-17-
جلجامش وانكيدو يسيران بين جموع التظاهرات الوطنية، الوطنية هي التچة التي تثبت اللباس على قلاقيل الوطن حتى لاتنكشف جبهته الداخلية بما فيها الرؤوس النووية والمنوية!!..
المتظاهرون يشكلون خطين مستقيمين يؤديان إلى ساحة مدورة مسيّجة اشبه بساحة مصارعة الثيران في اوروك، الساحة ممتلئة بالدكاكين التي تتجمع في داخل الساحة، امام كل دكان يقف شخص واحد يحمل “مايك” مثبت عليه “لوگو” كل قناة فضائية…طينية!!!
الاعلام مهمته تطيين حياتنا، والاعلام اصبح عمالة للاجنبي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي…
هكذا قال القائد جلجامش لانكيدو الذي مازال عرق بعشيقة ينسّم في راسه!!!…
إحدى القنوات ادخلت جلجامش الى دكانها لتجري معه لقاءاً مباشرا(لايف)، بينما بقي انكيدو مثل التايه خارج الدكاكين، انتبه عليه احد المراسلين فطلب منه الدخول لاجراء لقاء معه!!!…
الكاميرا تنتقل ببث مباشر مع قناة الخنزيرة البرية…
فيصل الجاسم في ساحة مصارعة الثيران الاعلامية يخاطب جلجامش:
-هل كُتب على خمبابا ان يكون فريسة سهلة لملك ثلثاه الهة وثلث بشري!!؟ العالم الحداثوي المتحضر يندد بهذه الهجمة غير الانسانية… نلتقي واياكم بالسيد جلجامش…
-ماهو رايك بالمقدمة التي قدمت بها اللقاء؟
جلجامش يقول له:
-اشكرك على هذه المقدمة…انت لاتختلف عن هذه الأدوات الاعلامية الرخيصة… اود ان ابين لكل جمهورك الذي يملك من الوعي قدر ماتملك من شرف الكلمة.. ان خروجي المبارك مع البطل انكيدو انما هو خروج ضروري لكتابة التاريخ الجديد… القوميون والنازيون الذين يمثلهم الوجود الحقيقي للوحش خمبابا هو بمثابة اعتداء على وجود المواطن في اوروك، وجود خمبابا يمثل وجود شر محض، وعلينا بصفتنا قادة ضروريين لهذا الشعب المناضل الأبي، ان نقف مع الرأي الذاهب الى سحل خمبابا ونشر صورته مسحولا امام اعين الكاميرات، لاينبغي ترك الوحوش تسرح وتمرح… نحن مع موقف احادي وليس موقف متشظٍ، لسنا منافقين مثلك استاذ فيصل..
يقاطعه الجاسم:
-لكنك ياسيد جلجامش معتد آثم… خمبابا بالعرف الديمقراطي في النظام العالمي الجديد هو رمز للطفولة… مارايك باجراء محادثات سلام معه، وحبذا لو تكون هناك مناظرة ثنائية بينكما هنا… معنا مراسل القناة في غابة الارز السماوي عن طريق السكايب…وهو يلتقي مع خمبابا…
تظهر على الشاشة صورة خمبابا، لايظهر منه سوى عينيه وانيابه… المراسل يسأله عن موقفه من الأخبار التي تقول ان جلجامش وانكيدو عازمان على التخلص منه؟!!!
خمبابا يقول:
-رفيقي فيصل الجاسم!!، اعاهدكم بانني ساقف بالضد من كل التوجهات الديكتاتوية للافكار القومية السياسية التي يحملها جلجامش وگومه!، وانني مواطن شريف، اديت الخدمة العسكرية ولم اغب يوما واحدا بعد هروبي من الخدمة الالزامية لمدة سنة واحدة.. انا مثل اي مواطن اوروكي يحق له استلام الحصة التموينية في اوروك، قضية تحويلي الى وحش هو تدخل سافر من قبل اجندات خارجية تريد اهانة الصوت الوطني وجرّه الى معارك جانبية الهدف منها إشغال الراي العام في اوروك بقضايا ثانوية واغفال الاصوات الشعبية عن الفساد المالي والاداري لحكومة اوروك ورئيسها الرفيق جلجامش!!
يلتفت فيصل الجاسم الى جلجامش :
-ماذا ترد سيد جلجامش على تصريحات السيد خمبابا؟
-اقول لخمبابا ان البعثيين والقوميين السياسيين وحتى الاحزاب الاسلاموية لن تنفعه، هؤلاء يريدون ان يضروا بروح النصر التي تعتمل في نفوس شعب اوروك… الرد ما سوف يراه لا مايسمعه!…
ينتهي اللقاء بقيام جلجامش بالبصق في وجه فيصل الجاسم… ينقطع البث.
يخرج جلجامش من استوديو قناة الخنزيرة البرية… يبحث عن انكيدو فيراه يخرج من استوديو احدى القنوات الغربية ويسأله:
-انكيدو… خو ماصرّحت؟
– لا وروح امي ماصرّحت!!…
-اي عفية!.
انكيدو اخفى عن جلجامش انه صرّح للقناة الغربية!…
مذيع القناة يسال انكيدو عن سبب خروجه مع جلجامش لقتل خمبابا… يقول خمبابا الذي كان مخموراً:
-احنه كشعب امصمصمين على الانتخابات ويو اكريّم يو ثم ماذا…!.. جيبولي طاسة ماي… عرق بعشيقة اقوى من عرگ هبهب… انا اطالب ومن هذا الدكان حكومتنا الرشيدة والقائد المناضل اخو شمخة وصولا الى حكومة اخو هدلة واطالب البرلمان باقرار قانون العرق الوطني. نطالبهم الاهتمام بالمنتج الوطني المحلي وان يكون عرق بعشيقة من اولى المنتجات التي يجب تصديرها الى الدول التي تحيط اقليمنا… عمي سكروهم… اهم الشي تدوّخون الجمجمة… الشعوب الصاحية اتدوخ الحكومات… شعب سكران هو شعب مستعد لقيادة ضرورية… اني شخصيا طبيت لاوروك علمود اتزقنب… الناس صاحوا: هذا.. هذا… بيناتنه ولاتنشرهه.. شردت… عبالي اني حرامي.. چلبوا بيه… واني اصيّح: مو آني…. شو الناس شالوني ليفوگ عبالي ايهطروني بالگاع وايدوسون اببطني…. رب الطرمبة… المهم گاموا يهتفون: هلا بيك هله وبجيّتك هلا… لوباقي بالغابة ويه الحيوانات مو اشرف لي؟.. المهم جابوني وخلوني گدام واحد چنه ثور… گالوا يلله اتصارع وياه… ولد الكلب ذبوني گدام جلجامش وسحلني بالگاع… والان الشعب الاوروكي مصرّ على المشي وراء قيادة الرفيق المناضل جلجامش ويو جلجامش يو ثمَّ ماذا!!