عندما طرح موضوع استحداث محافظات جديدة لم تتح الفرصة لاي دراسة موضوعية لتقييم الحالة بموازنة الايجابيات والسلبيات,وهوجم القرار بدون اي محاولة جادة للنقد والتحليل الهاديء بعيدا عن المزايدات السيسية والتحشيد الطائفي الذي صار يعمي العيون ويصم الاذان .والسبب براءي المتواضع هومع الاسف ان النجاح الوحيد للحكومة ان تجاوزنا كل الاسس المبدئية والمنطقية واعتبرناه نجاحا كان في خلط الاوراق-ولكن ذلك الموضوع لم يكن دائما في مصلحتها فاحيانا تقوم باجراء صحيح ولكن يفسر سلبا لما زرع في نفوس اغلبية الناس من قناعة مسبقة بعدم نزاهتها-فلكي تستمر في عملية التهميش الواضحة للسنة عممت توصيف القاعدة وداعش على جميع السنة المعارضين سواءا السلميين الذين يعارضون الاعتقالات العشوائية وابتزاز الموقوفين واهاليهم والتوقيف لسنين بدون محاكمة او حتى توجيه اتهام وتردي الخدمات والتهميش وهم اكثرية ساحقة بدون شك مع القاعدة والتكفيريين وهم اقلية كانت منبوذة من الجميع تقريبا ولوقت قريب-اما الشيعة فقد استغلت عاطفتهم الدينية من اجل تحشيدهم ضد اخوتهم وكسبهم انتخابيا كلما احست بتنامي حراك شعبي شيعي لايقبل بجعل الشعار الطائفي غطاءا للفساد الحكومي والسرقة وتردي الخدمات فهم يعلمون ان شيعة العراق هم ربما الاكثر تجذرا في تراب الوطن من سواهم والاول في التضحية بدون مقابل منذ ثورة العشرين ولايمكن ضمان سكوتهم على الاعوجاج بمجرد اتضاح الرؤية واستقرار الاوضاع لذا تسعى دائما الى تشتيت انتباههم عن عدم امانتها وكفائتها بالتصعيد والخلط المستمر للاوراق كلما اقترب موعد الانتخابات لكسب التعاطف من القاعدة الشيعية باصطناع اجواءةتشبه بشكل معوج بموقعة الطف بادعاءات اقلها من قبيل اتباع الحسين ضد اتباع يزيد في توظيف ملتوي للتاريخ واستحظار غير واقعي لربط ماضي بعيد بحاضر وطن بشكل قسري دون الاخذ بالاعتبار الواقع السياسي والاجتماعي للمشكلة العراقية بعد الاحتلال -وما بث الاشاعات بقرب وصول جحافل القاعدة بغدادوانهم يمتلكون اسلحة اكثر من الحكومة وكان ليس هنالك مليوني منتسب في الجيش والشرطة وميزانية تعادل ميزانية عشر دول عربية وحلف امني مع اقوى دولة بالعالم وكان القاعدة وداعش ليست سوى بضع الاف حسب الادعاءات الرسمية على شكل شراذم تتخفى نهارا في الفيافي والقفار وتظهر ليلا لخطف جندي مجاز او الهجوم على نقطة حراسةغافلة او لنصب سيطرة وهمية على شارع نائي مع تصوير مدته ربع ساعة في محاولة بائسة لاثبات الوجود-ان عملية خلط الاوراق المستمرة منذ انشاء الحكومة حتى الان قد افرزت المزيد من تقسيم اخوة الوطن وتجزئتهم طائفيا وزرعت بينهم الخوف والتوجس من الاخر,فاسحة المجال لنمو المليشيات وتنامي الخروقات الامنية وتسهيل هروب السجناء .وقد اجدى ذلك في صرف انظار الشعب من الطرفين عن النهب المستمر للثروات الطائلة,جاعلة من البلد واحدا من اكثر الدول فسادا وترديا في الخدمات والثقافة والتعليم الاكثر تلوثا في البيئة والاسوا في نظافة المدن وحقوق الانسان والمراة والطفل والاخطر على الاعلاميين وكاشفي الحقائق من المراسلين والصحفيين.مما يدير اصبع الاتهام نحو الداعم الحقيقي للارهاب والمليشيات,وهم ليس بالتاكيد الشعب من الطرفين فهما المنكوبان على طول الخط بالمفخخات والاغتيالات والتهجير والبطالة وانعدام الامل بالتغيير.وانما نسبة محددة من القيادات من الطرفين باعتبارهم المستفيد الوحيد مما يحدث,والمتضرر الوحيد من الاستقرارالذي يتيح الفرصة لمحاسبة المقصر والفاسد.وقديما قالوا اذا اردت ان تعرف المسبب فابحث عن المستفيد,وهنا اسال اخيرا من المستفيد من خلط الاوراق الحاصل الان؟
[email protected]