23 ديسمبر، 2024 4:59 ص

الحلقة المفقودة وحوار الظل

الحلقة المفقودة وحوار الظل

طيلة الفترة الماضية التي قد تستمر لسنوات خلت كانت التساؤلات الداخلية مثيرة للريبة وكأننا نخوض في المحذور الداخلي من الحوار الذاتي الذي يطلق أمامنا مئات التساؤلات اليومية الا انها اليوم بدأت تنذر بضرورة التصريح.
الكثير منا يتساءل حول الموقف الفعلي وليس الخطابي لمراجعنا العظام في ظل اتفاق العام والخاص على انهيار الوضع واستشراء الفساد وتحول الساسة الشيعة الى أحد الاسباب الرئيسة لانهيار الدولة وانحرافهم عن المشروع والتطلعات بل ابادة افراد المجتمع.
مقدمة الاستنتاج
من هم هؤلاء الساسة؟ من كشف للوهلة الاولى ظانا بهم خيرا وعرّفهم الى الجمهور؟ هل كان دور المعرّف مقتصرا على الخطاب ام متعديا اياه الى الفعل المظهر لوجودهم اليوم؟
التف شيعة العراق منذ الوهلة الاولى حول المرجعية الرشيدة واعتبروها الموجه الاول لهم بعد الاطاحة بنظام البعث المقبور فكل ما يحيط بهم وهم ومضلل باستثناء من يرتبطون به عقائديا ويمتثلون لامره وتوجيهاته، واعتقد ان المرجعية الرشيدة لديها هذا التصور المسبق .
ومن اجل درئ الفوضى واستتباب الامر وجعل المسيرة صحيحة ومتفقة مع تطلعات الشعب اخذت المرجعية الرشيدة تنادي بقوة بضرورة ان يكون هناك دستور تستند اليه البلاد في حركتها القادمة فانتدبت لذلك جملة من الشخصيات في قائمة الائتلاف الوطني الموحد 169 وان كان مزيجا من الاحزاب الاسلامية الشيعية الا ان دعمه الاكبر كان من قبل المرجعية اذ لايمكن ان نتصور ان المرجعية تترك الانعطافة الكبيرة (كتابة الدستور) بيد من هب ودب وانما على اقل تقدير بيد من لها عليهم سلطان ورأي (الاحزاب الشيعية) .
لم تكن المرجعية تدعم شخصا بعينه اذ ان الانتخاب كان قائما على اساس القائمة المغلقة وليس الافراد ، لذا صار التوجيه الى الجمهور نحو انتخاب القائمة 169 التي دعمتها المرجعية واسستها من خلال اللجنة السداسية وان كان الدعم والتشكيل من دون تصريح معلن في وقتها .
هنا كانت الانعطافة للحراك الفعلي المصاحب للرؤية في اختيار الاشخاص واظهارهم الى المجتمع بوصفهم قادة له تلبسوا فيما بعد بدعم المرجعية لهم في الحراك الدستوري الاول فكانت هي المعرّف الاول لهم والمَنفذ الاقوى الى الاوساط المجتمعية.
الاستنتاجات
النتيجة الاولى : كان دور المرجعية الرشيدة غير مقتصرا على التنظير بل تعداه الى الفعلية والقصدية والانتقائية لكل اسم دخل في قائمة 169 من خلال اللجنة السداسية ، تبعه الدعم شبه الملزم للجمهور الشيعي بانتخاب 169لتأتي حصيلة القائمة بـ 140 مقعدا مثلت الانطلاقة اللاحقة لكثير من الوجوه السياسية اليوم.
النتيجة الثانية : لو ان احد التشكيلات السياسية الشيعية فقد دعم المرجعية انذاك هل كان يمكن له الفوز بمقاعد في البرلمان؟
الجواب نعم الا انه سوف لم يحصل علىمقاعد كثيرة ما يجعله غير مؤثرا بل ستضطره مقاعده القليلة الى الدخول مع الائتلاف العراقي الموحد 169،ومصداق ذلك منظمة العمل الاسلامي في العراق ورقم قائمتها 111 وحصلت على مقعدين الا انها فيما بعد دخلت مع الائتلاف الوطني الموحد في المفاوضات.
النتيجة الثالثة : ان النتيجتين السابقتين تدلان على قدرة المرجعية على مستوى الفعل وليس الخطاب على انتاج نماذج انتخابية تلبي حاجة المجتمع في ظل المراحل الحرجة – والسبب معلوم للقاصي والداني – ، كما فعلت واتت بوجوه لم يألفهاالجمهور في القائمة 169 الا ان ثقة الجمهور بالمرجعية الرشيدة دفعتها لانتخابها بقوة.
النتيجة الرابعة : طيلة السنوات التي مضت اثبت السياسيون الشيعة و احزابهم التي ولدت انتخابيا من القائمة 169 انهم فاشلين بل تحول الامر الى فساد وسرقات ومحاصصة بينهم حتى اصبحوا وبالا على المجتمع وحطموا الامال.
النتيجة الخامسة :في ظل سرقة ميزانية العراق لسنوات خلت ، وافلاس البلد ، وتقسيم الوزارات ، والقتل الذي اثبتنا – مرارا وتكرارا- بانه لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة …. ، وصل البلد الى حافة هي اخطر مما كان عليه في عام 2005 يوم كانت الضرورة قائمة لانتاج قائمة 169، الا وهي الابادة الجماعية قبل كل زيف اخر مارسه الساسة الشيعة.
النتيجة السادسة :تساؤل يمثل الحلقة المفقودة ، اما آن للمرجعية الرشيدة ان يتحول خطابها لمراحل ما بعد الدستور الى الفعلية المؤثرة والمغيرة؟ هذا التساؤل الملح بات يصدح به الكثيرون خلف جدران العلن حفاظا منهم على هيبة المرجعية الرشيدة التي يعد حفظها واجبا على كل ذي لب ، الا ان الامر لايعني ان نتوقف عن الاستفتاء حول ما غاب عنا جوابه؟ لان حال البعض الذي بدا يداخله شعور اليأس بدأ يطلق العنان لمخياله الواسع حول دور من اسس واوجد هذه الوجوه ولو في الوهلة الاولى واخراجهم الى الجمهور في وقتها بانهم من يمثلونكم فاتبعوهم وساندوهم ، ولما تخرصوا لم نلمس من المؤسس فعلا كفعله يومتاسيس 169 لازاحة المخربين عن طريق الوطن.
النتيجة السابعة : البديل يمكن له ان يصنع كما صنع يوم الشمعة التي انارت قليلا واحرقت كثيرا .
النتيجة الثامنة : مازال الجمهور ينتظر بفارغ الصبر الفعل لان التوجيه لم يجدي نفعا مع من في آذنهم وقراً فلا ضربوا بيد من حديد ، ولا حاسبو، ولا اصلحوا حقا وصدقا ، بل انهم لم يلتفتوا الى المرجعية الرشيدة واداروا وجوههم الكالحة نحو مصالحهم ، وما ذلك بمسوغ لتركهم يرقصون فوق دماء شبابنا، و مستقبل اجيالنا ، لابل فوق وجودنا الذي تبذل اليوم له الدماء الغالية.