توجد في كل مناحي الحياة المختلفة حالة من التقاطع، لكن في مجال السياسة تكاد تكون التقاطعات السمة العامة، بسبب إختلاف الرؤى والأفكار، ووجود تيارين مختلفين، أحدهما ينتهج سياسة الاخلاق والوطنية، والآخر ينتهج أخلاق السياسية٠
هذه الفرضية في الواقع العراقي أشد غليانا، من أي بلد آخر، نتيجة انعكاسات الموقع الجغرافي، ورغبة المحاور الاقليمية بالهيمنة على مصدر القرار السياسي، والتنافس الحزبي المفتقر لأبسط قواعد الشرف٠
طبعا هذآ لايتماشى مع تطلعات السيد الحكيم، الأمر الذى يجعله يسبح عكس التيار، لغرض تأسيس مرحلة جديدة،مما يجعله يتجاوز الخطوط الحمراء، رغم أن مهمته صعبة، نتيجة سطحية الثقافة المجتمعية، الواقعة تحت تأثير الإعلام المبتذل، والظمائر الميتة٠
البعض يتساءل عن أخطر هذه الخطوط نستعرضها باختصار، ونترك الخوض في المسميات، لحساسية الأمر٠
إن أخطر هذه الخطوط هي إرادة السيد الحكيم، الساعية لاجهاض دور المحاور الاقليميه، في زج العراق في قظية الصراع الدائر بينها، وما يزيد الأمر تعقيدا على هذه المحاور استناد السيد الحكيم لرؤية المرجعية، في هذآ المجال بل في كل المجالات، التي من شأنها صيانة سياسية البلد من التدخلات الخارجية، وهذا ما يلمسه المتابع لشريط الأحداث، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، أن القوى السياسية تعتمد أسلوب المراوغة، في بقاءها على الساحة السياسية، والتي ربما تخش، كشف الاعيبها من المعارضة، بالصراحة التي تنتهجها مع الشعب، وهذا حق مشروع لإثبات الوجود، والاتصبح عديمة الجدوى، يضاف الى ذلك ذلك ان الحكومة لم تفرض هيمنتها على الوضع الأمني، على العكس تماما فالميشيات هي صاحبة القرار، ومن كل الأطراف،الأمر الذى يرفضه الحكيم، والذي نفض عباءتة عن كل ما يتناقض مع شعاراته، ومتبنياته الفكرية، خصوصا بعد إعلان المعارضة، واصراره على النجاح، مما يخلق له جو من العداء السياسي، من خلال الكثير من التقاطعات، لإن الاداء الحكومي مرسوم دائما من خارج الحدود، وباملاءات مذلة اعتادت عليها الطبقة الحاكمة، وهذا يفسر سر التصالح مع قتلة الشعب العراقي، كل هذه الأمور تشكل خطوط حمراء، أمام حركة السيد الحكيم٠
الطامة الكبرى أن القليل من يدرك مايجري خلف الكواليس، بسبب الزخم الاعلامي الموجه ضد السيد الحكيم، بدون تحريك العقل لمعرفة دوافع هذآ الاستهداف، من قبل البعض، وإلا لنفكت شفرة كثير من التساؤلات، طبعا هذا بسبب تصحرالوعي عند البعض، فهل تلعب تراكمية الاحداث دورها، لتعبيد الطريق أمام حركة السيد الحكيم؟