23 ديسمبر، 2024 6:25 ص

الحكيم وخطاب الزعامة..!

الحكيم وخطاب الزعامة..!

لم تكن خطبة الحكيم في العيد تقليدية، كما هو مألوف في هكذا مناسبات، فثمت تغيير ديناميكي في السلوك والخطاب ،فأنا اعرف الحكيم: ماذا يقصد، ولمن يحاكي، ولمن ارسل تحذيرات، وكيف ناغم البعض؟!

الرجل يعي ويعرف ما يقول، إذكانت خطبته تفاعلية، اكثر مما تكون انفعالية، فقد أوضح هوية تياره، وأسكت من شكك بمواقفه الوطنية والمذهبية، واعلن بشجاعة، انه “يقود” خمسة فصائل جهادية، في إشارة الى الذين لا “يمتلكون” إلا فصيلا واحدا، لكنهم يتصدرون الانتصارات بضجيج إعلامي، فيما يبخسون أدوار الاخرين.

دعى الحكيم أنصاره عدم الرد واضاعة الوقت، على من يستهدفونهم في مواقع التواصل الاجتماعي، في اشارة الى المالكي وأيتامه، الذين لا هم لهم ولا عمل لديهم، سوى تسقيط الاخرين وبث الاشاعات، ومحاولة اشغال الرأي العام بمواضيع ثانوية، في محاولة بائسة، لللتملص من الفساد والخيانة حيث أركسوا فيهما، ان كانت في هدر المال العام ونهبه، او في سقوط الموصل!

لعل الصراع الشرس، الذي تدور رحاه هذه الأيام، في أروقة حزب الدعوة على الزعامة، وقرب اعلان تشكيل فريق العبادي؛ جعل الحكيم يلمح للعبادي: أن عليك ان تتخلص من الذين تسببوا في خراب العراق، والذين يعيقونك، ويحاولون افشالك وابعادك عن حلفائك الطبيعيين.

نعم اعلن الحكيم في خطبته وبشجاعة، عن تشييع التحالف الوطني الى مثواه الأخير، معلنا بدأ العد التنازلي في تشكيل تحالف شيعي قوي، ركائزه ” الحكيم والصدر والعبادي” ، و”بدر” ليست بعيدة عن هذا التحالف إن لم تكن في صلبه، يؤكد ذلك الصف الأول من المصلين خلف الحكيم في العيد، كما من سيلتحق مع هذا التحالف، سيكون مرحب به أيما ترحيب، لا سيما أن المعلومات تشير، الى ان قوام ذلك التحالف، سيصل ١٢٠ نائبا، في اولى اعلانه المرتقب!

في خطبة العيد المهمة، ناغم الحكيم ايران بشكل واضح، في أشارة الى ان مشروعه لا يتقاطع معهم، وان من حاول ايجاد فجوى بين تياره وايران انكشفت مشاريعه الخاسرة، و أن الوقت قد حان لأيران، أن ترمم العلاقة مع حلفائها التأريخيين المجربين، وان تعرف من لها ومن يستغلها، ودعاها بشكل واضح ان تنفتح وتتفاهم مع الدول الاقليمية، التي لديها مشاكل معها.

لقد كان الحكيم قاسيا مع امريكا في خطابه، وأرسل لها إشارات واضحة قوية، منتقدا مواقفها المرتبكة المتذبذبة، وخاصة رده القاسي، على تصريحات المرشح الأمريكي الرئاسي الجديد، التي تجاهل فيها العراق كوطن وشعب.

قضايا المنطقة، من سوريا والبحرين واليمن والكويت لم تغب عن خطابه، وهو بذلك ينطلق من القيادة الى الزعامة، والرؤيا الواسعة التي يحملها، جعلته يصل لتلك الزعامة المبكرة، التي ستضاعف حلفائة وتعاضم جمهوره، وتجعل حجم استهدافة كبير.

ما ينتظر الحكيم هو المضي بخطاب الصدمة، والتغيير الملحوظ في سلوكة السياسي والاجتماعي، وأن يعي جيدا، ان قوة البندقية ستلازم قوة السياسة، خلال السنوات العشر المقبلة.