23 ديسمبر، 2024 9:39 ص

الحكيم بين تغريدة وتغريدة !!

الحكيم بين تغريدة وتغريدة !!

أعاد ” المستر ” دونالد ترامب في الأشهر الأخيرة الاعتبار لموقع تويتر ، وحوّله إلى منصّة يقصف من خلالها الجميع في كلّ الاتجاهات ، حكاية ترامب مع تويتر تشبه إحدى مسرحيّات اللامعقول الذي كان أصحابه يعتقدون أنّ أنظمتهم السياسيّة تفسّخت وأصبحت سجناً عبثيّاً لملايين الناس .
أيّ مسرح لامعقول يمكن أن يصوّر الواقع العراقي الذي ما إن اختلف ” الرفاق ” على تقاسم الكعكة حتى تَجمعت في سماء العراق سُحبٌ سوداء كثيفة تشير كلها إلى أنّ العراقيين على موعد مع عواجل جديدة وضحايا يتحوّلون إلى مجرد أرقام بلا أسماء.
ماذا ستُضيف لنا ” عواجل ” الفضائيّات ؟ سنقرأ أنَّ عدد شهداء ساحة الطيران توقّف عند الرقم 50 ، وأنّ الجرحى تجاوزوا المئة ، سنقرأ عن الأشلاء التي تفحّمت تحت الركام ، لا متّسع لدينا لمعرفة التفاصيل ، ولاتشغلنا لغة الأرقام ، ففي عصر اللامعقول الذي نعيشه يمكن لنا أن نقرأ مثل هذه التغريدة التي نشرها السيد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم يعزّي بها الشعب الإيراني :” تلقينا بأسف نبأ مصرع عدد من البحَّارة الإيرانيين ، إننا إذ نتقدّم بالمواساة إلى الحكومة الإيرانية وأُسر ذوي الضحايا بهذه المناسبة الأليمة ، فإننا ندعو الباري عزّ وجلّ أن يتغمّد الضحايا برحمته الواسعة ” ، جميل أن نتضامن في المأساة ، والأسمى عندما يكون التضامن متساوياً مع جميع البشر ، ولهذا ليسمح السيد عمار الحكيم وقد تلصّصتُ على موقعه في تويتر أن أُعيد نشر تغريدته التي كتبها بعد تفجيرات الكاظمية وساحة الطيران : ” يكشِّر الإرهاب عن أنيابه، محاولاً إعاقة إرادة الشعب مستهدفاً المدنيين في الكاظمية المقدّسة وفي قلبِ بغداد في ساحة الطيران ..إنَّنا إذ نعبِّرُ عن غضبنا واستنكارنا لهذه الجرائم النكراء ، ندعو الأجهزة الأمنية إلى مراجعة خططها والشروعِ بعمل واسع منظم للانقضاض على بؤر الإرهابِ.
في مسرحيات اللامعقول تُلغى الأسماء وتتحوّل الشخصيات إلى مجرد أشباح ، هكذا يراد لنا أن نتحول إلى أشباح من دون حتى كلمة تعزية لأسر الضحايا . هل نحن قوم لانثير عطف السياسي ؟ أنا لم أقل ذلك، ما يفعله السياسيّون يقول أكثر وأكثر .
ماذا تعني الأخبار العاجلة ، ونحن نعيش في ظلّ مسؤولين ، لايملكون طريقاً للخروج من مستنقع الفشل ، ولهذا نموت وسنموت في الشوارع والساحات ، كلُّ مَن يتصوّر أنّ تفجير ساحة الطيران سيكون الأخير في سجلّ الموت المجاني واهم ، لأنّ الفشل ينشر الموت ، باعتبارأنّ ثمن الضحايا تغريدة تشجب وتستنكر فقط ..أما عن المواساة فهي محجوزة لشعوب أخرى !