12 أبريل، 2024 1:07 ص
Search
Close this search box.

الحلقة 22 لقاء تلفزيوني مع جلجامش

Facebook
Twitter
LinkedIn

-22-
لقاء تلفزيوني مع جلجامش
-1-
عاد جلجامش وانكيدو الى اوروك بعد قتل الوحش خمبابا حارس غابة الأرز السماوي، ثم قيام انكيدو وفي خطوة فردية الإرادة بقتل الثور السماوي! (ادري هي سماء لو مجتمع وحوش!؟)…الامن مستنفر في اوروك لحماية البطلين من أي غدر من الالهة او قرار من برلمان او تفجير عبوة ناسفة من قبل أي حكومة!، الحمايات تملأ الشوارع مثل الحرامية، والبطلان يضعان على وجهيهما قناعا اسود ليخفي ملامحهما…عشرة مواكب تسير في جميع الاتجاهات، تسعة مواكب للعنطزة والفنطزة الجمهورية…وواحد يحتفي بوجود البطلين اللذين يريدا ان يسترا على ريشهما من الجمهور…جمهور اوروك جمهور لاكَف…الجميع يريد ان يلتقط صورة سلفي مع البطلين…

قناة سومر t.v تعرض على جلجامش أجرأ حوار تلفزيوني تاريخي، البطل التاريخي يحتاج الى حوار تاريخي، وربما كان هذا اللقاء هو من جعل احدهم يكتب ملحمة جلجامش على الرُقُم الطينية لتصل الينا وكأنها سيرة مغتصب تاريخي وصاحب اول كلاو بشري لاعطاء القادة الضروريين لون الخلود…

كان هناك مايشبه منضدة من الحجارة بين المذيع والإعلامي اللهلوبة أستاذ اطويرش وهو يريد ان يحاو جلجامش في الشأن العراقي، الذي يريد ان يعرف مايجري في العراق عليه ان يحاور رجلا من اعمق نقطة في سفرطاس التاريخ إلى أن يصل الى التهام كَشوة الروبة!!، لاعبرة لوجود محللين سياسيين في بلاد لاتعرف من السياسة سوى ان يكون القائد طاغية، كان الجالس امام الإعلامي اطويرش هو طاغية العصور العراقية القديمة، اقرب طريقة لمحاورة العراق ان تحاور ديكتاتورا قبل ان يخرجه الناس من الحفرة، كان اطويرش يحمل قلما وورقة، بينما يحمل جلجامش هراوة وخنجرا وبوكس حديد (اطويرش يتصور انها اقلامه التي يكتب بها على رؤوس العراقيين القدامى..والجدد أيضا!!)،كانا يجلسان وجها لوجه، كما يجلس ديكان هراتيان وهما يدخلان حلبة مصارعة من نوع خاص، القناة الفضائية نشرت سبتايتل عن مفاجأة بث لقاء من نوع خاص مع شخصية استثنائية في كل شيء، لم يكن رئيس كتلة او صاحب ميليشيا محلية اوحتى نائبا في برلمان اوروك مهمّته نقض القوانين بما يتماشى مع حركات التجليد العراقي قبل أن يظهر على الملأ أنه صاحب أكبر عصابة للاغتيال بكواتم مسدس طارق!!، الحمد لله ان المافيات لاتتواجد قربنا، على يقين انه سيصبح الزعيم الاوحد لمافيا الشرق الاوسخ، اطويرش وهو يرتدي بدلة حديثة وربطة عنق لونها بنفسجي(!) وهو يمسك بدفة اللقاء ويديره مثل استيرن باور!:

– بودنا تعريف الشخصية الاكثر غرابة من الموز!، والاقرب الى العبوة الناسفة، المعروف مثل كاتم الصوت، والقادم بسرعة سيارة مفخخة، والراكض الينا بقوة الف حصان، معنا شخصية وضعت سومر وبابل في جواريبها بالرغم من انها لم تتعرف على الجواريب المخططة حتى الان!، “هو الذي رأى كل شيء” ..وتبين فيما بعد أنه جهل كل شيء بعد أن وصل إلينا، تبيّن للقاصي والداني انه كان يلبس النظارات الشمسية في الثانية عشرة من ليل العراق القديم، لهذا كان اعمى وهو يملك عيني بقرة لشدة اتساعهما، بين هذه وتلك، ارتأينا أن نحاوره عن الواقع العراقي وعن تاريخه السومري وأور …وحسين نعمة وانكيدو وداخل حسن وعن امور تكبير الشفاه وتصغير المؤخرات وكل شي و(كلاشي)…اقدّم لكم العراقي الاسطوري جلجامش!!.

-السيد جلجامش،فضائية سومر t.v ترحب بك ضيفا تاريخيا ونبدأ بالاسئلة التي طرحها المشاهدون عبر الsms (جلجامش ينظر الى اطويرش مثل الاثول لانه على يقين انه لم يسمع بالsms بعرس أمه نينسون!!):

*مادمت لاتحمل اي وثيقة رسمية صادرة عن دائرة احوال أوروك، نسألك وفق مبدأ الثقة بيننا: هل أنت فعلا الاسكندر ذو القرنين الذي ذكر في القرآن؟

– اسمح لي ان اضع التوثية ارضا!!، اولا لوكنت نبياً كما ذكر الكثير لما غنيت لخمبابا الوحش اغنية (عبرت الشط على مودك) واصطحبت معي صديقي الحبّاب انكيدو وقتلناه لمجرد انه حارس مزرعة الارز السماوية، ثم انظر الى وجهي هل ترى قرناً واحدا حتى تقول اني صاحب قرنين!؟

*لماذا قتلتم خمبابا حارس غابة الارز السماوية؟ هل تعلم انه تم تعيينه على نظام العقد المؤقت كحارس ليلي وهو بانتظار التثبيت واتيت انت وانكيدو وقتلتموه لغرض الشهرة…هل انت خوشي ايها السيد جلجامش؟

– انا ظل الله على الارض لاني خليفة اوروك يوم لم يكن الناس يعرفون معنى المعارضة، أقل سياسي لديكم يعتبر نفسه مفتي الدولة والحكومة، اذا قبضوا على حمايته يغلق الشوارع وكأنه يريد أن يوقف الحياة لانهم كشفوا عصابته، فكيف بي وانا جلجامش الذي ثلثاه اله وثلث بشر؟!

* هل كانت رحلتك في البحث عن الخلود افقية ام عمودية ؟

– البعض يتصور اني ذهبت الى السماء من اجل البحث عن عشبة!، هل تتصور ان الكواكب باستطاعتها انبات عشبة حندقوق؟ رحلتي في البحث عن الخلود كانت اشبه بسفرة مسؤول حكومي الى اوروبا من اجل اللقاء باحدى الشقراوات او للقاء سمسار اسلحة لأخذ عمولتي منه….الخلود الذي يخلو من الدولار خلود ناقص الرصيد وهو خلود اناس لادخل لهم بهذه الحياة، وهم اصلا يحبون الموت اكثر من الخلود في الحياة.

*هل كانت جبال الارز الموصوفة في الملحمة موجودة في لبنان ام على المريخ؟

– انا على يقين ان الذي كتب سيرتي الذاتية خلط بيني وبين صباح الشحرورة، انا سمعت بان جبال الارز موجودة في العلم اللبناني ولدي سؤال مهم: بروح أُبوْكْ شني هو الارز؟ ينوكل ؟ينحمس؟!.

*سؤال فطير… ليش سمّوك جلجامش؟

– مثل السبب الذي اسموك اهلك بهذه الاسماء الفطيرة…لوكل واحد يريد يغيّر

اسمه كنا احتجنا الى مؤسسة حكومية لتغيير الاسماء ويتم تكليف احد السياسيين مسؤولا عن هذه الهيئة، وهذا السياسي سيقوم بجلب شخص من اقارب الدرجة الاولى لسائق السيد الرئيس عليها وسوف يطلب 17 بالمائة من الموازنة وجيب ليل واخذ عتابة..هسه انت جايبني من عمق التاريخ ومن سطل الاحداث وسفرطاس الواقع حتى تسألني عن اسمي؟

* هل نحن احفادك لو الشغله بيهه إنّه!؟

– انا جد كل مسودن ومتعافي، اما انت وامثالك ممن يتصور انه مثقف ومخليله

عطر اسمه ريحة وجاي يتعيقل عليّ بهاي الفضائية التعبانة فلا أعرفه وخل

يروح يدوّر له على عشيرة لو يذب جرش ويه اي عشيرة ترضى ان تلم هيجي

نمايم…انا جلجامش الذي رأى كل شيء ارضى ان يكون احفادي ضحايا للكهرباء

والمجاري؟ أي سخافة هذه؟ تنامون في الليل على اكبر بحيرة نفط في العالم، والعالم يتدفأ بنفطكم..وحين تستيقظون تتوجهون الى المزابل اوتستجدون في الترفك لايتات لو تبيعون كلنكس؟

* بالله شجان عاجبك بالدنيا حتى تبحث عن عشبة الخلود واتجلّب بيهه؟ يمكن لو شايف السياسيين مال هذا الوكت وعراق هسه جان ضربت روحك بسهم ورمح وخلصت؟

– كانت العشبة قديما تساوي المنصب لديكم، خلود المسؤول فيما نهب وقتل وترك

من مسوّدات القوانين المطروحة على ارض الطف العراقي، عشبة الخلود كانت

تمثّل لي راي الاغلبية الفحطانة التي تبحث عن مكان لخيبتها حتى تلقيها

فيه، عشبة الخلود لم تكن مقويا جنسيا لاظهر فحولتي على نساء اوروك، كان لك ان تقول لي: هل يتجرأ هؤلاء السياسيون انفسهم لو انهم كانوا موجودين في زماني ان يقولوا نحن هنا؟! ربما لوحدث ذلك فان قانون ذاك الزمن يسمح لي ان اضرب نفسي بـ(كرك) بدلا عن السهم حتى ارتاح منهم!.

* هل كانت لديكم أحزاب شوفينية؟ هم سامع بحزب البعث وتنظيم القاعدة وداعش؟

– هيجي حصن مال ريسزز ماكانوا موجودين بوكتي.. زمانك تافه حتى يحكم هؤلاء…واحد لابس بدلة زيتونية وامخلي نص درزن أقلام ببدلته، وواحد امطوّل لحيته ومكَصّر دشداشته!!.

*ملحمة العراقيين متى تنتهي..؟

– لاتنتهي… لانها بمجرد ان تنتهي تبدأ من جديد…ملحمة العراقيين لها وقود دائمي من دماء بنيه الذي لاينقطع، مشكلة العراقيين ان النخبة التي يختارها الشعب على الدوام هم أصل المشكلة، وحق الالهة لو انهم تركوا العراقيين وحدهم.. لكان اشرف لهم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب