19 ديسمبر، 2024 1:13 ص

الحكيم والصدر ان رميا طوق النجاة ل(المالكي) !

الحكيم والصدر ان رميا طوق النجاة ل(المالكي) !

خارج جميع التقاطعات والتجاذبات الجارية في اعقاب (الإنتخابات) , وما يثار عنها من اتهامات بالتزوير تبدو مبررة , ننتظر اعلان نتائجها , لنقف على حقيقة جوهرية تتعلق بمستوى ادراك الشعب العراقي لمصالحه, ومدى نجاحه في اختيارممثليه!

لانريد هنا (لفلفة) الحقائق على الأرض , بل نستهدف طرحا صادقا صافيا يتناسب مع خطورة الأوضاع القائمة والمنتظرة أيضا !

على افتراض فوز متقارب, او بفارق ضئيل لكل من المتنافسين الرئيسين (الحكيم) و(المالكي) مع احتفاظ (الصدر) باصواته.. كيف يمكن حيازة حكومة متوازنة ,تحقق الأهداف الوطنية العامة ,المتمثلة بوحدة البلاد و الأمن والبناء الإقتصادي والإجتماعي ؟

يجب ان لانغمض أعيننا عن الحقيقة الواضحة ,في ان (المالكي) قد خسر المنازلة, رغم ماقد يأتي به من اصوات تتفوق على اصوات (الحكيم) و(الصدر) بعشرة او عشرون او ثلاثون.. وقد يتحقق هذا الفوز من خلال جملة من العوامل الأساسية :

1: الإقتراع الخاص للمؤسسة العسكرية والأمنية , وتعدادها حوالي مليون منتسب .

2: الحملة الدعائية واساليب الترغيب .

3: اعتماده امكانيات الدولة وعناصرها, في المفاصل التنفيذية  ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين, وخاصة البسطاء منهم .

4: الإفادة من الظروف الأمنية الإستثنائية للحرب القائمة في المنطقة الغربية .

 (الماكي)  خسرها , ليس بالمعنى العددي , وانما بسقوط تجربته في ادارة الدولة والمجتمع ! وهذا قد تمثل برفع شعار (التفيير) الذي اعتمدته كافة الكتل السياسية  ومن بينها كتلة (المالكي) نفسه! لأننا وغيرنا نعلم علم اليقين, باستخدام السيد (المالكي) مؤسسته السرية والعلنية ,عبر وسائل صارت مفضوحة لإستمالة الناخبين ..وسقطت تجربته  بسبب من أساليب الإدارة ,ذات الطبيعة الفردية, مع فقدانها الأسس الموضوعية والعلمية لإدارة دولة مثل العراق! على أن لاننسى  مستوى وحجم التقاطعات السياسية , من اطراف معارضة (المالكي) سواء في (المنطقة الغربية) من (العراق) أو في انحاء اخرى ..ولكنّه على أية حال, قد فاز بالأصوات الأعلى ..غير ان هذه الأصوات لاتتيح له الإضطلاع بدورة ثالثة لرئاسة الوزراء , مالم يتحالف مع (الحكيم) و(الصدر) !

السؤال..هل يتحقق له ذلك ؟..مراقبة التحركات الجارية ,عراقيا وايرانيا, ودوليا , تؤكد ان هذا الأمر سيتحقق !

وذلك مايصدم الملايين الذين لم يصوتوا ل(المالكي), وصوتوا لغيره من الكتل وفي المقدمة منها كتلة كل من (الحكيم)و(الصدر)!

المثير في كل هذا , أن التسريبات الطافية, تشير الى أن تحالفا سيتحقق بين (الحكيم) و(المالكي) و(الصدر) ! بالرغم من العقبات التي تعترض هذا التحالف..فاذا صح هذا الأمر, وتولى (المالكي) رئاسة الوزراء ثالثة ,فان البلاد سوف لن تخرج من مشكلاتها الحقيقية القائمة, المتمثلة في الفشل الحكومي, والتقاطع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ,وبقاء الفاسدين والمفسدين بنهشون المال العام, والهدر في امكانيات الدولة ,وتكريس ثلة  من القضاة المؤتمرين باوامر السلطان ,من دون تطبيق حقيقي للعدالة , كما سيبقى اعداء استقرار الدولة والمجتمع في غيهم يعمهون , وسيكرس أيضا النفوذ الإيراني الذي قال عنه باقر جبر بتاريخ19/5/2014 “انه مع نفوذ دول اخرى بمستوى 50% من المؤثرات في الوضع الداخلي العراقي ومنه الإنتخابات الحالية” ! فيما سيهرع من يتضرر من عدم العدالة من الفئات الأخرى , والحالمون الطامحون الى السلطة والنفوذ, الى الإرتماء مرة اخرى في أحضان دول معادية تأريخيا ل(العراق) .. ولايسرها رؤية عراق معافى, وأعني بها كافة دول الجوار الإقليمية , نظرا لدوافعها التأريخية ,مضاف اليها رغبتها في الإستئثار بالمنافع الإقتصادية العراقية ..من خلال الإعتماد على شخصيات معينة , اتضحت علاقاتها بهذه الجهات ..ولو كانت الدولة العراقية ,على هيبتها وقوتها ,كما كات في مراحل سابقة مختلفة , لما تجرأت اي من هذه الدول على الـتدخل السلبي في الأوضاع الداخلية ,الى هذا الحد من الإستهتاربمعايير ومقاييس دولية اقرتها شريعة الأمم المتحدة, واعتبارات الدين والتاريخ المشترك!

وفي هذا سيكون الشعب العراقي حاله حال ( ابو زيد الذي غزا وكأنه ماغزا) !

المعنى النهائي ..فيما لو رمى(الحكيم) و (الصدر) طوق النجاة ل(المالكي), انطلاقا من سياسة (محاور المكونات) ,وبضغوط ايرانية ! سنعود الى ذات الإسطوانه المشروخة, والدوّامة التي لم تنتج لنا غير الدماء البريئة, وهدر الثروة الوطنية, والإستحواذ على المال العام , وتنامي اعداد الفاسدين ! وتلك مصيبة جديدة من مصائب هذا الزمان, تقع من جديد على رؤوس العراقيين, الذين ستتحقق لهم خيبة مابعدها خيبة ! باضافة أربع سنوات اخر ى, يرأس خلالها السيد (المالكي) وزارة (توافقية- تشاركية) , تبنى أسسها على تقاطعات وتناقضات محلية ودولية ,,نقول هذا بسبب من ان “الكتاب يقرأ من عنوانه”!  فما بالك وقد حفظناه عن ظهر قلب ” ؟, ونحن نظن أن ليس بمقدور (الحكيم) و(برنامجه) ,ولا (الصدر) وتياره الواسع, الذي سمعنا منه الكلام مقترنا بافتقاد الفعل في الوقت الضروري لتنفيذ هذا الفعل ! لا هذا ولا ذاك سيكون في مقدورهم  اصلاح او معالجة حجم الخطايا والإرتكابات خلال السنوات الثمان الماضية :

ونسأل..هل باستطاعة (الصدر) و(الحكيم) فيما اذا تحالفا مع (المالكي) ان يحققها:

آ: ارساء العلاقة بين العراق و(الأقليم) على الأسس القانونية المنصفة لكلا الجهتين الوطنيتين, من دون مغالاة او مبالغة.

2: وقف حرب (الأنبار) ؟

3: اعتماد مبدأ اسناد المهام للتخصصين الوطنيين المستقلين من دون عضوية أحزاب متنفذة ؟

4: اخضاع القوانين الإجتماعية وقبل ذلك الإقتصادية الى المفاهيم المعاصرة في بناء المجتمع ؟

5: حل الميلشيات وفي المقدمة منها (ميليشياتهما) !

6: محاكمة كل من اثيرت حوله الشبهات مهما كان موقعه وقربه من مؤسسات الرئاسات ؟

7: صياغة العلاقة مع (ايران) على اسس الإستقلالية , ومباديء حسن الجوار فحسب , وانهاء مؤثرات الثقة الإيرانية من أن “العراق حديقتها الخلفية “!

8: اعادة النظر في(الدستور) ؟وتنقيته من (الألغام) الموضوعة بين سطوره ,التي  صيغت بايحاءات من قبل المحتل !

..وبذلك سيجد (الحكيم) و(الصدر) أو أحدهما, ان متمنياته في التقويم والإصلاح , لن تتحقق مع وجود (المالكي) ! ومن الطبيعي ان ابتعدا عن (المالكي) , سوف تتجه بوصلة مواقفهما الى اتجاهات اخرى, هي غير الحلف (المالكي الحكيم الصدر), وبهذا سنعود الى ذات الأوضاع التي جلبت الويل والدمار ل(العراق) !

ليتفق (المالكي) و(الحكيم) ,فليس بمقدورهما  التقدم بخطوات واسعة للإصلاح , ما لم يتحالف معهما (الصدر) ..أما بشأن (متحدون) وبقايا (أشلاء علاوي) , والتجمعات المفرّخة عن (العراقية), وغيرها من القوائم الممثلة للمكون السنّي ..فهذه سوف تبقى أسيرة البحث عن منفذ تطل به على المجتمع , ولن يكون لها غير المماحكات والتقاطعات فيما بينها, متوسلة الكلام, من دون فعل يستند الى الرؤية السياسية الضامنة لمصالح هذا المكون, وضرورات حفظ وحدة البلاد, حيث سمعنا الكثير من الأصوات التي لم تأت بجديد مفيد ! كما ان رائحة المنفعة الزاكمة, قد فاحت ,ومن بينها دعوات غريبة الى الأقلمة وقطع المياه ,وما الى ذلك من معتمدات الحرب الكلامية !

اذن ..على السيد (الصدر) التفكير مليا ,قبل رميه حبل النجاة للسيد (المالكي) ..وهو لايتجاهل بالطبع أن هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ (العراق), ستفرز من هو الى جانب الشعب العراقي ,ومن هو مع اعداء وحدته وقيام دولته الحديثة , حتى وان كانوا شريحة من ذات مكونه المذهبي ! فالوطن وقضاياها قبل اية مذهبية او عرقية, فلا عقيدة مذهبية اوثقافية من غير وطن !

واذا كان (الصدر) قد اتخذ موقفه الحاسم في تأييد تسلم (المالكي) رئاسة الوزراء في المرحلة الماضية, فان ذلك كان بدوافع العاطفة المذهبية , مقترنا بضغوط ايرانية الى جانب متمنى الحفاظ على وحدة الموقف الشيعي , في ظل ظروف استثنائية سادت البلاد! وقد يقول قائل , ان كل تلك المبررات لازالت قائمة , لم الإعتراض على تولي (المالكي) رئاسة الوزراء ,لأربع سنوات جديدة يختتم او لايختتم بها اثنى عشر عاما ؟

الإعتراض ايها السادة , يكمن في حقيقة ان هؤلاء السادة العشرون او الثلاثون, الذين يراد لهم التناوب على حكم (العراق) ليسوا منزلون من السماء ! ولايختزل (الشيعة) أو السنة  بهم , فهناك غيرهم من الوطنيين العراقيين, لهم الحق ايضا في حكم (العراق) ! سواء من خلال المراكز الرأسية او المفاصل  التشريعية والتنفيذية والقضائية , فلم يكن عبد الكريم قاسم مثلا ممثلا ل(الشيعة ) او (السنّة) , كما لم يكن احمد مختار بابان ممثلا لأحد , ولم يكن نوري السعيد ممثلا لأحد أيضا ,ولم يكن نجيب الربيعي, او خالد النقشبندي, او محمد مهدي كبة, ممثلون لأحزاب , بل كانوا وطنيون, لهم اتجاهاتهم الفكرية وانحداراتهم المتعددة , ولكنهم عملوا من دون تحزب ,أوتسلط حزبي ,روع الشعب العراقي , ووضع العقبات في طريق وحدته وتطوره , او نهب المال العام او هدره !

ان فعلها (الصدر) هذه المرة , فعليه ان يتذكر ان” المؤمن لايلدغ من جحر مرتين”! والشعب لاينسى على الأخص في مثل هذه القضية ,المتعلقة بدماء ابنائه الأبرياء , وثرواته الوطنية المهدورة , وعلى جميع السياسيين, الذين يحترمون شعبهم, ان يقفوا وقفة شجاعة, لإنقاذ هذا الشعب ,من ما هو فيه ,من دون اية مجاملات لاتستقيم مع الحق ومصالح البلاد ,وان ماتمتعوا به من مواقف شعبية مؤيدة ,كسيت دوافعها بعاطفة عرقية او مذهبية, سوف لن تبقى حبيسة ثقافة تقليدية ,تفرق ولا تجمّع ,ولاتنسجم مع مباديء الإسلام الحقيقي ,ورسالة الرسول الكريم (صلعم), وقيم امام المتقين علي بن ابي طالب (ع), الحاضّة على العدل وتنزيه النفس البشرية عن اهوائها !

على أننا نجد  في مواقف الرأي العام, ووسائل اعلامه المستقلة, تصديا مقترنا بروح عراقية تستهدف التقويم والأصلاح والتغيير الحقيقي, الذي طالبنا وطالب الشعب به ,والذي لايمكن ان يتحقق من دون رحيل االشخصيات التي اخفقت في قيادة البلاد خلال ثماني سنوات مضت, لايجرب بعدها المجرب , وقد أبانت شمس الحقيقة كل غموض !

ورورد الكلام ..

في (البغدادية) ..

لست من مؤيدي (الببغروندا) الفائقة, التي اتسم بها برنامج (ستوديوالتاسعة) , ولكنني اجد نفسي حريصا على حضور حلقاته اليومية , ليس من باب (التفرج المؤلم) على فضائح الطبقة السياسية , أو للباقة السيد انور الحمداني,أو تكرار مفرداته, بل لأنني اعتبر هذه الممارسة, فتحا جديدا لجهة صياغة اعلام  استقصائي حر مستقل ,  وماعانته (البغدادية)  من عسف وتعديات وقصدية, تجاوزت المعايير الإعلامية يؤكد تأثيرها لدى المتلقي وقبل ذلك نزول مادتها الاعلامية رأس المسؤول الفاشل مثل صواعق!, وقد كنت اول من كتب مناصرا (البغدادية) من دون اي اتصال مباشر مع ادارتها , وما يؤيد ذلك ان السيد عون الخشلوك, قد اتصل هاتفيا ذات ليلة بعد عامين من تلك الكتابات , يسأل ولدي رغيد ,”هل فلان حقيقة والدك” ؟ رغم ان ولدي قد عمل بمفصل هام في (البغدادية) في لسنتين قبل هذا السؤال . غير ان مذاكرات قد جرت بيني وبين الأديب الصديق عبد الحميد الصائح في وقت سابق حول نهج (البغدادية) !

الا انني لا أمنع نفسي من القول “ان للحرية الإعلامية حدود ينبغي عدم تجاوزها” , من اجل ان لاتصبح هذه (الحرية) التي دفعنا ثمنها شقاء ودماء وتضحيات وفقر ومعاناة , نصف قرن من الزمن ,ممارسة مدانة مهنيا, ولكي نراها مشعّة في عيون الجماهير, تفتح لهم متمنيات آمالهم ,لا ان نراها اسيرة المجاملات ,ومنح الألقاب جزافا , بدواعي الصداقة , التي لاتستقيم مع التوصيفات الحقيقية ..و أتذكر جيدا ان المذيع المعروف مشتاق طالب, كان قد اقترح (البث الإذاعي المباشر) في اذاعة بغداد, خلال السبعينيات ,(كما اظن), وقد كلف شخصيا بادارة وممارسة هذا البث , وحدث ان وجدته يوم الإفتتاح قلقا ,يلتهم الكثير من السجاير ..وعندما سألته مالك ؟ قال” انه امتحان صعب ! فانا و(المايكرفون) في مواجهة الناس” اذن انها مسئولية عن كل لفظ وكلمة ! وليس بالأمر الصائب الحديث في الفضائيات كما نتحدث في جلساتنا ! فعندما يقول مذيع “ان الأبطال المعارضون لنهج (المالكي) هم اربعة من الزملاء” ويذكر اسماؤهم فأن ذلك يجانب الحقيقة ! ويغمط نضال الكتاب العراقيين , فهناك العديد من الكتاب الذين قدموا ارواحهم , وكان على زميلنا العزيز ان لايختصر مقاومة الفشل والفساد في اربعة من الزملاء,و

ان يعود بذاكرته القريبة قليلا, او يستعين ب(محرك البحث), ليعرف ان كتّابا كبارا ,كتبوا فاضحين ومعارضين منذ السنوات الاولى على الاحتلال الغاشم ,وقد ملئوا ملايين الصفحات قبل ان يباشر زميلنا الشاب (الحمداني ), تسديد قذائفه ب(المليان) !

مجرد لسعة)  بريئة المقاصد !)