23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

الحكومة وعلاقتها باحترار البلد !

الحكومة وعلاقتها باحترار البلد !

من المثير للعجب ، وأنت تطالع النشرات الجوية على الفضائيات ، أن العراق وكأنه المبتلي الوحيد من بين دول العالم ، كونه ألأشد حرا جغرافيا ! ، بل وكأن الغضب الالهي مُنصَب على خارطة العراق التي وضعها البشر !، وما أن تتحرك بضع مئات الكيلومترات في جميع الأتجهاهات عن الحدود ، ستلاحظ انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة ! ، فغلى سبيل المثال  وفقبل أيام ، كانت  نشرة الأنواء الجوية تشير الى 48 درجة مئوية ، بينما في دول الخليج لا تزيد عن 45 درجة ، وتنخفض هذه الحرارة الى الثلاثينيات في كل من بلاد الشام وتركيا وأيران ! ، وهي دول تحيط بنا ولا تبعد عن البلد بُعد المريخ عن كوكب الأرض ! ، وبقدرة قادر يتوقف مؤشر المحرار (الحكومي) على 49 درجة مئوية طيلة شهرين تقريبا ! ، واللبيب يفهم ! ، فالعطلة تضر بصادرات البلد الى كل دول العالم من أجهزة الحاسوب والسيارات ، والأجهزة الأخرى التي يسيل لها لعاب وكالة (ناسا) ومحطة الفضاء الدولية ! .
لست خبيرا في الأنواء الجوية ، لكن هذه الظاهرة كسرت كل قوانين الجغرافيا التي درسناها في مدارسنا ، بالضبط نفس المبادئ والأخلاقيات التي شببنا عليها ، وأتضح انها مزيفة ، وان لكل شيء ثمن ، وكل شيء قابل للبيع والشراء ونحن نعيش في عالم بلا ثوابت !.
نخن نعرف ان اي بلد كلما ابتعد عن خط الأستواء ، يكون جوّه معتدلا ، لكن جميع دول خط الأستواء أبرد بكثير من جو العراق الذي صار صاحب الرقم القياسي أمام دول العالم في كل ما هو سيء ! ومنها البيئة ودرجة الحرارة ، خصوصا اذا ترافق ذلك مع أسوأ الخدمات على وجه الأرض ، وبالذات تجهيز الطاقة الكهربائية ، جاعلة حياة المواطن جحيما ، والأسوأ معيشة على وجه الأرض !.
وصرنا نستجير من الرمضاء بالنار ، فنستبشر خيرا عند موجات الغبار الذي نحتثي به ! ، كونه (قد) يخفّض درجة الحرارة درجة أو درجتين ! ، ولا أدري ، فلربما يظهر علينا من يقترح تأدية صلاة (الأستغبار) على غرار صلاة الأستسقاء !.
أنها مفارقة كبيرة تجعلنا نتسائل عن السبب ، فنحن نعرف أن الله (ليس بظلّامٍ للعبيد) ، لكني أعتقد أن السبب بشري ، ففي السابق كنت أقود سيارتي ليلا من بغداد الجديدة الى منطقة الدورة ، وما أن نمر ببساتين الدورة ، حتى يتحول الهواء من حار الى منعش عليل ، فالسر في المناطق المشجّرة والأحزمة الخضراء التي لها الدور الحاسم في تلطيف الجو وتقليل الغبار ، ومنذ أيام شاهدت نخيل الدورة ، وتعجبت من الأهمال وأنا أجد الالاف من أشجار النخيل وهي ميتة عطشا ! ، انه الأهمال المتعمد والتلوث وعدم احترام البيئة والتخبط في استخدام الموارد ، ولا أدري ما هي مهام وزارة الموارد المائية ووزارة البيئة ووزارة الزراعة وحتى وزارة الصناعة ، فبدلا من استثمار موارد البلد ، فقد وجدوا أن (خبزتهم) تكمن في الأستيراد وما يرافقه من صفقات وعمولات واتفاقيات مع التجار ، نسأل الله أن يغصّوا في (خبزة) الحرام هذه ! ، هكذا خلت السوق حتى من (الطابوق) العراقي ، وصرنا نستورده من تركيا وأيران ، والطابوق مصنوع من الطين ، فهل نفذت تربة العراق هي الأخرى بعد أن نفذ كل ما كان ينبت عليها ؟!.