كنت اقرأ يوم أمس خبرا في احد المواقع على الانترنت يتحدث عن علاقة مريبة بين مفوضية الانتخابات وقناة الشرقية الإخبارية .اود القول ان المتابع لبرامج قناة الشرقية منذ عدة أشهر يرى بأنها انقلبت بشكل جذري في توجهاتها وبرنامجها الإعلامي فبعد ان كانت من اكثر القنوات المشاكسة والمشككة بالحكومة وسياساتها لا بل كانت تحرص على انتهاج خطاب طائفي مقزز يضع الزيت على النار في أحرج الأوقات التي كان البلد يحتاج فيها الى التهدئة ونزع فتيل الأزمات .
وجزء من انحراف الشرقية الواضح لدى الجمهور العراقي في منهجها الإعلامي لاسيما تجاه الحكومة ، هو انحيازها الى المفوضية الجديدة بمجرد استلامها لمهامها بعد ان كانت تشكك بالانتخابات الماضية وعمل المفوضية السابقة حتى انها في احدى المرات عثرت على نصف صندوق للخضروات بدون غطاء في الطريق بين بابل وكربلاء وكان حينها انتخاب مجالس محافظات 2009 قد انتهى لتوه ولم تزل نتائج الانتخابات لم تعلن بعد، فأخذت تطبل وتزمر لوجود نصف صندوق خضروات فارغ في قارعة الطريق وتدعي بانه احد صناديق الاقتراع رمته المفوضية في الطرقات غير عابئة بأصوات الناخبين كما ادعت في حينه.
هذا الممثال يعيدنا الى التغيير الجذري الذي حصل في برنامجها وتوجهاتها فهي لم تنتقد المفوضية الجديدة ولو لمرة واحدة منذ توليها مهاما منذ أكثر من عام رغم العشرات من الأخطاء والزلات الفادحة ، بل انها تعمل على تحسين وتلميع صورتها إعلاميا . وقد يتساءل القارىء عن السبب فاجيبه ببساطة ان صفقة عقدت بين الحزب الحاكم مع القناة تتحاشي فيه القناة الحكومة وسياساتها الفاشلة بل والمدمرة للشعب العراقي تنفذ هذه الصفقة مؤسسات الدولة العائدة للحكومة وجزء من هذه اللعبة نفذتها المفوضية فأعطيت في انتخابات مجالس المحافظات وانتخابات الاقليم في العام الماضي حصة الأسد من اعلانات المفوضية وحملتها الإعلامية للقناة (320 مليون دينار في الاولى و400 مليون دينار في الثانية ) رغم ان عروض بقية القنوات كانت افضل الا ان اختيار الشرقية كان خارج الضوابط والتعليمات وكثيرون يعلمون بذلك داخل مفوضية .
اما حملة انتخابات مجلس النواب فحدث ولا حرج فاعلانات بطاقة الناخب التي تثار الشكوك حول مصداقيتها وغيرها من الاعلانات قد رست ايضا على هذه القناة وبمبالغ تجاوزت المليار دينار .
هذه الصفقات كما ذكرت هي جزء من تحالف الحكومة مع القناة في مقدمة اسبابها ترشيح السيد مدير القناة للانتخابات الذي وعد بمنصب رفيع في الحكومة القادمة مع آمال تجديد الولاية الثالثة ، مع ان كثيرون نصحوه بالإبقاء على ماشيده من صرح اعلامي رغم المآخذ المثارة عليه ولا نعلم هل أخذ بالنصيحة كي لا يقع في مستنقع السياسة الاسن في العراق ام ستجرفه سيول إغراءات السلطة والمنصب.هذا باختصار سر العلاقة المريبة بين مفوضية الانتخابات وقناة الشرقية .