18 ديسمبر، 2024 9:36 م

الحكيم بين سياق موروث وتجديد متعثر ؟!!

الحكيم بين سياق موروث وتجديد متعثر ؟!!

لا نريد الرجوع الى الوراء في حديث ولادة تيار معارض للنظام البائد ، وكيف أستطاع أن يكون خيمة لكل المعارضين في الخارج ، ولكني سأبتعد قليلاً عن هذا الموروث لأحث الخطى نحو عهد الابن الوريث للقيادة ألا وهو السيد عمار الحكيم الشاب الأربعيني الذي كان مسؤولا لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي ، ليكون يد أبيه المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم حيث كان لقوة الأخير صداً في المحافل الداخلية والإقليمية والدولية ، وما أن رحل السيد عبد العزيز الحكيم والذي أوصى بوصية قرأت بعد وفاته على ضرورة الالتفاف حول ولده ووريثه عمار الحكيم ، لتبدأ مرحلة كانت غاية في الخطورة والتعقيد ، وتهدد المجلس الأعلى ومفاصله بالانهيار والانتهاء من العمل السياسي في البلاد .

الحكيم الشاب بدأ خطوات تطويره للمجلس الأعلى بالاعتماد على مجموعة من الخبراء الإداريين ، وما بدأت اللجنة أعمالها حتى تعالت الأصوات الرافضة لهذا التغيير والتطوير والذي بدأ يضرب شخصيات المجلس الأعلى من الرعيل الأول ، ومن أهل الحل والعقد ، والذين سارعوا الى إعلان موقفهم من هذه الإجراءات والتي وُصفت بالتعسفية في حين ، وتجاهل هذه الشخصيات في الحين الآخر ، الأمر الذي كان سبباً في ولادة جبهة داخلية في تيار شهيد المحراب أخذت على عاتقها رفض هذه الإجراءات ، وان يكون لها دور فاعل وواضح في مجمل عمليات ومراحل التطوير في مؤسسات المجلس الأعلى والمشاركة في صنع القرار المجلسي والتياري .

المجلس الأعلى بتفاصيل سيرته التاريخية ، ومن يقرأ صفحات هذا التاريخ يجد انه بني على أساس معقد ، فمرة يمتلك العمامة الرسالية ، فالزعيم الراحل السيد محسن الحكيم (قدس) كان محطة مهمة من محطات المرجعية الدينية الشيعية في العراق ، وامتدت مرجعيته الى العالمين الإسلامي والدولي ، كما أن هذه العائلة قدمت العديد من الشهداء الذين أعدمهم نظام البعث المجرم ، لهذا فان أي تغيير في مفاصل المجلس الأعلى ينبغي أن يعتمد على هذا البناء الموروث ، وهذه هي حجة الرعيل الأول والذي يرى أن المجلس الأعلى ينبغي أن يراعي دماء الشهداء والمجاهدين ، في خطوات بناءه والتي اعتمد فيها على الشباب دون النظر الى الأسس الأخلاقية والتربوية والدينية في بناء مؤسساته المختلفة .

أعتقد أن المجلس الأعلى مقبل على ثورة داخلية ستنهي كل مبررات الانقسام ، وسيعمد الحكيم على قلب الطاولة على خصومه ، ويسعى الى بناء تيار جديد يساير متطلبات العصر وروح التحضر .