18 ديسمبر، 2024 7:42 م

كثيرةُ هي خطابات العيد التي ألقاها رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم , وفي اغلبها توجيهات أكثر من كونها تعليمات ولكن اللافت في خطبة العيد الأخيرة والتي تطرق بها إلى تشكيل مجالس الخدمة في محافظة بغداد والمحافظات , وهو أمر ليس بالهين ويحتاج في البدء قاعدة بيانات لجمهور الحكيم نفسه والذي تراجع كثيرا لأسباب ليس محل بحثها ولكن ما يهمنا هو موضوع البحث وتشكيل مجالس الخدمة في المحافظات وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقفه جادة ودراسة في الآليات والوسائل ألتطبيقيه لهذا المشروع الضخم الذي يحتاج إلى خطه وقاعدة بيانات ومن ثم يحتاج هذا الملف إلى إجراء مسح ميداني للقيادات الحكيمية في مؤسسات الدولة ومدى تأثيرها على المجتمع أو داخل تلك المؤسسة , خصوصا ونحن نعلم أن هناك الكثير ممن اعتلوا المناصب باسم الحكيم وتنكروا بعد ذلك وهم كثر , بل كانوا وبالا وحجر عثرة في كثير من دوائر الدولة الأمر الذي سبب انعكاس في الصورة الكلية للتيار حتى أمسى عنصر طارد للمحببين والموالين في عموم محافظات البلاد , وهذا ما نتجت عنه الانتخابات الأخيرة والتراجع الملحوظ لتيار الحكمة إذ كان الحكيم يمتلك أكثر من ثلاثين مقعدا في حين لا يتعدى تسعة عشر مقعدا في البرلمان .

مجلس الخدمة ليس مكتبا عقاريا أو صفقة تجارية بل هو مجلس جماهيريا يعتمد وفق قاعدة ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ويعملون بكل جد وتفاني من اجل تقديم الخدمة لمواطنيهم , ويواصلون الليل بالنهار في عكس الصورة والنية الصادقة لقائدهم الحكيم , ويعملون بجد ومثابرة من اجل قضاء حوائج الناس ليس الحصول على صوت هنا وصوت هناك بل هو المبدأ الذي بني عليه التيار نفسه , وان يوضع على راس هذا المجلس شخصيات عرفت بورعها وتدينها بالافعال لا بالاقوال كي تنصف صاحب الحق لاصاحب العلاقة وان يتسم بالاخلاص في خدمة الجمهور والشعب المسلوب الإرادة وكيف كان تيارا جهاديا قدم عشرات الشهداء من آل الحكيم والمجاهدين في سوح الوغى وهم يقارعون النظام البعثي الفاشي والسؤال المهم المطروح هل يمتلك الحكيم الوسائل أو بالأحرى هل يمتلك تلك الضمائر التي تعمل بصمت وإيثار ؟!

أي مشروع سياسي أو جماهيري ينبغي أن يحمل أهم وسيلة وهي الآليات في تطبيق هذا المشروع ، ألا وهي الأدوات التي تحمل المشروع ومؤمنة به ، وتعمل وفق هذا الإيمان وتعتبره واجباً رسالياً تجاه القيادة والجمهور ، خصوصاً والجميع يعلم أن أصوت الناخبين لم تكن في أي انتخابات ملكاً للمرشح ،بل هي أصوات الحكيم أباً وعماً ، ولا فضل لأحد في هذه الأصوات ، والتي كلنا نشاهد كيف كان الحكيم يجري الجولات بين المحافظات قبيل الانتخابات لكسب الأصوات ، وكيف أن العشائر العراقية في الوسط وجنوب البلاد تعلن تأييدها لآل الحكيم ووفاءً لدماهم ، لذلك هذا المشروع لن يكتب له النجاح ما لم يكن هناك انقلاب داخلي في تغيير الوجود الكالحة في دوائر الدولة كافة ، والمنتمية إلى تيار الحكمة أسماً دون ولاء ، وهي تستخدم المنصب لإغراضها الشخصية ، وتستلم الامتيازات والرواتب العالية من مدراء عامون ومسؤولي أقسام وشعب والذي أمسوا ورم سرطاني يجب استئصاله ، وبناء جيل موالي مؤمن بما يعمل .