يثيرني بعض المذيعين التلفزيونين إلى درجة الجزع فهو أولا يقلد شخصيات إعلامية نجحت في تقديم برامج غاية في الأهمية وحازت على رضا وقبول اغلب أوساطا المجتمع وبالتالي إن محققه هؤلاء المبدعين كان بجهدهم الشخصي وليس التعكز على خبرات الآخرين وقبل أيام ظهر برنامج من على قناة العراقية بمناسبة اليوم العالمي من اجل لأعنف ضد المرأة والحقيقة بدى لي المقدم انه يحاصر ضيوفه بوابل من الأسئلة و يجاوب عليها قبل الضيوف حتى بدى وكأنه هو الضيف في حين ينبغي عليه الاستماع بشكل جيد والتركيز على كلام الضيوف من اجل الرد أو القبول بالرأي المطروح وصاحبنا يحاول تسويق أراء ربما تكون قريبة من الموقف الرسمي للحكومة وهذا ليجوز إن القناة المذكورة لتمتلكها جهة أو حكومة أو حزب هي تمول من المال العام العراقي أسوة بمحطات الإذاعة العالمية كال B.B.c سوا والحرة ومعنى ذلك إن المواطن له حصة في مات طرحة هذه الإذاعات وتمثل أرائه وأفكاره ولا تخرج عن هذا الاطار المفروض وتأكيدا هي ملك الشعب عبر برلمانه المنتخب وملكا لكل الشعب العراقي وأحزابه السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولكن مالاحظناه في قناة العراقية شيء مختلف تماما وإذا كانت مثل هكذا فضائيات تتحامل على الرأي العام من خلال دس بعض الإفراد لتشويه صورة الديمقراطية من خلال أطروحات مشوهة إن التمجيد للحكومة ليس امرأ نرفضه بل نقره ونحترمه هذا إذا كانت الحكومة قد أنجزت ما بذمتها من مهام هي أمل كل العراقيين لكن كل الذي تحقق ليرقى إلى مستوى الطموح بل ليكاد يذكر قياسا إلى حجم المعاناة التي تخيم على قطاعات كبيرة من شعبنا في حين تأسست طبقة مترفة وثرية تحاول الهيمنة والنفوذ ومحاولة غلق الأبواب إمام كل الآراء والأفكار الجديدة والعجيب ثراء هكذا أوساط لم ينتج من خلال العامل الاقتصادي الشخصي إنما بسبب الاختلاسات والسرقات التي إتاحتها لهم مناصبهم ومواقعهم السياسية إن شبكة الإعلام العراقية ألان هي في أسوء حالاتها لأنها لتخدم الصالح العام ولأنها تغطي نشاطات الحكومة وأحزابها بالحقيقة وبغيرها تحاول الهيمنة على قطاع الإعلام من خلال أساليب رخيصة لأتمت للمهنية بصلة وتحاول الإيقاع ببعض الإفراد الشرفاء عن طريق تشويه سمعتهم ومحاولة استمالتهم بطرق ملتوية لدروب الفساد ولعل موضوعي اخذ اتجاها أخر لكن في الحقيقة يصب في مجرى واحد وهو مفهوم الهيمنة على ممتلكات الشعب وصوته من خلال ممارسات هذه الهيئة وإذا كانت هذه الهيئة تبرر أساليبها مثلما تبرر الحكومة كذلك من انخراط بعض المحسوبين على النظام السابق وتأثيرهم في توجهات الهيئة وبالتالي مايخشاه الجميع تبعا لحساسيته البالغة وتعقيداته المربكة وهذا الأمر حقيقة نتوجس منه جميعا إذا استوفى مبرراته لكن إن تسوغ هذه التبريرات لضرب معاقل الديمقراطية وإقصاء القوى الوطنية الفاعلة بالساحة العراقية والتي كان لها دور في المعارضة السياسية للنظام السابق أمر غير مقبول أبدا إن احتواء شبكة الإعلام العراقي وتكريسها للتبويق لانجازات موهومة وبالتالي الاستفراد بالقرارات واستمالة الافرادالفاسدين وإبعاد النزهاء منهم لايمكن إن يتماشى مع دولة ترعى الديمقراطية وتحترم القانون وكل يوم يمر وروائح الفساد المفضوحة تزكم الأنوف والاستجوابات باتت الشغل الشاغل لدولتنا العتيدة والتي ضربت الرقم القياسي في ذلك إمام اعتىدول الفساد وأحب إن أؤكد لكم بأني من أول المتفائلين بهيئة الأمناء عندما أسست بعيدا عن التسييس والاحتواء الحكومي لكن التغييرات الدراماتيكية التي حصلت في إشغال مناصبها جعلنا نقف مترقبين لما ستؤول إليه هذه الهيئة وبعدها أشرت إلى بواطن الخلل في هذه الهيئة ومدى قدرتها على استيعاب حركة الإعلام العراقي المتصاعد بكل تنوعاته وتنويعاته نحن نخشى على هذه المؤسسة من التكريس في واقع غير مرغوب فيه وللموضوع .