في ظل الترقب الحذر الذي يسود الشارع العراقي وتطلعات المواطنيين والامل الذي عقدوه على الاتصالات التي يجريها رئيس مجلس الوزراء الجديدالدكتور حيدر العبادي وما تتمخض عن تلك اللقاءات من تشكيلة وزارية تلبي تلك الامال واستيعاب أطياف الشعب العراقي وتوحيد العراقيين للقضاء على الإرهاب وبناء وطنهم وعدم اعطاء الوعود الغير واقعية،
وبعد ان اصبحنا في امر الواقع من اختبارات متتالية مضت علينا وقادمة تاتي ونحن قد تجاوزنا السنوات العشرة الماضية من المعاناة والضعف في ادارة المؤسسات الحكومية لابل الدولة بكاملها في الوقت الراهن تتطلب منا اتباع استراتيجية جديدة في إدارة شؤونها…
لقد اشتركت كل القوى والكتل السياسية الموجودة على الساحة العراقية في ادارة الوطن وكل حسب قدرته ولايمكن ان نكيل الاتهامات الجزاف بعضها للبعض الاخر بعدم وجود دور لها مهما كان ذلك صغيراً اوكبيراً في الحكومة السابقة.
ولايمكن ان يتحمل شخص واحد مثل السيد نوري المالكي المصائب والكوارث التي حلت بالبلد ويذهب الاخرون يغنون ليلاهم ويقتسمون الغنائم دون ان يقدموا شيئاً لهذا الوطن…فالكل الان اصبح مسؤولاً …
ان العراق يمر حالياً بمنزلق خطير وبمراحل تكاد تكون من اصعب المراحل في حياته السياسية وحتى الاجتماعية وعلى مستوى وجوده كدولة،وفشل المرحلتين الماضيتين في ادارة الدولة يعود الى المحاصصة فقط فيما العلاج الامثل لادارة الوضع السياسي في العراق اذا ما كانت النوايا حسنة وسليمة وبروح مواطنة بعيداً عن الطائفية والقومية هي اختيار الكفاءات في ادارة الوزارات لتجاوز الاخفاقات السابقة واعطاء المسؤوليات لعناصر خبيرة وهو الطريق الاصوب والامثل لحكومة راشدة ومؤثرة ولتجاوزفشل النظام السياسي المبني على المحاصصة الطائفية والقومية ومعارضة قوية اخرى مقابلة لها لاصلاح الخلل وسط التحديات الكبيرة في البلد والتي لازالت تهدد امنه وتزعزع ارضه بالاستعانة بعصابة داعش والبعثيين والقاعدة التي تحاول فرض اجنداتها و تحتاج إلى قوة وإرادة صلبة لمواجهتها بوحدة الجهود والكلمة والوقوف امام التحديات الاخرى التي تواجهها ولتجد الحكومة نفسها امام مسؤولية صعبة بشكل مباشر في عملية تحريك مفاصل الدولة …وانتخاب الرجل المناسب في المكان المناسب هو الاصلح ويمكن التغييروالمحاسبة بكل سهولة ويسر داخل البرلمان بعد تحديد مكان الخلل بكل دقة لتلافي المعايب والخلل …
وهناك وسائل اعلام فقدت بريقها وأصبحت مادة دسمة يمكن ان تباع وتشترى لخدمة اغراض فئوية مختلفة في المجتمع بعيداً عن مصاديق العمل والمهنية والاخلاق لان بعض الاعلاميين باعوا أقلامهم بأبخس الاثمان لاتساوي تاريخهم وتم استغلالهم لتسقيط الاخرين مع جل احترامي لمن يحمل الصفات الحسنة الملتزمة وهم كثرة والحمد لله في وطننا …
ان سياسة التجريح وهتك الحرمات والتجاوز على حرمة الافراد والمجتمع يجب ان يكون خطاً احمراً لايجوز المساس به وعبوره بهذه الساطة مهما كانت الاسباب كي نحافظ على مورثنا الغني تاريخياً وعقائدياً…
ان اعدائنا يستغلون التغيرات الان وفي هذه الظروف وبكل الاساليب الرخيصة للايقاع بوحدتنا ويسعون لمسخ الهوية الثقافية بوسائل دنيئة لغرض ترويج الصفات الدخيلة وابعاد مجتمعنا عن هويته….وهذه الظاهرة يمكن مشاهدته في جميع التجمعات والندوات الثقافية والاجتماعية والسياسية وعند الشرائح المختلفة في المجتمع وعن قرب وهم يتكلمون بحرص عن هذه الاخفاقات والافات لاحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم لانهم جزء لايتجزء من هذا الوطن وهم اكثر حرصاً على ثبات القيم الاصيلة وعدم رواج الانحرافات التي تؤدي الى سقوط تلك الثوابت …
والان اصبح القلق يساور الجميع و على اشده تجاه مستقبل غير واضح المعالم اذا استشرت تلك الظواهر بالنمو ودون ان يقف العقلاء من كبار القوم امامها.
على هؤلاء التوقف عن كيل التهم لبعضهم البعض الاخر دون وجهة حق ولنضع ايدينا مع بعضنا لدراسة المشاكل والمعوقات الاساسية التي يعاني منها وطننا بعيداً عن المفاهيم الغير منطقية ودون توجيه الاتهامات وبروح المواطنة والحرص على الاطر الواقعية التي املاها علينا ديننا الحنيف والابتعاد عن التشكيك والتضليل والخروج بخارطة طريق تبعدنا عن الانحراف والمخاطر الجمة التي قد تطيح بقيمنا الرفيعة……والاستفادة من مخزوننا الديني لحماية المجتمع من الزلل والانحطاط الذي يريده الغير لنا …
علينا ان نكتب بوحي من مايرضي الله سبحانة وتعالى. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)).ان المرحلة تتطلب من الجميع العمل من اجل الحفاظ على ارثنا وقيمنا وثقافتنا الغنية بالمثل وعلينا التوجه لاصلاح الخلل والابتعاد عن الشائعات والتحقق السليم من كل خبر له يمس حياة افراد مجتمعنا وكفانا الاطاحة ببعضنا البعض الاخرحتى لانقع بالاخطاء القاتلة التي تطيح بثروتنا الغالية وميراثنا الغزير بالمفاهيم القيمة الرائعة والعمل على خلق أسس جديدة لتاريخنا السياسي والاجتماعي والثقافي المعاصر وحفظ الارث الحضاري والتاريخي والديني ولنرسم صورة زاهية ومستقبل زاهر وحياة هنيئة بعيدة عن الصراعات والتقاطعات ويجب ان تُدرس الامور بحكمة وعدم تجاوزرها مثل أي ورقة سياسية باهتة دون الاهتمام لكي نبعد المخاطر عن مواطنينا وبلدنا والحفاظ على استقلاله وكيانه….
نحن اليوم قلقون من سقوط القيم الاخلاقية الصالحة عند البعض في المجتمع …ونعول على اولئك الافراد الذين يتحتم عليهم الدفاع عن تلك القيم المجتمعية الناصعة التي تسوده منذ الاف السنين والتحرك وللعمل من اجل اعادة مافقدنا منه والحفاظ على مابقى وتعزيزه ويتوجب عليهم الحفاظ على كرامة الانسان والاخلاق السمحاء والتوجه نحو الاصلاح وشد العزم قبل فوات الاوان والوقوف امام تلك الفقاعات والاتهامات الباطلة والكذب والتسقيط المبرمج حفظاً على اواصر المحبة بين اركان المجتمع…
ان بلدنا يحمل في طياته معايير العزة والشموخ ولدينا كبار الشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي نفتخر بهم …
وامالنا كبيرة في الحكومة القادمة الاهتمام بالوطن وابنائه وانقاذه من الانحراف والفساد ومحاربته واستئصاله واللامسؤولية التي استشرت في مفاصله واخترقت اركانه وحصاناته واربكت الكثير من مسارات الخدمات الاستراتيجية التي يجب ان يقام بها للمواطن ووضع العلاجات الصحيحة والاساسية لا الترقيعية ومحاسبة كل المقصرين في الاهمال والتسيب وتطهيرالدوائروالمؤسسات الحكومية من العابثين بمصالح الشعب واكلة السحت لان الوطن الراسمال الدائم وخيمة الجميع…