18 ديسمبر، 2024 7:07 م

الحكيم ومبدأ الاغلبية الوطنية

الحكيم ومبدأ الاغلبية الوطنية

قبل بدء الانتخابات بعدة اشهر وعمار الحكيم ينادي بالأغلبية الوطنية، فماهي الاغلبية الوطنية؟ ولماذا يجب ان تنفذ في الحكومة المقبلة؟، الأغلبية هي اشتراك كل الأطياف او المكونات بتشكيل الحكومة العراقية، وأهميتها تكمن في توفير الاستقرار الى العراق وتمكين الكل وانشاء خط معارضة صحيح يقوم العمل.

بعد اعلان النتائج وبدء سير التحالفات، اخذ الحكيم على عاتقه تطبيق ما كان يدعي به، فبدأ مستهل اغلبية بتحالف مع الوطنية و سائرون، بغية اكمال التحالف بالتحاق احد الاطراف الكردية وبعض قوى الحشد به، ومضى هذا التحالف على اتم وجه لغاية اواخر شهر رمضان، تحديدا عند ائتلاف سائرون مع الفتح ودعوة كل الكتل الى التحالف معهم، و بدء عمليات صلح برعاية العامري بين الصدر والمالكي، وهذا ما ينبئ بالعودة الى المربع الاول الكل يشارك في الحكومة والكل يعارض الحكومة، اي ان لا معارضة حقيقة ولا اغلبية وطنية قد تتحقق في حال تم عقد هكذا تحالف.

عوامل تنبئ بتشكيل حكومة ماضية على مبدأ المحاصصة المقيت، والسيطرة على الوزارة لتمويل الاحزاب التي فقدت الكثير من ترسانتها المالية في الانتخابات، متناسين الشعب الذي لن ويتحمل هذا الامر بعد الان، وايضا جاعلين كل كلامهم وراء ظهورهم مما يوضح ان شعاراتهم محض كذب وافتراء، ليست الا استجداء لعواطف الناس، وهذا لا تتوفر في حكومة الاغلبية الوطنية للتي ينادي بها الحكيم، حيث ان اهم شيء فيها هو ان يكون الوزراء والهيئات تدار من قبل اناس اكفاء وتكنوقراط قادرين على النهوض بواقع البلد المرير.

الكل شاهد عمار الحكيم في خطبة العيد، التي شدد فيها على حكومة الاغلبية الوطنية، وعدة انور اخرى ابرزها مطالبة بإلغاء تعديل قانون الانتخابات، ومطابقة 10%من الاصوات من قبل القضاء ومحاسبة المقصرين والمتورطين في استهداف نزاهة الانتخابات، التي ظهر فيها على غير عادته لم نشاهده بالزي الابيض الكامل، شدد بالقول مازلنا نعتقد ان الاغلبية الوطنية تمثل حلا واقعيا ومقبولا لبعض إشكالات النظام السياسي، حيث دعى الى عدم الاصطفاف الطائفي المذهبي او القومي الذي لا يوفر حكومة تلبي طموحات الشعب، الطامح بحكومة لا تمييز او تفرق بين احد وتوفر الخدمات للكل.

من الواضح ان خيار الرجل في عدم المشاركة في مثل هكذا حكومة، اصبح امرا واقعيا بعد خطبة العيد وقولة بعد ختام الكلام حول الاغلبية، اللهم اني قد بلغت….اللهم فاشهد، هذا ما يؤكد جدية تفكيره بالذهاب في الاتجاه الاخر من الحكومة المقبلة، لكن مازال امر عقد التحالفات بيده وخصوصا ان تحالف رئيس الوزراء لم يحسم امره لأي خندق يذهب، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان العبادي الطامع بولاية ثانية من الممكن ان يذهب للطرف الذي يلبي رغبة آيا كان، فكل هذه الامور تضع الحكيم في عدة حسابات اقربها المعارضة كي ينأى بنفسه عن مثل هكذا تشكيل لا يوفر الخير الى البلاد والعباد.

النتيجة ان دعوة الحكيم عمار لهكذا حكومة وطنية، تقطع الطريق على من يريد ان يشكل بها، او يدعي عدم تمثيل مكون على حساب الاخر، والاهم ان تشكل معاضة تقوم وتصحح عمل هذه الاغلبية كي تكون حكومة خدمة للشعب.