23 ديسمبر، 2024 12:08 م

الحكيم والسيسي: زعيمان في الوقت الأضافي

الحكيم والسيسي: زعيمان في الوقت الأضافي

الحياة: عبارة عن مباراة لكرة القدم، فيها لاعبين اساس، وآخرين إحتياط، وجمهور يشجع أحد المتنافسين، وآخر حضر للفرجة فقط، وثالثٌ لم يحضر، ظناً منهُ أنهُ لا يملك من الأمر شيئا…
تبدأ المباراة، لها زمن محدد لحسم النتيجة، ولعل أكثر الفريقين استعداداً، تواجههُ ظروفاً أصعب، مع ذلك ففي المعتاد، أن الفريق الذي يمتلك لاعبين محترفين، يستطيع حسم المباراة في ثواني، قد تكون جائته من الوقت المضاف بدل الضائع…
هذه حياتنا بصورتها المبسطة، حياتنا في كل جوانبها، عبارة عن مباراة لكرة القدم، لكنها مباراة كبيرة ملعبها الكون، ثم تصغر فتصغر حتى تنحسر، في لاعبي القرارات السياسية فقط، فهم اللاعبين الاساس فيما يجري ويدور من أحوال الناس والجمهور…
في رحلتهِ الأخيرة إلى الدول العربية، في الجانب الأفريقي، أحدث الحكيم قفزة نوعية، بل طفرة سياسية تكاد تقلب الأوضاع في الشرق الأوسط، إذا لم نقل العالم، خصوصاً ان الرحلة حصلت على ترحيب كبير، وقبول أكبر مع مَنْ إلتقى بهم الحكيم وحاورهم، وفي مقدمتهم الرئيس السيسي…
الآن مع موعد إقتراب نهاية داعش، في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت الأضافي بالتحديد، ماذا سيُحدثُ هذان الزعيمان؟ وبالمقابل ماذا سيفعل حلفاء داعش وأنصارها؟ أو بمعنى أدق ماذا سيفعل مؤسسوها وداعموها؟ وما هي خطوتهم القادمة؟
أتوقع أن اللعب على المكشوف، سيكون لغة الحراك القادم، إيران وكوريا الشمالية سيكونان الهدف المباشر، لكن من الداخل وليس من الخارج، فسوف تبدأ الماكنة الإعلامية بزرع إنعدام الثقة، في قلوب الشعبين والجيشين(الايراني والكوري) بقياداتهما لدى البلدين، وخلق أزمة أمنية داخلية، في عواصم البلدين، وكذلك المناطق السياحية فيهما بالتحديد، وهذا الكلام سيشمل مصر بكل تأكيد…
سيكون للحكيم دور فاعل وكبير في الأحداث القادمة، لما يشغلهُ العراق من موقع جغرافي مهم، ووضع سياسي وعسكري بشكلٍ أهم، وللحكيم برنامج كامل ورؤية متكاملة، جائته عن طريق رسم مشروع كامل، ورثه من أجداده، فهو يمشي بخطى ثابته، نحو هدفه المعيَّن والمحدد…
أما السيسي فأعتقد أنهُ بعد لقائهِ الحكيم، بدأ يفهم اللعبة جيداً، خصوصاً بعد زرع الثقةِ بينهُ وبين الحكيم، من خلال توضيح الحقائق وفهمها بشكلها الصحيح، وما قدمهُ لهُ الحكيم من مقترحات بنائه، في توطيد العلاقة بين مصر والعراق ورسم ملامح المستقبل للبلدين…
بقي شئ…
أعتقد أن الزعيمين سيضعان مصالح بلديهما في المقدمة، بعيداً عن حسابات دول الخارج وصراعاتها، خصوصاً(إيران والسعودية).