محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي ، في معاجم اللغة فإن معنى الحلبوس هو الرجل الشجاع الذي لا يترك شيئا إلا ويناله .
في عام 1981 وكانت الحرب على أشدها مع الجارة إيران ولد في الأنبار غرب العراق محمد ريكان حديد الحلبوسي ودرس الهندسة وتخرج من الجامعة المستنصرية وصار عضوا في مجلس النواب العراقي وعضوا في لجانه ثم محافظا للأنبار بعد تحريرها من داعش ونشط في إعادة توطين النازحين وتوفير الخدمات لهم وشرع في مهمة طويلة وعصيبة تمثلت في إعادة إعمار المحافظة وتوفير المياه والكهرباء والصحة والطرق والإتصالات وتأهيل المدارس والمعاهد والجامعات وسجل له نجاح يحسب له .
على المستوى الشخصي يجيء إسم الحلبوسي كلقب ملائما لطبيعة محمد الحلبوسي فقد كان يحصل على الشيء حين يقرر ولم يكن مترددا وكان يلح في طلب الشيء حتى يناله وهو ما حصل بالفعل فقد سعى للحصول على عضوية مجلس النواب وقد تحقق له ذلك ، وسعى للفوز بمنصب المحافظ في الأنبار وحصل له ذلك ، وأكد إنه سيكون رئيسا لمجلس النواب في دورته الحالية برغم كل ما تعرض له من تشهير وتعريض وتهم بالفساد وحصل على دعم أبرز القوى الشيعية والسنية والكردية في جلسة الخامس عشر من سبتمبر 2018 ليكون أصغر رئيس لمجلس النواب في دوراته الأربع وربما في تاريخ العراق السياسي ومنذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وحتى وقتنا الراهن .
فوز الحلبوسي بمنصب رئيس البرلمان يفتح الباب أمام سؤال كبير : هل بدأ عهد الشباب في إدارة الدولة لنغادر مرحلة الكهول من السياسيين المترددين أو الذين يبحثون عن تسويات في إدارة الأزمات ؟ هذا يبدو مؤكدا بعد الفوز الذي تحقق للرجل وثقة النواب به ، وقد تحدث في جلسة تنصيبه مؤكدا على المهمات التي تنتظره في المرحلة المقبلة وتوفير الخدمات للشعب وتنقية جهة البرلمان مما يوجه له من إنتقادات والتركيز على معالجة الأخطاء وتشكيل اللجان البرلمانية لمعالجة الخلل والسعي لضمان حقوق المواطنين العراقيين في الشمال والجنوب وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم ولأسرهم التي إنتظرت طويلا .
فوز الحلبوسي هزيمة للمحاصصة فبرغم إنه من السنة لكن غالبية من صوتوا له من الشيعة ومعهم الكرد والتركمان وبقية المكونات التي إختارت بقناعة ودون ضغوط ، وهنا سيكون على السيد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أن يركز على قطاع الشباب الذين يمثلهم وعلى دعم الصحافة وحرية التعبير وبناء الثقة أكثر بين مكونات الشعب .