18 ديسمبر، 2024 7:40 م

الحل الأمثل .. تقديم الأفضل

الحل الأمثل .. تقديم الأفضل

في أغلب المجتمعات المدنية المتقدمة يجري البحث عن الأفضل والاكفأ ، لغرض تمييزه وتهيئته وخلق الأجواء المناسبة له وتسليط الأضواء عليه لكي يأخذ مكانه الطبيعي تأسيساً للأفضلية التي تبدو عليه ، والتي سرعان مايلاحظها المراقبون المختصون في مختلف المجالات بحسب اختصاصاتهم  .
ومن ثم يتولى هذا الأفضل والاكفأ المهام المسندة إليه حسب تخصصه ، سواء كان موظفاً أو مسؤولا ويشمل ذلك التمحيص والتدقيق والتروي كل مجالات الحياة ، دون محسوبية أو تملق أو تزلف لهذا أو ذاك ودون تأثيرات إلا ما ندر ، والأساس هو بناء مجتمع متطور بهدف ضمان التقدم وبالنتيجة سيكون العيش الرغيد ، بفضل أبناء المجتمع الأكفاء والاختيارات الدقيقة التي تبنتها الأنظمة والحكومات لضمان سلامة ورقي بلدانها ، إذن هم يحبون بلدانهم ويهمهم شأنها ، لذلك يتم وضع المبدعين والناجحين والمتميزين ، مع مراعاة اللياقة والقيافة والسلامة المهنية والجسدية ، ومن ثم استثمار تلك الكفاءات على الوجه الأمثل وتطويرها في كل مراحل عملها.
وبذلك كانت تلك الدول دول مؤسسات متوهجة على الدوام ترنو إلى الأفضل دائماً لتكون في سباق دائم مع نظيراتها لخدمة المجتمع وافراده .
أما في العراق وهو من أقدم بلدان العالم ويسبق الكثير منها بآلاف السنين تاريخاً وحضارة وثقافة وأديان ،أغلب  الإختيارات  فيه فاشلة لانها تمت بحسب الفئة والحزب والطائفة والقومية والمحسوبية والمصالح الخاصة والمنافع الشخصية ، والفاشل بدوره يستقطب أمثاله ليجعلهم حواشي وأهل مشورة وأصحاب رأي ، فأينما نجد رأساً فاشلا نجد معه حفنة فاشلين وبطبيعة الحال إنعدام النزاهة والشرف تتوفر في بيئة الفشل فكانت أغلب مصادر القرار فاشلة غير نزيهة.
أما الناجحين والاكفاء واللامعين في مثل هذه الظروف يتم التغطية عليهم وأبعادهم واقصاءهم بل ومحاربتهم .
وبما إن الفاشل والسيئ محمياً من قبل النائب الفلاني والسياسي الفلاني والمسؤول الفلاني فكان نصيب العراق مستنقع الفساد و وحل الفشل والتراجع والتردي .
وبما أن جميع الساسة ينادون بمكافحة الفساد ومعالجته إلا إننا في الواقع لم نرى حركة تصحيحية واحدة ولا حتى محاولة لذلك .
علينا أن نشخص أخطاءنا بأنفسنا وأن نمضي باصلاحها وتفادي الأخطاء مستقبلا ،
علينا ان نقدم الأفضل والاكفأ في المرحلة القادمة وخصوصا نحن مقبلون على انتخابات مرتقبة فمن أراد الحياة لهذا البلد وأهله عليه السعي بالعمل قبل القول ،
من أراد أن يدخل التأريخ من أوسع أبوابه عليه أن يترجم شعاراته إلى أفعال.
علينا أن لاندع تلك السلبيات تتفاقم وتكون ذريعة للتنديد بالنظام الديقراطي والديمقراطية التي يعدها الكثير سبباً في مأساة العراق  .