لا زالت منذ سنوات والى اليوم مستغربا , لماذا رفض شعب منطقة وسط وجنوب العراق مشروع اقليمهم الذي تقدم به السيد عبد العزيز الحكيم ؟ المشروع لم يقدم نظريا وانما قدم بالفعل والالية وكان يرى فيه الخلاص من كل مصادر الشر لذلك اصرت كتلته ان تدخله كمادة اساسية في كتابة الدستور وتجعله هدفا ينتظر التنفيذ , لكن الغريب بالامر موجة السخط والرفض التي وقفت كعائق امام تنفيذ المشروع من قبل قادة احزابنا وكتابنا ومثقفينا متاثرين بالماكنة الاعلامية لسيايو المنطقة الغربية بان هذا المشروع سيقسم العراق ويربط المنطقة بايران بل وجه اتهام السيد الحكيم بانه ينفذ اجندة لمشروع ايراني , واصبحت هذه التهمة الباطلة حديث للشارع بل انا سمعت ورايت اناس يسبون ويشتمون علنا … الزمن كفيل بكشف الحقائق فهاهم من رفض المشروع وادعى الوطنية بالامس اليوم يطالبون باقليم سني بكل وسيلة وطريقة حتى ان سياسيهم وشيوخ بعض عشائرهم رموا انفسهم في احضان امريكا ودول الجوار كالسعودية وقطر وتركيا لتحقيق هذا الهدف , وقد وضعوا ما قالوه وكتبوه بالامس ضد فكرة الاقاليم تحت ارجلهم , اما نحن في وسط وجنوب العراق بكل شرائحنا فقد اكتشفنا ولو في وقت متاخر وبعد حين كم كنا سذج ومغفلين لا نعرف مصلحتنا ولا نعرف نخطط لمستقبلنا ؟ كما انكشفت حقيقة مرة وصادمة ان ايران هي التي لا تريد اقليما للوسط والجنوب وليس هي التي تريد وترعى كما توهمنا واوهمونا …وكالعادة نحن لا نستفيد من التجارب ولا نتعض من نتائجها فقد مضت 12 عاما على تغير النظام في العراق ومناطقنا لازالت تعاني الفقر والحرمان والمرض والبطالة وسوء الخدمات وتفشي الرشوة وفوق هذا كله لازلنا نغذي نهر الدم الجاري بخيرة شبابنا بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة او بفقدانهم كشهداء في قوات الحشد الشعبي في المثلث الغربي غير مرحب بنا رغم اننا هناك ليس لنا لا ناقة ولا جمل الا استجابة للذين يؤمنون بالعراق الواحد الموحد في حين حقيقة الامر العراق مقسم بدون تقسيم … كل هذا قبلناه واعتبرناه قدرا فرض علينا ولكن الذي لا نستطيع تقبله ان تتسلط علينا احزاب ليس لها مشروع سياسي ولا تفكر الا في مناصبها ومكاسبها دخلوا في عملية سياسية بشراكة توافقية مع سياسيو كردستان وسياسيو المثلث الغربي فاذا اتفقوا هؤلاء الثلاثة وتوحدت اراءهم فاعلم انهم سرقوا اموالنا وان اختلفوا ففي اليوم التالي ندفع ثمن اختلافهم بسفك دماءنا …
ومن هنا نحن نتساءل , الى متى نبقى على هذا الحال ؟ لماذا لا نصحوا من غفلتنا واستغفالنا ؟ واذا وجد حل فاين يكمن ؟ لماذا لا احد يفكر به ؟ واذا تطوع احد وفكربه فلماذا لا يستجاب له ؟ كما هو الحال في مبادرة تجمع جنوبيون كانت طموحات كبيرة ولكن الاستجابات قليلة … هل هذا بسبب عقدة الاز دواجية والدونية التي نعيشها ومتجذرة في دماءنا وهي اليوم سبب انبطاحنا وقد تفقدنا اخرتنا كما خسرتنا دنيانا ؟ اليس الشاعر الفرزدق وصف هذه الحالة بادق تعبير الى الامام الحسين (ع) عندما التقاه وهو يجود الخطى نحو كربلاء قائلا له يبن رسول الله القوم قلوبهم معك وسيوفهم عليك … ورغم هذه الحالة الماسوية لكن هناك بصيص امل تبناه الاخوة في تجمع جنوبيون والظاهر هناك تفاعل شعبي ورغبة كبيرة من اوساط ثقافية وقنوات فضائية ومحللين سياسين فبالامس كتبت مقالا تحت عنوان عنوان( شعب وسط وجنوب العراق دماء تنزف وثروة تهدر) … احدى القنوات الفضائية عرضت جزء منه واستضافت الكاتب عبد الامير العبودي رئيس تحرير جريدة المؤتمر العراقية للتعليق عليه الذي قال عنه (لولا الخطا الاملائي في المقال لقلت انا الذي كتبت هذا المقال لانه يتفق مع افكاري) … اذن هناك من يرصد الكلام ويتذوقه ويستصيغه خاصة العاملين في الاعلام والفضائيات … كذلك في 19- 5- 2015 هددت النائب عن ائتلاف دولة القانون السيدة ابتسام الهلالي، بطرح فكرة تشكيل ″الإقليم الشيعي″ في حال استمرار الشركاء بمطالبهم العالية مؤكدة ان المطالبة بتشكيل ″الإقليم الشيعي سيوقف اصوات تقسيم العراق…وفي 9- 7- 2015 وصف النائب عن كتلة المواطن سليم شوقي , المكون الشيعي في العراق بـ “المتضرر الاكبر” في ظل حكومته الحالية ، فيما اكد ان تهميش المحافظات الجنوبية وراء المطالبة باقليم المحافظات التسع… هذه الدعوات مؤشرات ايجابية ومميزة لانها انطلقت من اناس سياسين وبرلمانين قالوا كلمة الحق واوجدوا الحل ربما حتى وان اختلف رايهم مع قادة كتلهم ولكن هؤلاء نوابا حقيقين للشعب لانهم يرون مصلحته اين تكمن .