رغم أن الحياة السياسية متقلبة في العراق، إلا أن الأحداث تتسارع بشكل يجعل الإنتخابات أمراً حيوياً لابد منه، لتصحيح المسار الديمقراطي للعراق..
تكمن أهمية هذه الإنتخابات، في قدرتها لتشكيل حكومات محلية تعكس إرادة الشعب، وتعزز المشاركة السلمية كوسيلة لتحقيق التغيير الإيجابي، لأنها أتت بعد إنقطاع دام عشر سنوات، عن آخر عملية إنتخابية لمجالس المحافظات.
تُعزى ضرورة المشاركة الواسعة في الإنتخابات، لقدرتها على تحديد مستقبل البلاد بشكل ديمقراطي ومستدام، ويظهر ذلك جلياً في تجربة العراق الحديثة، حين لعب الشيعة دوراً أساسياً، كأحد المكونات الرئيسية في هذا البلد..
من جانب اخر فلا يمكن إنكار أن السيد عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني، قام بدور بارز في الحفاظ على حقوق الشيعة، ورغم تحديات إنتخابات 2021 ونتائجها، وما رافقها من أحداث راح تياره ضحيتها وتم إهدار أصوات كيانه، لكنه استمر في الحث على تعزيز مشاركة جمهورة في يوم الإقتراع.
من خلال تنفيذ برنامج إنتخابي جماهيري في ملعب الشعب ببغداد، حضره جمع للقيادات التنظيمية لتيار الحكمة، أكد الحكيم على “إن ثورة الإعمار والخدمات، والتنمية الشاملة في المحافظات لا تتحقق بالأمنيات والشعارات وإنما: بالتكاتف والتعاون، و تكاملية الأدوار، و توزيع المهام، وتوحيد الرؤية والموقف، وبالشعور العالي بالمسؤولية”
هكذا كان خطاب الرجل موجهاً بشكل شفاف وواضح إلى جمهوره، بعد أن ختم الخطاب بذكر غزة وصمودها بوجه الكيان المحتل، حين قال “إن الفيتو الذي أستخدمته الولايات المتحدة الأمريكية، على مشروع قرار لإنهاء الحرب في غزة في مجلس الأمن، كان خطوةً مؤسفةً ومدانةً أظهرت إنحياز الولايات المتحدة، غير المبرر وغير المقبول لصالح إسرائيل، وتركت الشعب الفلسطيني ينزف هادراً، وستتحمل المسؤولية التاريخية عن ذلك” هذا ما حثهم عليه الحكيم، وعاد ليؤكد لهم أن الأوطان لا تبنى والبلدان لا تتعمر، والشعوب لا تحيى بحرية.. إلا بالمشاركة الفاعلة بيوم الإنتخاب.
أظهر الحكيم التزامه بأطر الديمقراطية، وتحفيزه لجماهيره على المشاركة، يعكس هذا النهج وإرادته في تحقيق تغيير إيجابي، ورفض محاولات التقزيم للدور الشيعي في المشهد السياسي، من بعض الأطراف التي تحاول تنصيب نفسها ولية على شيعة الوسط والجنوب!
بإعتبارنا اليوم على عتبة الإقتراع، فإن الحكيم وأتباعه وكما يبدو على عتبة النصر، وهنا يبرز دوره كشخصية تؤكد على الإنتخابات ودورها في تحقيق إستقرار العراق، والحفاظ على حقوق جميع المكونات، وأن “رد الإعتبار” ليس مجرد شعار، بل رؤية تعبر عن التزامه بتعزيز المصالح والحقوق لبناء مستقبل ديمقراطي ومزدهر.
تتجلى أهمية هذا النهج في تعزيز فهم عميق للمشاركة السلمية وتحقيق التوازن بين المكونات جميعها، ويظهر الحكيم كقائد يعتمد على العمل السياسي البناء، ويشكل نموذجاً لتحقيق التغيير الإيجابي، في إطار ديمقراطي قوي.