22 ديسمبر، 2024 9:07 م

الحكومة العراقية … لا تحملوها ما لا تحتمل !

الحكومة العراقية … لا تحملوها ما لا تحتمل !

يعتقد البعض ان الحكومة العراقية التي تشكلت حديثا ويرأسها محمد شياع. السوداني سوف تقوم بخطوات غير مسبوقة في التعامل مع الواقع العراقي المرير وانها ستنجز الكثير من المهمات الملقاة على عاتقها وهذا لعمري محض من الخيال ووهم كبير يسيطر على عقول البعض كونها تحضى ببحبوحة ووفرة مالية اثر ارتفاع اسعار. النفط مؤخراً جراء الحرب الروسية- الاوكرانية.

ان التعامل مع مشكلات الواقع العراقي المرير يتطلب انخاذ قرارات شجاعة وجريئة وغير مسبوقة ويتطلب جهود جبارة ويتطلب عقول تملك من العبقرية والابداع ما يجعلها تحيل ركام التأخر والتفهقر الذي تعانيه الدولة العراقية الى نهوض وتنمية تستهدف الانسان العراقي الذي يكابد سبل العيش وتحدث طفرة نوعية في حياته وكذلك حجم وكم ونوعية الخدمات المقدمة له في التعليم والصحة والاسكان والخدمات الاساسية الاخرى.

في الحقيقة لو نظرنا بتمعن الى امكانات ومؤهلات وقدرات وخبرات رئيس مجلس الوزراء وكابينته الوزارية لوجدتها فقيرة ومحدودة بل وربما غير قادرة على احداث الفرق مع عمل الحكومات السابقة، فسيرهم الذاتية لا تتضمن اي انجازات ولا اعمال يشار لها بالبنان والعبقرية او اي عمل مبدع وقد يكون من المبكر جداً الحكم على هذه الحكومة وما ستقدمه من خدمات الا ان الفلم باين من عنوانه كما يقال.

تميز وزراء العهود السابقة ممن كانوا على قدر المسؤولية في تعاملهم اليومي مع الواقع العراقي وقد تمتعوا بعبقرية فذة في تقديم الحلول العلمية والعملية للمشاكل التي كانت تقف عائقًا امام تقديم الخدمات للمواطن العراقي وتنشيط القطاع الانتاجي بل والنهوض به الى افاق اوسع وتميزوا بالعمل الجاد ولساعات طويلة من اجل انجاز المهام المكلفين بها وكان لديهم من الكفاءة والخبرة ما يجعلهم قادرين على حل اي مشكلة تواجه عملهم ومسؤولياتهم.

ختامًا لا تحملوا الحكومة العراقية الجديدة ووزرائها ما لا يحتملون فهذه امكانياتهم وهذا الموجود ولا اعتقد ان العراق بتلك الكوادر الفقيرة قادر على النهوض من جديد وبشكل مختلف مما يجعله في مصاف الدول المتطورة والمتقدمة.