“سأفتح شباكي لجميع رياح العالم ….لكنها لا تستطيع أن تقتلعني من جذوري. المهاتما غاندي).
المهاتما مفردة هندية تعني…. النفس الكبيرة.
غاندي وهو رجل هندوسي تأثر كثيراً بشخصية (الحسين بن علي بن أبي طالب ع)،فأخذ منه صفة النفس الكبيرة التي تعيش الثقة وعدم الحقد،لذلك لقبه الشعب الهندي بالنفس الكبيرة،دون أن يطلع على وصف أديب
” الطف” لأبي الأحرار الحسين ع (ووجدتك النفس الكبيرة لم تكن ….حتى على من قاتلوك حقودا)!.
صفة عدم الحقد ….منحت غاندي زعامة الهند المتناحرة طائفيا (سيخ ـ هندوس ـ مسلمين ) فلم تشهد الهند قبل غاندي زعيما متفق عليه.
بالأمس ظهر السيد “عمار الحكيم” يتحدث عن رغبة “المملكة العربية السعودية” الاستثمار في العراق.
الحديث لا قي استحسان البعض واستهجان البعض الآخر.
كنت أتابع بعض تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي المستهجنة،فوجدت جمهورها ينقسم إلى ثلاث ” مثقف دون وعي” وآخر ” لا يبصر سوى أيدلوجيته”و “مأجور بوصلته رزقه”،لن أخاطب الثاني والأخير،وسأكتفي بالدعاء لهم وهو اضعف الأيمان ،وسأخاطب الصنف الأول.
قد يبدو مصطلح “ثقافة دون وعي” غريباً على مسامعنا،لكنه واقع موجود لمسته عبر كثير من الحوارات مع ألقاب علمية ورجال دين ومجاهدين وسياسيين، والدليل بوجود المصطلح …. أننا برغم عدد القيادات السياسية والزعامات ورجال الفكر والمثقفين ….الخ، لم نستطع الاتفاق على مصلحة العراق،وسأسوق لكم مثلا بسيطاً وهو ” أن اختلافنا افسد ود قضيتنا”،وأوصل البلاد إلى “حافة الهاوية”.
السعودية بلد عربي وجار للعراق بحدود كبيرة،وهو من الدول العشرين الصناعية،ويمتلك خزين مالي يقدر بـ (528 ) ألف مليار دولار،شهدت العلاقات معه اضطرابات متعددة،لأسباب كثيرة ليس مجال ذكرها بتفصيل،لكنها تتمحور حول زعامة العرب.
بعد العام (2003) دخلت في صراعات بمناطق مختلفة من اجل تحقيق تلك الزعامة (سوريا ـ لبنان ـ العراق ـ اليمن)،وفشلت في تحقيق أهدافها عسكرياً.دفعها في ذلك سببين “عقلية البداوة”و ” المؤسسة الدينية الوهابية المتطرفة”.
ولعل أهم ما خرجت به القيادات السعودية الحالية من تلك الصراعات أن أمريكا ليس بمقدورها فعل كل شي،وان هناك متغير جديد في المنطقة والعالم يحتاج إلى تغيير “بيادق” اللعبة!.
السعودية بحاجة إلى مخرج من مآزقها،سيما المأزق اليمني بأسرع وقت،بعد أن علمت نية أمريكا سحب قواتها من العراق والمنطقة والاكتفاء بتسليح حلفائها،بعدما تأخرت كثيراً عن منافستها الصين اقتصادياً بسبب فلسفتها العسكرية وصراعاتها الخارجية،وليس هناك أفضل من العراق اللعب بدور الوساطة بين جميع أطراف النزاع السعودي بدءاً بـ (سوريا واليمن ولبنان وانتهاء بالجمهورية الإسلامية الإيرانية).
استثمار فرصة المتغيرات الجديدة لخدمة المصالح العراقية،جعلت الحكيم يسارع إلى مخاطبة “المصلحة العامة” كعادته،وان كلفه ذلك خسارة سياسية،فقد عهدتاه مخاطب للمصلحة العامة دون الرأي العام،كما يفعل غيره،سيما في مواسم الانتخابات،واجزم أن بعض مقربيه عًد ظهوره بهذا التوقيت والحديث بتلك الصراحة هفوة سياسية،لكن قراءة الحكيم ستكشف الأيام دقتها وان نالت منها سُحب “الجيوش الالكترونية”.