الدين الإسلامي لا ينتج عقولاً مشوهة، ولا أفكاراً منحرفة، بل هو أسس إنسانية عالمية، يراد منها تنظيم الحياة، وفق مبادئ الحرية والعدالة والنظافة، تنظفوا فان الإسلام نظيف، ليس المقصود نظافة البدن فقط، بل نظافة العقول من كل السموم التي تعيش فيه.
لكي نقرأ واقعنا جيداً، ونتعامل بذكاء مع المعطيات والمستجدات، يجب علينا فهم ما يدور خلف الأسوار، وثغورها، ومنافذها، ومختبراتها، لندرك أن المعركة على وجود الدولة وأللا دولة طويلة، ولن تستثني أحداً في هذا الامر، فبين العقوبات والمكافآت فرق كبير، لأننا جميعنا مشتركون كي تصبح أللا دولة متسيدة، من خلال سلوكنا، واللامبالاة بقيمة الوطن، وكذلك دعم الفاسدين والخونة، لنخلق منهم أبطالاً وقادة.
إذن كلنا مساهمون في هدم الدولة، وقتل الحياة فيها..! وعلينا عدم النسيان، بأن العراق ملك الشعب، وليس ملكاً لأحد غيره، لذا من يريد اصلاح البلد عليه أن يبدأ بنفسه أولا، لكوننا مشتركون في جعل العراق بلد أللا دولة.
لقد تغير المناخ السياسي على بعض الكتل والأحزاب، وأصبح الجو السياسي قاسياً جداً، بعد أن كانوا يتنعمون في ربيع جميل لسنين طويلة، وهم ذوو سطوة ونفوذ، ثم تفاجئوا عندما علموا ان جمهورهم قد شبع من الوعود الكاذبة والشعارات الرنانة، التي يستهلكونها في أيام الانتخابات فسقطت اقنعتهم، مما أنعكس على تصرفاتهم الهستيرية، التي بدت واضحة داخل المحيط السياسي، فأصبحت هذه الكتل والاحزاب منبوذةً فيما بينها، وباتوا على هاوية الانهيار، ومحصلتهم الاخيرة الهلاك.
هل إتضحت الأيام الأخيرة من حلقات مسلسل العائلة السفيهة..؟ أظن ذلك.! لان العائلة التي أسستها الدولة العميقة جرت البلاد الى الفوضى، ومزقت البلد، وبثت الخطاب الطائفي، من أجل تفكيك اللحمة الوطنية، ليصبح العراق بلد أللا دولة، كما عاثت الذئاب وأبناء آوى في غابات الفاسدين.
ختاماً: أللا دولة مرض معدٍ وخطير ولا يقل خطورة عن أي فايروس في الكون، وربما افتك واشرس، ومعدلات الإصابة تتزايد كل يوم، لأننا لا نريد ان نصلح انفسنا ونحصنها، مادام من يتحكم بنا فاسد ومجرم وخائن، وهو على راس السلطة، ولهذا سيبقى العراق يحكمه الفاشلون، فالخلل فينا.