18 ديسمبر، 2024 10:04 م

الحكومة القادمة وأمريكا وتحدي الكهرباء!

الحكومة القادمة وأمريكا وتحدي الكهرباء!

لا أحد يدري متى سيتم تشكيل الحكومة القادمة فبعد كل أنتخابات نعيش هذه المحنة و ( دوخة الراس)!، والتي ربما ستطول لأشهر أو حتى سنة! لتكتمل كامل الكابينة الوزارية وهذا ما تعودنا عليه سابقا! ، حيث أن تشكيل الحكومة يخضع للمحاصصة بين القوى والأحزاب السياسية النافذة وكذلك يخضع الى خارطة من الأتفاقات والتوافقات فيما بينهما! ، هذا ناهيك عن التدخلات الخارجية الأقليمية والدولية وفرض ما تريد!، ولكن هذه المرة وبعد الأنتخابات الأخيرة لا ندري كم سننتظرحتى تتشكل الحكومة؟،لان الطرف الفائز فيها وهو التيار الصدري أعلن وعلى لسان زعيمه السيد الصدر أن تشكيل الحكومة القادمة ستكون (بأغلبية سياسية لا شرقية ولا غربية)! وهذا يعني أضافة الى ألغاء موضوع التوافقات والأتفاقات التي سارت عليها العملية السياسية منذ تشكيل أول حكومة عراقية من بعد سقوط النظام السابق ، وكذلك هي تعني منع أية تدخلات خارجية سواء كانت أقليمية أو دولية، مما سيزيد من محنة تشكيل الحكومة! لأن مثل هذه التوجهات والطروحات السياسية لاتحظى برضا وبموافقات دولية وأقليمية تتحكم بمصير العراق! ، لا سيما وأن هذه الدول أعتادت أن تتدخل بالشأن العراقي بكل تفاصيله السياسية والأقتصادية وغيرها وبشكل سافر وواضح منذ تشكيل أول حكومة عراقية في ظل الأحتلال الأمريكي عام 2004 ولحد الآن!0 وبعيدا عن موعد تشكيل الحكومة ومتى و و و .

وما الى ذلك من ملابسات وقيل وقال ، فأن الحكومة القادمة ستواجة تحديات ومشاكل ومصائب ومعظلات كبيرة وكثيرة ومتعددة لها أول وليس لها آخر! ، وعلى كافة الأصعدة ولربما فيها من المشاكل ما أصبح حلها صعب جدا بسبب تركها وأهمالها ، مما زاد من تراكماتها وصعوبة وتعقيد حلها! 0 صحيح أن الموضوع الأمني وحصر السلاح بيد الدولة يقف في صدارة تلك التحديات أضافة الى المشاكل الأخرى والأزمات الأقتصادية والأجتماعية ، ألا أنه ومن وجهة نظري أرى أن التحدي الأكبر والحقيقي للحكومة القادمة والذي سيكون مفتاح لحل غالبية المشاكل والأزمات هو أصلاح وأنشاء منظومة الكهرباء!! ، حيث أن وجود الكهرباء بشكل طبيعي مثل بقية دول العالم ، يغطي كل متطلبات وتفاصيل وأحتياجات الناس وبأنسيابية ، فهذا يعني بداية نهضة العراق! فمثلما تنتهي الحياة وتتوقف بلا كهرباء ، فوجود الكهرباء معناه بداية دوران عجلة الحياة بكل مفاصلها وتفاصيلها ، وهذا ما لا تريده أمريكا ولا الدول الأقليمية ولا حتى الدول العربية!! ، التي أتفقت من حيث لا تتفق! ، على أبقاء العراق ضعيفا وبلا أية أرادة وطنية ويحتضر بلا موت لكي تستمرفي تدميره ونهب ثرواته على قدر ما تستطيع! ، حيث أن أمريكا جعلت من العراق مشروع أقتصادي كبير للعالم أجمع لنهبه والأستفادة من خيراته! ، وما موضوع ميناء الفاو وميناء خور عبد الله وطريق الحرير الصيني وكيف تكانفت كل الدول لتمنع العراق من الأستفادة منه بالتعاون مع اعداء الداخل من سياسيين ووزراء ، خير دليل على ذلك!0أن قصة أمريكا مع تدمير الكهرباء في العراق يعود الى عام 1991 عندما دمرت المنظومة الكهربائية في العراق بشكل كامل! لتعود بالعراق الى اكثر من 100 سنة الى الوراء! الى ( اللالة والفانوس والشمعة والفتيلة)0فأمريكا ومعها العالم أجمع نعم كل العالم لا تريد الخير للعراق ولا يريدون له النهوض! ، فقادة أمريكا أن كانوا من (الجمهوريين أوالديمقراطيين) لو كانوا جادين ويريدون الخير للعراق لعملوا على ذلك ولبدأوا بأصلاح المنظومة الكهربائية منذ احتلال أمريكا للعراق عاك 2003 لا سيما وأن أمريكا جلبت معها كبريات الشركات الأمريكية لتعمل بالعراق ومنها شركة ( بكتل و جنرال ألكتريك) الذائعة الصيت والتي بأمكانهما نصب وأقامة أحسن منظومة كهربائية في العراق وخلال أشهر!، بل أن أمريكا هي من شجعت وحمت أول وزير امريكي عراقّي وهو الدكتورأيهم السامرائي ( السيء الذكر)! ، بأن يقص شريط الفساد وينشره داخل وزارة الكهرباء لينهب ويسرق كل ما خصص من مبالغ من أجل أصلاح أو نصب منظومة الكهرباء الجديدة! ، وليستمر مسلسل الفساد في عدم أصلاح الكهرباء وبضوء أمريكي! ، حتى بلغ مجموع المبالغ التي صرفت لأصلاح المنظومة الكهربائية قرابة 70 مليار دولار! ، كلها ذهبت لجيوب الفاسدين من الوزراء والوكلاء وتحولت أموالها الى البنوك الأمريكية والغربية!! وليبقى حال الكهرباء سيئا ، بل ويزداد سوء عام من بعد عام! 0 وكان لابد من هذا الأستذكار لكي نعرف حجم التحدي الكبير أمام الحكومة القادمة بخصوص ملف الكهرباء التي تمثل عصب الحياة ، ولربما يذكر الكثير من العراقيين جواب الدكتور حيدر العبادي في فترة رئاسته للحكومة عندما سئل عن أصلاح الكهرباء أجاب ( أنسوها )!!0وحتى تزيد أمريكا من تعقيد حل أزمة الكهرباء، جعلت ملف الكهرباء للعراق بيد الدول الأقليمية والخليجية والعربية!، حيث الكل تريد بيع الكهرباء للعراق ولكن بنفس الوقت لا تسمح وتعرقل أية فكرة لأنشاء منظومة الكهرباء!0 فمن وجهة نظري أرى بأن هذا هوالتحدي الكبير والأهم للحكومة الصدرية القادمة!؟ 0 وأخيرا نسأل: هل ستكون الحكومة الصدرية القادمة على قدر هذا التحدي؟ وهل ستستطيع أن توقف فعلا أية تدخلات خارجية أقليمية ودولية بالشأن العراقي سواء أكان بملف الكهرباء أو غير ذلك؟ لننتظر ونرى ، فأيام العراق حبلى بأحداث كثيرة وكبيرة؟!0