الغاء جميع الصحوات لانها اسهمت في تعقيد ازمة الانبار ، وكان بعض شيوخ الرمادي للاسف هم من اسهموا في خراب بيوت اهالي هذه المحافظة لأنهم فكروا باطماعهم الشخصية وللحصول على مغانم ومكانات حتى وان كانت وضيعة لمجرد الظهور امام السلطة على انهم اهل العقد والحل، وما ان اتسعت الازمة حتى ظهر عقم تفكيرهم وانهم لايفكرون الا بانفسهم واشباع رغباتهم في التسلط، ولأن الوضع الناجم عن هكذا تصرف كان مأسويا وكارثيا لانود ذكرهم هنا حفاظا على كرامات البقية اباقية من شيوخ الانبار الاصلاء الذين لم يبيعوا انفسهم في أسواق النخاسة ، وسعى آخرون  لمجرد الظهور على  المسرح وكأنهم ابطال لاتدانيهم الدنى واذا بهم مجرد كيانات فارغة لم يحدث وجودهم اي أثر ملحوظ ان لم شكل لاهالي الانبار انتكسة وخيبة امل بهم وبمسعاهم للسيطرة والتفرد بالقرار والهيمنة على مؤسسات هذه المحافظة وتشكيلاتها، الا ان الاحداث كشفت انهم ليسوا كذلك كما صوروها امام اسيادهم الذين وان اختصموا معهم عادوا ليبنوا من جديد صداقات مريبة معهم.
10.                     حل ازمة المهجرين وتعويض كل المتضررين من الحرب التي شنتها الحكومة على اهل الانباروتوفير المواد الغذائية للمواطنين الذين لم يجدوا القوت الذي يأويهم جراء هذه الحرب التي شنت عليهم وتسببت لهم بعوز وانتهاك للكرامات، ولم يقصر بقية مدن الانبار وبعض المحافظات العراقية في ضيافتهم رغم ما واجهوه من الم وحرمان وجوع وماساة انسانية لم تشهدها حتى الحرب الاميركية عليهم في اعوام 2003 وما بعدها.
11.                     اعادة اعمار الانبار وفق البرنامج الذي تم طرحه من قبل بعض الشخصيات السياسية ومنها مبادرة السيد عمار الحكيم كونها تحتوي على عناصر للحل يمكن الاستناد اليها في حل تلك الازمة رغم ان الحكومة لم تتعامل معها ، اذ لاتثق حتى بمقربيها عندما يقدمون لها أسسا لمخارج الحل، وصمت الحكومة أذنيها عن كل دعوات لوقف هذه الحرب غير المبررة.
12.                     اشراك الكوادر الثقافية والاعلامية والشخصبات الوطنية التي نالت رضا اهل الانبار في المواجهة الاخيرة في القرار وخارطة الطريق التي يتم تبنيها، اذ بدون اشراك كبار مثقفيها ووجوهها ممن يمتلكون العقل الراجح والمكانة المشهودة المؤثرة لن يرتقي الحل الى مستوى التحديات.
13.                     ان يشكل اهل الانبار مركزا بحثيا خاصا بتاريخهم ودورهم العروبي العراقي وكيف يواجهون الازمات المستقبلية كون المواجهة لم تنته بعد وربما هناك مواجهات اخرى تخطط لها الحكومة وايران لاستهداف الانبار والمحافظات العراقية وينبغي تأسيس مركز بحثي يكفل بتمويله رجالات اهل الانبار ممن مكنهم الله من الثروة والجاه، كونه هو من يضع لهم ستراتيجيات التحرك وكيفية مواجهة الازمات ويضم قيادات مدنية وعسكرية من تلك التي يكون تاريخها الوطني مشرفا ومن غير المحسوبين على الحكومة واجهزتها يكون مقره الانبار، ويفتتح له فروع في المحافظات العراقية وبخاصة من المكون العربي ، ويسمى بمركز دراسات المكون العربي او مايقارب هذه التسمية، وايلاء هذا الموضوع اهمية قصوى، لما له من دور مستقبلي يكون طابعه استشاريا علميا ستراتيجيا يضع خارطة طريق لاسلوب مواجهة اية ازمة والانبار مليئة بالكفاءات العراقية والشهادات العلمية التي تؤهلها لاقامة هكذا صرح علمي مرموق بعون الله وهمة الاخيار من ابناء المكون العربي.
هذه خارطة طريق يمكن ان تكون مدخلا لحل ازمة الانبار وعسى ان يوفق الله اهالي هذه المحافظة لكي يجلسوا جميعا باجتماع كل عشائرهم ووجود دينهم المؤثرين ممن تكون تكلمتهم مسموعة ومطاعة، ووفق الله اهل هذه المحافظة التي كتبت عنوان فخرها وعزها في هذه المواجهة التي فرضت عليهم دون سابق انذار ولم يتوقعوا ان تعاملهم الحكومة بهذه الطريقة المهينة التي ينبغي ان تكون درسا مستقبليا شعر من خلاله اهل الانبار انه تم استهدافهم جميعا لانهم عرب اصلاء لايرتضون ان يهوي العراق الى مالا يرضاه اهل الانبار لعراقهم صاحب الحضارات واذا بقوى اقليمية راحت تتحكم به على هواها ومنها ايران على وجه التحديد التي استحضرت في هذه المعركة معركتي القادسية الاولى والثانية لتنتقم من عرب العراق وهكذا كان لها ما ارادت بمساعدة بعض المحسوبين على العروبة من اهل العراق وفي خارجه، لكن الله لابد وان يعوض اهل الانبار عما تعرضوا له من أذى لايغتفر، وهم لايستحقون ان يعاملوا بهذه الطريقة غير الاخلاقية وحرب غير مقدسة شنت عليهم تحت مبررات وسيناريو اقل ما يقال عنه انه سخيف جدا، وتصرف متهور لايركن اليه طفل او حتى معتوه،  لكي يجرأ على مواجهة اهل الانبار وهم الذين عرفتهم ساحات الوغى في كل معارك الشرف القومي والوطني وكانوا رجالها الصيد الميامين تشهد لهم صفحات التاريخ بأنهم اهلوها ورمز كرامتها وهم من يعيدون المعادلة العراقية الى حالة التوازن بعد ان اختلت كثيرا والله المستعان على مايصفون.