23 ديسمبر، 2024 4:19 ص

الحكومة الديكتــــــاتورية.. والثروة البشـــرية

الحكومة الديكتــــــاتورية.. والثروة البشـــرية

………. الديكتاتوريون الجدد:
يمكن القول.. إن احد الأهداف الرئيسة للحكومة الديكتاتورية هي إفناء الثروة البشرية.. وكان هذا واضحا في الحكم الهدام (السابق) والهدام الحالي.. حيث نزيف الدم .. وانفاق المليارات لنشر الفقر .. والتضييق على المواطنين في المعيشة والخدمات ..وفرض التعسف على الفكر والحركة.
واعتقد إن الديكتاتوريين هم العدو الأول للمشروع الإلهي.. وهذا ما يمكن أن نتحدث عنه في عدد من الملاحظات.. نبدأ من عمق التاريخ.. وصولا إلى واقعنا.. كالتالي:
أولا: ان محاربة الاصنام، ومنذ ابراهيم (ع) تستهدف الاطاحة بالجمود.. ويمكن ان نصف الحكم الديكتاتوري بالصنم.. لانه يوقف حركة الفكر ويحجم حرية البشرية، تلك الحرية اللازمة للتطور والتكامل البشري..
ثانيا: ان المشروع الإلهي الذي تهتم السماء بتنفيذه، يهتم بالتغيير، لأجل التطور المرحلي، وصولا الى الغاية الرئيسة من الوجود.. وهي الطاعة الواعية للخالق.. ودون إكراه.. ويتحقق المصداق من: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات -56
ثالثا: ان الرسالات كافة، والكادر السماوي وهو حوالي 124 ألف ، فضلا عن أئمة المسلمين، وخاصة الإمام علي بن ابي طالب وذريته.. وثورة الإمام الحسين (عليهم السلام) .. والثورة المستقبلية المنتظرة.. هي حراك ضد الحكم الديكتاتوري.. ليس إلا..
رابعا: إن الحكم الديكتاتوري في إي زمان ومكان يعطل المشروع الإلهي.. لأنه يستهدف المادة الأساس للمشروع .. وهي البشرية.. قال تعالى:
إ((ِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)) القصص -4
………. الثروة المعنوية:
ومن هذه المقدمات يمكن تفسير  أداء الحكومات الديكتاتورية في العراق.. السابقة والحالية.. والتي تتعمد:
أولا: تقييد حرية الفكر، وفرض أطروحاتها التعسفية، ورموزها الصنمية، لأجل إفناء البعد المعنوي للبشرية، مع ملاحظة إن البعد المادي لا قيمة له، إذا تمكنت السلطة من قتل الجانب المعنوي والفكري للإنسان..
ثانيا: اشغال الفرد بالاحتياجات اليومية، وبتوفير الحصة الغذائية المفقودة..وبانقطاع الكهرباء، فضلا عن محاصرة الفرد بقوانين جائرة وتعسفية، من ضمنها فرض السيطرات.. وافتعال الحروب والنزاعات..
ثالثا: تصنيم الواقع.. وفرض انموذج متخلف من الحكم والحكام، لزرع اليأس والقنوط في النفوس البشرية.. فضلا عن قيام الدولة والحكومة بالتصرفات الغير منطقية .. ودعم السخافات بدلا من الثقافات.. ونشر الفساد لاجل احكام سيطرة الديكتاتوريين على الشعب..
قال تعالى:
((فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)) الزخرف 54
ويمكن القول إن ما يحصل اليوم في العراق هو انعكاس لأداء ديكتاتوري، يستهدف الثروة البشرية، كونها العامل الأساس في المشروع الإلهي.. اما ما يطرح من مسميات أخرى، فهي ذرا للرماد في العيون، ولخداع السذج..
 الا ان هذا لا يعني الا فشلهم، لانهم يسيرون عكس التيار، وخلاف القوانين السماوية التي تدعم الحراك الديمقراطي الهادف الى تحرير العقل الانساني .. وفسح المجال للتطور والتكامل والرقي.. وصولا الى دولة تحقق الرفاهية والسعادة للبشرية.. لتكون العبادة عن وعي واختيار كامل وحر..
[email protected]