اطالع يومياً الكثير من الأنتقادات والملاحظات شديدة او متوسطة اللهجة حيال حكومة السيد المالكي، بالوقت الذي أؤمن بأن المسيرة الديمقراطية الجديدة في العراق تسمح لكل الاراء بالتعبير سواءً كانت سلباً او أيجاباً.
لكن الشيء الذي يغيبُ عن طروحات بعض المنتقدين سواء كانت بسوء قصد او بغيره هو حجم التحديات والصعوبات التي تواجهها حكومة المالكي التي وضعت عراقنا على بداية طريق الاستقرار والتقدم واعادة دوره العالمي ،ومواجهة التنظيمات والقوى الارهابية والاجرامية بالحزم المطلوب على الرغم من كل الصعوبات والضغوطات والتحديات السياسية سواء من الكتل السياسية المشاركة بالعملية السياسية وتعمل بالضد منها او من الخارج.
ويقيناً ان عُشر الاعمال الارهابية التي شهدتها مناطق العراق لو حدثت على سبيل المثال في اميركا لانهارت حكومات وتفككت مؤسسات استخبارية وعسكرية ولحدثت الفوضى وفقدت اميركا استقرارها، وهذا يذكرني بحادثة انقطاع التيار الكهربائي بين نيويورك وديترويت لساعات قليلة نتيجة خلل في المنظومة الالكترونية الذي أدى الى حدوث عشرات عمليات السطو المسلح والسرقات التي تعرض لها اشخاص ومحال تجارية على اثر ذلك نشرت مدينة نيويورك فرقها الخاصة بمكافحة الإرهاب، “اطلس”، و”مواقع القيادة البديلة” اضافة الى اتخاذها اجراءات امنية اخرى، ومن جانبها، اطلقت وزارة الدفاع (البنتاغون) مقاتلتين من طراز “اف 16” لمراقبة الاجواء بين نيويورك وواشنطن، كما وضعت طائرات حربية اخرى على اهبة الاستعداد في قواعد بشرق اميركا، حسبما افاد مسؤولون عسكريون حينها ، فبالمنظور السياسي حكومتنا معجزة امام تلك التحديات والمشاكل ، وفي المنظور الأنساني شعبنا معجزة من خلال صبره وتحديه.
نحن ككتاب وصحفيون واعلاميون علينا ان نقدر بوعيِ وطني خالص مجرد من الأنتماءات الطائفية والقومية والحزبية الضيقة حجم التحديات والمسؤوليات الجسام التي تواجهها حكومة الوطني نوري المالكي والشخصيات الوطنية المؤازرة الاخرى،فيجب ان ننأى بعيداً عن اللهجة او الخطاب الذي يحركه الدافع او الولاء الضيق المقيت الذي تسبب في احداث الفتنة والضغينة بين ابناء شعبنا ، لذلك يتطلب منا ان نقف مع هذه الرموز الوطنية النزيهة وقفة مشرفة تليق بتاريخنا ودورنا الحيوي في اعادة الوجه الحضاري للعراق الحبيب.
وعلينا أن لاننسى حجم المؤامرات التي تحيكها حكومات عربية واسلامية بثقلها المخابراتي والاعلامي والتي تعمل بخط واحد على اختلاف توجهاتها مع القوى والتنظيمات الارهابية والاجرامية اوبالتنسيق مع كتل سياسية مشاركة بالعملية السياسية لايقاف مسيرة عراقنا نحو الاستقرار والتقدم وتحقيق الامن والامان لشعبنا، ناهيك عن سياسة التخبط الاميركي في معالجة تلك التحديات نتيجة النظر بعين احادية لمصالحه السياسية والاقتصادية بعيداً عن مصلحة العراق ، كل تلك الفؤوس والمعاول الحادة تضرب يومياً بجذع العراق الصامد المكابر من اجل اسقاطه او اضعافه.
لاخيار لنا إلا ان نقف مع الوطني “المالكي” الذي اجد فيه الدافع الوطني المجرد من الانتماءات والولاءات الضيقة ومع الشخوص الوطنية التي تسعى الى بناء الوطن وحمايته من شرور الاشرار وكيد الاعداء والساعين الى تمزيقه واضعافه، من اجل مستقبل افضل وهذا ما يمكن ان نحققه في هذه المرحلة لاجيالنا الذين سيجنون ثمار هذه الولادة العسيرة للعراق الجديد. فلا مقر نشمخ به سوى عراقنا الحبيب.