يعيش العراق فترة تكاد تكون من أصعب الفترات التي مرت عليه , حيث نرى الفوضى تعم البلد, والقتل العشوائي , والتفرقة , والنفاق السياسي , والفساد الإداري والمالي والأخلاقي , و ألإرهاب , والأحزاب المتناحرة , وزارعي الفتن ,والعازفين على وتر الطائفية , وغياب التخطيط , و انعدام الخدمات , وتفشي الفقر بصورة لم يشهدها العراق من قبل , وغياب تام لحقوق الإنسان , كل هذا في بلد تفيض به الخيرات !, بلد البترول والمعادن , بلد الميزانيات الانفجارية !, والسبب هو : لا يوجد من يدير العراق برجاله بطاقاته بأمواله بخيراته بصورة صحيحة !, أذن نحن نبحث عن رجل تتوفر فيه مقومات القيادة الحقيقية لإدارة الدولة !, ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) .
جميع المراقبين والمتابعين للواقع العراقي يقرون بفشل الحكومة العراقية , وهذا الفشل هو ناتج عن التخبط السياسي والتناحر وخلق الأزمات , وعدم التكاتف , و الإبتعاد عن الحوار لحل الخلافات والنزاعات واحتواء الآخر , والمتتبع لواقع العراق بصورة دقيقة , سيجد هناك شخص يختلف عن جميع السياسيين , لأنه ليس لديه خلاف مع أي مكون سياسي ولا مذهبي ولا قومي أبدا” , أنا أتحدث عمن قال عنه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بعد انتخابات مجالس المحافظات وتوزيع المقاعد بأنه : ( فاز فوزا” استراتيجيا” كبير على رئيس الحكومة نوري المالكي الذي يهيمن على مال وأعلام ومقدرات الدولة منذ ثمان سنوات , وقال أيضا” : أنه نصر جيد للحكيم على رئيس الحكومة الذي فشل عن تقديم أي منجز للعراق خلال فترة حكمه التي ناهزت ألثمان سنوات ) .
عمار الحكيم صاحب اكبر قاعدة جماهيرية في العراق حسب ما أفرزته الإنتخابات , سلطت عليه الأضواء العراقية والدولية , لسياسته الحكيمة المتزنة , التي كسب فيها جميع الأطراف , فعلاقته بالأخوة الكرد جيدة جدا” وهم حلفائه , وبالأخوة السنة على أحسن ما يكون وهم حلفائه , والتيار الصدري هم من الشيعة حلفائه أيضا” , وعلاقته طيبة بالمسيح والصابئة وكل الطوائف والقوميات , ومن جهة أخرى فهو لم يخرج عن طوع المرجعية الدينية أبدا”, أما خارج العراق فعلاقته بجميع الدول جيدة جدا”, وآخر ما قام به الحكيم هو زيارة الكويت الشقيقة لتحسين العلاقات معهم , وتم توجيه دعوة له من قبل تميم أمير قطر الجديد , وتم تلبية الدعوة لتوضيح عدة أمور , أهما التدخل في الشأن العراقي في عهد الأمير السابق حمد , وهذا جيد للعراق لأن فيه تحسين للعلاقات مع قطر, وهذا ما لم تفعله الحكومة !, لو أمعنا النظر قليلا بشخصية وسياسة الحكيم لن نجد شخصية أخرى تحتوي كل الأطراف الداخلية والخارجية أبدا”.
وأيضا” هناك توقعات دولية تؤكد بأن الحكيم وتحالفاته , سيكون بديلا” عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي لحكم العراق في الإنتخابات القادمة , وهذا ليس ببعيد , لأن الحزب الحاكم فشل فشلا” ذريعا” في أدارة دفة الحكم , ونجحت سياسة الحكيم .