22 نوفمبر، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

الحلبوسي ..الطريق من الباقلاء بالدهن !!

الحلبوسي ..الطريق من الباقلاء بالدهن !!

نظرية في السياسة تقول “الحفاظ على السلطة أصعب من الوصول اليها” ، وهي نظرية من مخرجات التجارب العالمية ولسنا بعيدين عنها ، فقد شاهدنا منذ 2003 السقوط إلى أسفل السلم لشخصيات “تبؤات”، كما يقول عادل إمام، قمة السلطة ثم انحدرت إلى أسفله بلمح الصر أو بنفس سرعة الصعود !
في تجربتنا السياسية ، عادة مايكون الصعود صدفوياً أو ضربة حظ والأكثر مقبولية عن طريق صفقة سياسية كان السيد محمد الحلبوسي أحد مخرجاتها ليكون رئيساً لمجلس النواب العراقي.
ولا أشك بأن السيد الحلبوسي نفسه مازال مندهشاً من مجموعة الصدف والحظوظ والصفقات التي حملته من جلسة متواضعة في برنامج تلفزيوني ، أعتقد إن إسمه باقلاء بالدهن الحر ، إلى كرسي أعلى سلطة تشريعية في البلاد ، فيا لها من مشاغبات سياسية عراقية ، والسيد الحلبوسي نفسه كما ظهر في البرنامج ، لم يكن يعتقد لرمشة عين إنه سيكون ذات يوم في منصبه هذا ، فالرجل ظهر في البرنامج متوتراً بدليل إنه في غالبية وقت البرنامج كان متشابك الأصابع وحين وقف ، وقف ضاما يديه الى صدره ، وحين كان يحرر أصابعه ويديه من الخوف عليهما ، كان ينقر بأصابع يد على اليد الأخرى ، وهي في التشريح السايكولوجي من مظاهر التوتر العالية !
ولا اعتراض على الصعود الصاروخي للحلبوسي ، فعمليتنا السياسية مكتظة بالصواريخ التي حملت بائعي سبح وخضروات ومرضى عقلياً وأنصاف شيوخ ومدعي رجالات الدين الى كراسي ماكانت في أفضل شطحات الأحلام حتى !
هؤلاء هبطوا تهاوياً بعد أن صعدوا على أحصنة بازار السياسة العراقية ، وهي أحصنة غير أصيلة وممروضة بالطائفية والتصفيات والمال السياسي والبيع الحر في بسطة سياسية على أرصفة البلاد !
والسيد الحلبوسي بصغر سنّه العمري والسياسي تركبه أوهام القائد الأوحد ليخوض في أمواج صراعات سياسية ليس أهلاً لها لأنها بكل بساطة ليست برنامجاً عن طريقة عمل وجبة الباقلاء بالدهن الحر الشعبية !
الحلبوسي أصبح رئيساً لمجلس النواب لأن غيره أراد ذلك ، كما هو حال رئاسة الوزراء للسيد عادل عبد المهدي، مع الفرق بين الشخصيتين في الخبرة والتاريخ السياسي والكفاءة المهنية ، فتقمص الرجل الموقع وقرر أن يدخل الدهاليز ، على عكس السيد عبد المهدي الذي ينآى بنفسه ويترك القرارات للذين جاءوا به، لكن الحلبوسي نسي أسلحة هذا الدخول ، وللدقة فهو لايمتلكها لكي ينساها ، ووقع في محظور مغالط لنظرية ” الحفاظ على السلطة أصعب من الوصول اليها ” وها هو في طريقة لان يهوى من أعلى السلم بطريقة دراماتيكية ، هكذا أتصورها أنا ، وكان عليه أن يستمد الخبرة من أغنية ” لاتلعب بالنار تكوي أصابيعك ” ليحافظ على أصابعه النحيلة من التشوّه بلسعة نار ستبقى وسماً للذكرى !
قوى سياسية كثيرة ، بما فيها المعارضة لجلوسه الى رئاسة البرلمان ، تمنت له النجاح وإفساح المجال أمامه ليقدم شيئاً مختلفاً ، لكنّه في أكثر من مشهد وواقعة، كان خياره الخوض في “كلاسيكو ” الكبار بدل أن ينصرف لمهمته النبيلة كرئيس لمجلس النواب!
ربما سيخرج من الصراع ديكاً نافشاً ريشه ، وهو إحتمال ضعيف جداً فالديكة أمامه يصعب نقرهم بسهولة أو سيخرج منه منتوف الريش وهو الإحتمال الأقرب الى الحقيقة وعليه ان يتحمل النتائج !

أحدث المقالات