يعيش أهالي بغداد قلقاً غير مسبوق منذ ثلاثة أيام متتالية ، وسبب ذلك قيام السفارة الأمريكية في بغداد غلق أبوابها بضعة ايام ، في إجراء استباقي لمنع استهداف قرأته مؤسستها الإستخبارية قبل وقوعه .
الحكومة العراقية لاتملك عمقا نفسيا او قدرة على تحليل الإشارات ولاتهتم لأمر الوطن والمواطن ، إنما هي تعيش فوبيا السقوط او الأسقاط الذي صار يتجه صوبها من العدو والصديق في وقت واحد .
الأفكار القهرية تستوطن عقل الحكومة ورئيسها ، ولعل خوفهم يتعمق أكثر كلما فكر صاحب نظرية” ماننطيها ” او تذكر انه ربما يكون بطل الفلم الذي حصل لصدام او حسني مبارك ، ومن هنا أمر بوضع الجدران العازلة للمنطقة الخضراء ، صبات كونكريتية بإرتفاع 3 متر ، وإنذار مشدد داخلها ومنع التجوال حولها وقطع الطرق المحيطة بها .
صار الوطن في ذهن الحكومة يختصر بوكر الأفاعي فقط ( المنطقة الخضراء ) اما باقي العراق فألى الجحيم وبأس الأقدار والمصير..!
القائد الهمام كان يتحدث قبل يومين عن نشاط عصابات ولاتوجد انهيارات أمنية إنما هي انتكاسات ..! واذ يتفقه بجدلية الفشل ومراتبه فأنه يترجم خوفه من ذلك بإصدار أوامر إعتقال بحق متظاهرين شباب مندفعين بغيرة ووطنية لتعرية الفساد والفشل الحكومي وجرائم الإرهاب والطائفية .
لاشيء يحدث سوى (فوبيا) مشددة من سلوك عدواني وعمق متفسخ لسلطة معادية للشعب ومستبدة بسلوكها ومتعالية عن شعبها ، خوف عميق من فقدان السلطة واقتراب ساعة الحساب وتبادل الأدوار بين الظالم والمظلوم ، رعب يشمل كل حركة او إجراء يحيط بالمجتمع الرئاسي الذي يلبد وراء جبن ومخاوف صار يعممها على شعب أبتلي بنكباتهم وانتكاساتهم ..!
ثلاثة مواقع الكترونية تناوبت على تداول معلومتين لم يتأكد أحد من صحتهما او مصدرهما ، أثارت كل هذا الرعب المرضي لدى المالكي وجيش المستشارين والجنرالات والحمايات ..!
النظام الدكتاتوري يعيش رعبا دائما من الشعب ومخاوف لاتنتهي من غضبه وعقابه ، وكلنا نتذكر ان نظام صدام قد صمم المتاريس والمواضع الحربية قبيل الغزو الأمريكي ، لتكون بمواجهة الشعب ..!
اليوم المالكي يعيد نسيج القصة في حماية نفسه وشلته داخل اسوار الخضراء ، ولاخوف من قرار إسقاط امريكي لأنها وجدت في نظامه مااعتذر عنه الدكتاتور المشنوق .
اليوم لايغمض جفن لسكان الخضراء ولن تُهدأ من روعهم كل أدعية النجاة والخوف ، هذا هو الرهان والعرض التجريبي الذي يريد مشاهدته خبراء الإستخبارات الأمريكية ، ويتلهون به لقضاء الوقت الإحترازي .
الأحرار والأنقياء والثوار يعيشون دون خوف من الآخرين ، ويموتون وهم وافقين ، ولمرة واحدة ، اما الجبناء واعداء الشعب فيتكرر موتهم مع نوبات الخوف والدونية لسلوكهم المرضي .
الجبن والجهل علامتان تلازمان الحكومة الفاسدة ، ولو كان المالكي ورهطه السياسي الحاكم مؤمنين لتذكروا قوله تعالى..؛
{ ومَنْ يَتق الله يجعلْ لهُ مخرجاً * ويُرزقهُ من حيثُ لايَحْتسب .}
ألا نامت أعين الجبناء ..!
[email protected]