23 ديسمبر، 2024 3:27 ص

ـ كلنا نطالب بحكومة عادلة.. والتاريخ يؤكد بالحقائق انه لم تكن في يوم من الأيام في العراق حكومة عادلة.
ـ فعندما اختار علي بن أبي طالب (ع) العراق ليشكل حكومة عادلة.. انقلب عليه حتى مريديه.. فهل لو شكل حكومته في مكة التي بايعوه فيها.. هل كانوا قتلوه؟
ـ وعندما جاء الحسين بن علي (ع) من مكة الى العراق ليشكل حكومة عادلة.. بناء على طلب العراقيين.. الذين أرسلوا له 100 ألف رسالة طالبوه بالحضور للعراق بايعوه بالإسلام في رسائلهم.. لتشكيل حكومة عادلة.. لكنهم خذلوه حال وطأت أرجله حدود البصرة.. فقد تركوا سفيره مسلم ابن عقيل في المسجد بلا مصلي واحد معه.. وخذلوه ثانية في الكوفة وهو يدعوهم لنصرته لإقامة الحكومة العادلة التي دعوه إليها.. ثم قتل أشنع قتلة.. وقتلوه شر قتله.. ولم يبقوا رجلاً حياً من بيته أو أصحابه.
ـ وعندما بايع العراقيون الملك فيصل الأول بمحض إرادتهم.. طلب أبوه من ممثلي العراق الذين طلبوا أبنه ملكاً عليهم شعب..عهداً بالحفاظ على عائلته.
ـ فأعطوه عهد الله في الحفاظ عليه وعلى أهله.. لكنهم نكثوا العهد.. وقتلوا ليس عائلته فحسب.. بل كل ذريته.. بلا أذن.
ـ أما العهود الجمهورية.. فحدث بلا حرج.. نجحت ثورة 14 تموز 1958.. بقتل النساء.. وخدم القصر الملكي.. وقتل فيصل الثاني.. وهو لا يحل ولا يربط حتى نعجةً.. وجميعهم عزل من السلاح.. ويحملون الرايات البيضاء.. وكتاب الله.
ـ فحدثت الفوضى منذ الأشهر الأولى لثورة تموز.. وسالت الدماء!!
ـ واستمرت بحار الدم.. فقتلت جمهورية البعث الأولى عشرات الآلاف من الشباب والأطفال والنساء العزل من السلاح.. بتهم هزيلة (شيوعيون.. أو يؤيدون قاسم).. وقاسم غير موجود ولا حتى له جثة أو قبر !! واستمر القتل .. لا لشيء سوى عدم إقامة حكومة عادلة!!
ـ وجاءنا رئيس بسيط وطيب ونزيه.. لإقامة حكومة عادلة.. وبيض السجون.. قلنا عليه ضعيف.. ولا يصلح.. نريد رئيساً قويا.. يهز الأرض.

ـ وجاءنا القوي المقدم.. استمرت بحار الدم والحروب بلا طائل.. ولم يبقي حتى أي شيْ.. دماؤنا في إيران.. والكويت.. والأردن.. والسعودية.. وسورية.. وفي كل مكان.. حتى بالنابالم ضربنا… وامتلأت ارض العراق بالمقابر الجماعية.
ـ واستمرت دماؤنا تنزف.. نيابةً عن الأمة العربية.
ـ ثم جاءتنا الديمقراطية استيراداً من أمريكا وإيران.. لنذبح بالطائفية.. والقتل على الهوية.. وبالتفجيرات.. وبداعش.. وفروخ داعش.
ـ واستمرت بحار الدم العراقي تسيل هذه المرة نيابة عن الأمة العالم أجمع !!
ـ ليحكموننا باسم الدين.. ليبنوا لنا دولة الإمام العادلة.. سرقونا حتى الماء.
ـ وأخيراً الحكومة العادلة لم تبقي شيئا إلا سرقته.. وتردد إنهم يحترمون الشعب.. ومطاليبه أمانة في أعناقهم.. وتبين إنهم بلا أعناق كالخنازير.
ـ والأيام المقبلة لا أمل يرتجى منها.. ولا حكومة عادلة !!