التفرد بالقرار ينتج التفكك، والتشظي بالمواقف ينتج العداء، والتعنت يقود لمزيد من العنف، والتشنج والصراخ ينتج القتل والدمار، هذا ما كان يسير عليه من مزق التحالف الوطني، فمات سريريا، في الفترة السابقة، فكان هناك رأي، بمأسسة التحالف، لكن قيادة دولة القانون، لم تلتزم به وجعلته هامشيا، حتى لا تكون ملزمة بقراراته، وبهذا الفعل توصل رسالة مفادها، إنا ربكم الأعلى فتبعوني، فوصل البلد إلى حافة الهاوية، لولا تدخل المرجعية(حفظها الباري)، و فتواها بالوقت المناسب، لكان العراق في خبر كان.
عندما ترى إنسان لديه أفكار، ولديه رؤيا، يريد أن يصل بها إلى خدمة المجتمع، من غير أن يفكر بمصلحته الخاصة، فهذا يدل على أنه قائد حقيقي، يعمل بنبُل أخلاقه، رغم أن هناك من يتطاولون عليه، ويحسبون عليه الحرف الذي ينطقه، ويضعون علامات استفهام لكل كلمة يقولها، ويتربصون له، في كل عمل يقوم به، ويحاولون تشويه صورته، أمام العراقيين، لكنه يزداد إصرارا، ويسير بكل ثقة، لتحقيق مشروعه، الذي خطه شهيد المحراب الخالد (قدس)، المشروع الذي يهدف إلى وحدة الصف، ونبذ الطائفية.
فلسفة الحكم؛ أن تصدر أفكارك وفق رؤيا مقنعة للجميع، من خلال الطرح العقلاني، الذي يهدف لوحدة البلد، ولملمة شتاته، والقائد الحقيقي، هو الذي يتحكم بكل تصرفاته وانفعالاته بهدؤ، تجاه القضايا، وحلها بطرق تجعل العدو و الصديق، يتقبلها ويستحسنها، وبالتالي تُحل المشاكل، بالحوار المنتج، هذا الصوت غيب في الفترة الماضية، وارتفع صوت التناحر والطائفية، لمكاسب سياسية، وحزبية، وفئوية.
الدور الذي لعبه السيد الحكيم، محوريا مع كل الأطراف، رغم أن القادة الشيعة حاولوا أضعافه، وأبعاده عن القرار السياسي، لكن أرثه التاريخي، وامتداده المرجعي، وحسن تدبيره وتعامله، مع جميع القضايا الداخلية والخارجية، جعله محط أنظار الجميع، وبهذا سحب البساط من جميع الكتل الشيعية، وبدأ نجمه، فكان سديد الرأي، ومواقفه تدل على الأفق الواسع، والرؤيا المنهجية، التي لا يحملها أغلب قادة الشيعة في التحالف الوطني.
في الختام؛ الحكيم بوصلة التحالف الوطني، ومشروعه ومنهجه مرجعي، واضح كوضوح الشمس، فعميت عين لا تراه.